قبل ما أبدأ بالموضوع أود أن أشكر الأخت أم عبد الله على تفاعلها و تشجيعها و مراقبتها لموضوعي و من لا يعرف يشكر العبد فلا يستطيع أن يشكر الله،
فلك مني كل التقدير و الاحترام
"إن الجنة تحت أقدام الأمهات"
في الوقت الحالي هناك اختصاصيين ينكرون و جود هذا المرض، أو بمعنى آخر لا يعتبرونه مرض.
و البعض الآخر يرى أنه مرض في غاية الأهمية و يجب متابعته عن قرب لما ينشأ عنه من أخطار.
و شخصيا كمختصة في التغذية و الحمية، و كوني أصبت به في جميع حملي، أرى أنه مرض مؤقت يجب أن نحذره و نكون واعيين به و بكل ما يتضمنه، خاصة أن في بلداننا العربية يقل فيها التتبع الدقيق للمرأة الحامل، و في بعض الحالات يكون هناك نتائج و خيمة لجهلنا للأمر أ ـو تجاهلنا له.
بشكل مبسط هو سكري يظهر فقط خلال فترة الحمل(أي الحامل لم تكن تشكو منه من قبل) و في الغالب يظهر في الفصل الثاني أو الثالث للحمل عند 6% أو 8% من النساء الحوامل.
الحمل و التمثيل الغذائي للسكري:
ما يحدث في الفصل الثاني و الثالث أن احتياجات جسم المرأة للأنسولين تكون لها أهمية كبرى، بضعف أو ثلاث أضعاف العادة. و هذا يرجع لتزايد المستمر خلال فترة الحمل للهرمونات، و خاصة هرمونات التي تسمى ضد الأنسولين(أي تعيق عمل هذا الأخير) منها هرمون المشيمة، هرمون الكورتيزول. فهذه الهرمونات تؤثر بنقصان دور الأنسولين في جسم المرأة.
في الحالات العادية عند الحوامل، هذه المقاومة للأنسولين تنشط البنكرياس(الغدة المسئولة عن توازن السكر في الجسم_تفرز الأنسولين_) فتصبح تنتج بشكل أكبر الأنسولين.
لكن عند بعض النساء اللواتي لهن قابلية لمرض السكر، فبنكرياسهم لا يستطيع أن ينتج المزيد من الأنسولين، و بالتالي يكون هناك دائما زيادة في السكر في الدم، و هذا هو سكري الحمل.
كيف يعرف بوجود هذا المرض؟
التحليل الذي يبين سكري الحمل، يكون في الأول عبارة عن تحاليل عادية تقوم بها الحامل مع باقي التحاليل، فتكون من بنها كمية السكر في الدم. إذا رأت الطبيبة ارتفاع في سكر تعمل اختبار للجلوكوز و هو قياس السكر في الدم بعد ساعة أو ساعتين من شرب محلول سكري يحتوي على 50 غرام سكر.
هناك أيضا أعراض تحس بها الحامل:
في الغالب قد لا تحس المرأة بشيء، و لكن ممكن أن يكون هناك:
إرهاق شديد غير متعودة عليه في أوائل الحمل؛
و من أسباب ظهور هذا المرض في الحمل أذكر فقط شيئين:
الوزن الزائد قبل الحمل(السمنة)
بعض المشاكل التي تتعرض لها الحامل المصابة بسكري الحمل:
تكون هناك حساسية كبيرة و التهابات للمسالك البولية؛
ارتفاع الضغط (و هذا يشكل خطورة كبيرة لها و للجنين)؛
خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بعد الحمل.
بعض المشاكل التي يتعرض إليها الجنين:
انخفاض السكر عند الولادة(مما يجب في حالة سكري الحمل أن يرضع الجنين بعد ولادته مباشرة)؛
مرض اليرقان عند حديث الولادة، حيث يظهر بشكل سريع*في اليوم الثاني* و قد يكول فيه و يكون شديد خلاف عند الأطفال الذين يولدون من أمهات لم يكن ليهم هذا المرض؛
(jaunisse-jaundice of the new born)
عملقة في أعضاء الجسم*macrosomia*
و خطورة التعرض لمرض السكر في الغالب من النوع الثاني في المستقبل(لكن هذا كله بإذن الله فقد لا يحدث أي شيئ).
هذه آلة لقياس السكر بالوخز على الأصابع
الآن نتكلم على طرق العلاج:
في حالة حدوث سكري الحمل يجب أن تكون هناك مراقبة مستمرة للمرأة، بحيث يجب أن تحافظ على كمية السكر في الدم بشكل ثابت و هذا يتطلب تغذية متزنة (وهذا ما سنتحدث عنه أكثر في ما بعد إن شاء الله)؛
و في بعض الحالات لإبرة الأنسولين،
رياضة و حركة مستمرة(فلا يعتبر الحمل عائق للحركة أو للرياضة إلا في حالات معينة يجب أن نغير الفكر القديم عندنا)؛
و كذا تحتاج المرأة إلى كبسولات للفيتامينات و الأملاح المعدنية.
قبل أن أتكلم عن التغذية أذكر بعض الأشياء التي يمكن أن تحمي هذه المرأة من الوقوع في مرض السكري بعد الحمل:
التضرع لله سبحانه و تعالى بدوام الصحة و العافية؛
الابتعاد عن السمنة(غذاء صحي متزن)؛
الحركة ثم الحركة الكثيرة(الرياضة).
في الغالب يختفي هذا المرض بعد الولادة، بخروج المشيمة أو حتى بعد أيام أو أسابيع أو شهور عند 90% من النساء الذين يصبن به و لا نتكلم عن السكري.
و تبقى نسبة قليلة يبقى عندها هذا المرض و يكون في الغالب السكري المعروف بالنوع الثاني(أي بدون حقن أنسولين).
الرضاعة: تعتبر من أهم العوامل المساعدة على الرجوع إلى الحالة الطبيعية بأسرع وقت، و كما نعلم أن الرضاعة تساعد في رجوع الرحم إلى حالته الطبيعية بشكل سريع و كذا تأخد من تغذية الأم مما يسبب في اتزان السكر و نقصان الوزن.
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ
حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ
وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ
وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِه ِ سورة البقرة {233}
و من جهة أخرى أثبتت الدراسات أنه يحفظ الأولاد من الإصابة بمرض السكري طبعا بإذن الله تعالى.
لقد كانت أعراض السكري عندي ظاهرة بشكل واضح، لكن لم يخطر في بالي أنه يمكن أن يحدث لي، فكنت أتجاهل الأمر و أفكر فقط في إرهاق حمل و فقط مع تفكري الدائم أنني مصابة به فعلا.
لكن حين بدأت أتأثر به بشكل كبير فكانت تأتيني مثل غثيان شديد و ارتعاش عن الأكل (مثل الذي وجدوه في الصحراء و أعطوه ماء، فهو يشرب بشكل غريب)
و حتى طبيبتي لم تنتبه للأمر فقد كانت تقول لي أنك فقط لا تأكل بشكل جيد(هي لا تعلم أنني متخصص في التغذية) وأيضا هنا في الغربة يضنون أننا مساكين نعمل طول اليوم في البيت أشغال شاقة.
في حملي الأول حتى وصلت إلى الشهر السابع و تأكدت من الأمر لأن هنا يعملون هذا النوع من التحاليل في هذا الشهر لكل النساء.
و الحقيقة أنني كنت متتبعة حمية لا تصدق، بشكل جيد و لكن للأسف لم تكن كافية فالهرومونات عندي كانت من أورع المقاومات ههههههههههههه
بحيث كان عندي ارتفاع السكر حتى في الصباح بعد النهوض من النوم و لهذا كان يجب أن آخذ حقن الأنسولين.(كان يرتفع السكر لوحده دون أي أكل و الحقيقة هذه لم أفهمها من أين كان يأتي؟ فقط احتمال أنني أنهض دون وعي مني آكل في الليل هههههههه )
ليس هذا فقط، فقد ازدادت المقاومة مع مرور الأيام و كانت طبعا كمية الأنسولين تزداد حتى أنني كنت آخذ 4 حقن في اليوم ثلاثة قبل كل أكل، و 1 قبل النوم(أنسولين ذات المفعول البطيء)
علما أنني لم يكن عندي إطلاقا وزن زائد(بعيدة كل البعد عن السمنة) لكن عندي خالتين لي مصابين بهذا المرض.
و حتى وزني في الحمل لم يكن كثيرا فكان عندي 10 كيلو زيادة بعد الوضع.
و في نفس الوقت أصبت بزيادة الضغط مما أدى إلى ولادة قبل وقتها خوفا على صحتي و صحة الجنين.(و ارتفاع الضغط مرفوع في حالات سكري الحمل بشكل كبير)
بالنسبة لطفلي إبراهيم حفظه الله و أولادكم، كان وزنه 2,800كيلو و عند الخروج من المستشفى 2,600كيلو(فلم يكن طفل ضخم ....طبعا أمه مختصة فعملت له رجيم و هو في الداخل هههههه) لكن جاءه مرض اليرقان في اليوم الثاني و دام معه مدة أطول و كان شديد عليه و لكن لم يحدث له انخفاض السكر بعد الولادة، فقد رضع حين ولادته.
دامت مدة الولادة من 7 صباحا إلى 2ساعة و 25 دقيقة صباحا ليوم الغد (فيكم تتصوروا...) و الحقيقة ما كنت أريد ولادة قيصرية خاصة أنني كنت أعرف أن الجنين ليس ضخم. و كان هناك ارتفاع السكر و الضغط في وقت الولادة لكن كان هناك تتبع دقيق و لله الحمد.
ذكرت هذا حتى تقارنوا بين الدراسات و تجربتي الشخصية، و يكون لكم علم بأدق التفاصيل.
و قد حدث معي نفس الشيء في الحملين الذي بعده، و الحمد لله لا أشكو من مرض السكر في الوقت الحالي.
و سؤال الممرضات و الطبيبة(بعد الحملين الأولوين) كان: هل تعيدين الحمل مرة أخرى بعد كل هذا؟ و كان الجواب: نعم ههههه هذا الجزء الأول و إلى الجزء الثاني إن شاء الله لنتكلم عن التغذية.
لا تنسوني من خالص دعائكم بدوام الصحة و أن أكون من أهل القرآن و خاصته.
و دعوتنا لكل محروم من الذرية أن يرزقه الله بالذرية الصالحة عاجلا غير آجلا هو القادر على ذلك.
الروابط المفضلة