الحديث عن السمنة والنحافة يكاد يكون القاسم المشترك في معظم الاحاديث بخاصة اذا كانت بين النساء , فلا تكاد تخلو جلسة من ذكر انواع الحميات وفوائدها في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة او من بروز المعدة والبطن للحصول على جسد متناسق .
ويعزو كثيرون سرهذا الاهتمام الشديد بالنحافة الى الفضائيات التي اصبحت تحث الناس على انقاص اوزانهم من خلال البرامج التي تروج للاجهزة والمستحضرات التي تساعد علي تحقيق هذه الامنية ، إضافة لوجود مذيعات بأجساد نحيلة اقرب لعارضات الازياء ، وكذلك التوعية بمخاطر البدانة على الصحة الذي يحتل نسبة كبيرة من البرامج في التلفزيون والاذاعة ، وعلى صفحات الصحف والمجلات وحتى مواقع الانترنت.
يشبه البعض الراغبين في رشاقة سريعة ، كمن يبحث عن ثروة كبيرة بلا جهد، اذ من الصعب ان تذوب الشحوم المتكدسة منذ سنوات في وقت وجيز ، والحميات غير المدروسة كثيرا ما تتسبب بمتاعب صحية بعضها له آثار خطيرة على الصحة.
الرشاقة اصبحت اقرب للهوس عند كثيرين ، وعبراتباع أكثر من «ريجيم» تمكنت «اميرة 38عاما» من فقد بعض الوزن الزائد وتقول بأنها قامت باتباع العديد من الحميات التي يروج لها احيانا على الفضائيات اومن خلال الانترنت ولكن ذلك لم يحقق حلمها بمستوى الرشاقة الذي تتمناه ، فقد كان الوزن الذي فقدته اقل بكثير من الجهد الذي بذلته والحرمان من الطعام الذي امتد بضعة شهور.
«جهاد 28عاما» حالة مختلفة تماما ، فقد ما يقارب نصف وزنه الذي كان 150كم واصبح بجسد رشيق يتناسب مع سنه ويقول : لم يدفعني لانقاص وزني التخلص من الكيلوغرامات الزائدة الا حرصي أن أكون بصحة جيدة ، فقبل قراري الدخول في معركة ضارية مع الوزن ، اصيب صديق لي يكبرني ببضعة اعوام ويعاني من زيادة كبيرة هو الاخر في الوزن بذبحة صدرية كشفت عن ارتفاع كبير بمعدل الكوليسترول والدهنيات في الدم ، خفت على نفسي وكانت بداية مشواراستغرق ستة اشهر، لم اتبع نظاما غذائيا معينا ، كل ماهنالك انني غيرت من طريقة الاكل ، اضفت الخضاروالفواكه واكثرت من الماء وخففت الدهون والنشويات واعتمدت نظاما للمشي بمعدل ساعتين يوميا ، فاصبحت انسانا آخر، شابا رشيقا يتمتع بصحة وحيوية وليس شخصا بدينا ثقيل الحركة يظهراكبربكثير من سنه.
ظاهرة الانتحارفي الغرب بين فتيات يعتقدن بأنهن بدينات تشكل 6ر5% كما تقول الباحثة العربية بجامعة جورجيا بانطلنطا «ايناس رشاد» اذ ان عدم رضا الفتيات عن اشكالهن وعلى الاخص بين المجموعات السكانية من اصحاب البشرة غير السوداء اعلى من غيرهن حتى لو كانت اوزانهن صحية ، فيما كشف مسح لمجلة « بليس» البريطانية بأن الهوس بالرشاقة بين المراهقات تحول الى وباء ، فتسع من بين عشر فتيات اعترفن بعدم الرضا ويتهمن امهاتهن بانهن السبب في هذا الارث غير الجميل من القوام ، كما اظهر المسح الذي خضعت له الف فتاة من مناطق مختلفة في بريطانيا بأن خمس المراهقات بدينات والثلثين يرغبن في تخفيف اوزانهن وان 64 % منهن تحت سن 13 يتبعن حمية خاصة لتجنب البدانة , ومما يثير الانتباه بان حوالي 26% في عمر 14 عاما يرغبن في اجراء عمليات تجميل او تناول ادوية تساعد في خفض الوزن ، فيما توجد 19% يعانين من مشاكل التغذية كالافراط في الاكل او الامتناع عنه .
حلم الرشاقة يداعب فتياتنا ايضا ، دون ان تصل بهن الامور الى اسوأ الخيارات، وتقول « نادين 19عاما « بانها التحقت باحد الاندية من اجل التخلص من سمنة مفرطة بدأت تغزو جسدها منذ اربع سنوات ، كما انها راجعت اخصائية تغذية وتواظب على برنامج غذائي مدروس منذ عام وتحلم بجسد نحيل مثل غيرها من الفتيات. وتضيف « بأنها كثيرا ما تصاب باحباط لان خسارة الوزن بطيئة جدا ، لكنها برغم ذلك تصر على خوض هذه المعركة الشرسة مع الوزن بحسب قولها، فيما تضيف «رولا21عاما « بأنها تحاول منذ عام انقاص وزنها بالحمية والرياضة وهي تواظب على ذلك دون كلل او ملل ، فقد بدأت تعاني من السمنة بسبب تناولها للوجبات السريعة والمشروبات الغازية لكنها الان اوقفت كل ذلك وتتبع «دايت « بمتابعة اخصائية تغذية. .
وفي التعليق على نتائج المسح سالف الذكر، يقول البعض صحيح ان الرشاقة وباء لكنها جميل وبديع و ..و..
الروابط المفضلة