تبادل المعلومات والأفكار بين دعاة مكافحة المرض في المنطقة عبر الإنترنت


من لويز فينر، المحررة في موقع أميركا دوت غوف


واشنطن- في صيف العام الحالي حاولت منظمة لطلبة الطب في مصر العثور على خبير في علاج الأورام لتدريبهم على فحص سرطان الثدي وإعداد التقارير عنها. وجاءت الإجابة من شبكة اجتماعية جديدة ناجحة جمعت أكثر من 250 شخصا من المتخصصين في الطب والناجيات من سرطان الثدي والناشطين في المجتمع بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتولت إيمان عويس طالبة الطب بمدينة المنصورة المصرية تنظيم برنامج التدريب من خلال الاتحاد الدولي لطلبة الطب – فرع مصر. وبدأت التواصل مع الأطباء المصريين والداعين لمكافحة سرطان الثدي من خلال الشبكة الاجتماعية التي استضافها موقع الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط لنشر التوعية بسرطان الثدي. وفي نهاية المطاف وجدت إيمان الدكتور علاء قنديل، إخصائي علاج الأورام في مركز سوزان مبارك الإقليمي لصحة وتنمية المرأة بمدينة الإسكندرية المصرية. وأجرى الدكتور قنديل حلقة التدريب، كما رتب جولة بالمركز للمتدربين الذين التقوا بمديره الدكتور حسن سلام.

روزلي فاسكيز يتر هي مديرة المشروع في برنامج الشراكة وهو مشروع تموله وزارة الخارجية الأميركية، يربط بين خبراء الطب الأميركيين مع نظرائهم في الشرق الأوسط لترتيب حملة للتوعية بسرطان الثدي وتوسيع نطاق البحث العلمي عن المرض.

ومن خلال الشبكة التقت إيمان عويس أيضا بالدكتورة سامية العمودي –طبيبة أمراض النساء والتوليد وعضو جمعية مكافحة السرطان بالمملكة العربية السعودية- ودعيت للتعاون مع الدكتورة العمودي للتحفيز على تشكيل جمعية لطلبة الطب في مدينة جدة السعودية.

بدأت مبادرة الشراكة في العام 2006 بمشاركة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وسرعان ما تبعتهما الأردن. وفي شهر أيار/مايو 2008 أعلنت السيدة الأولى آنذاك لورا بوش أن مصر والمغرب والأراضي الفلسطينية ستشارك في المبادرة أيضا. وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2008 كان انطلاق الموقع الإلكتروني للمبادرة.

يُذكر أن سرطان الثدي هو السبب الرئيسي لمعظم حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بأمراض السرطان في العالم كله، وأن عدد حالات الإصابة بين النساء تصل سنويا إلى أكثر من مليون حالة. وفي منطقة شرق البحر المتوسط يصيب سرطان الثدي النساء في عمر مبكر، ولكن لا يتم تشخيصه إلا في مراحل لاحقة حسبما قال الدكتور محمود سرحان المدير العام لمركز الملك حسين لعلاج السرطان بالعاصمة الأردنية عمّان. وفي ندوة دولية عقدت مؤخرا قال الدكتور سرحان إن المتوقع زيادة نسبة الوفيات الناجمة عن السرطان في المنطقة خلال الـ15 عاما القادمة وإن "المتوقع أن يكون للوفيات الناجمة عن سرطان الثدي النصيب الأكبر." وأضاف الدكتور سرحان أنه بالإضافة إلى محدودية الحصول على الرعاية الصحية والخدمات والموارد، فإن الحواجز الاجتماعية لها دور أيضا؛ فعلى سبيل المثال يعتبر سرطان الثدي في مناطق كثيرة من الموضوعات المحظور الخوض فيها." ومن بين الرسائل التي تود مبادرة الشراكة توصيلها، أن التشخيص المبكر – بالفحص السريري وبالفحص الذاتي أو أجهزة الفحص- يحسّن إلى حد كبير فرص نجاح العلاج.

شبكة من المدافعين والدعاة لمكافحة سرطان الثدي:

علاوة على المبادرات في الدول الست الشريكة في البرنامج "توجد شبكة أوسع نطاقا إلى حد كبير في جميع أرجاء المنطقة امتدت إلى شمال أفريقيا نتيجة للتقنيات الجديدة والقدرة على جمع الناس معا" على حد قول فاسكيز يتر. وأضافت أن ما يتراوح بين 17 إلى 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشارك فيها. وتجمع مبادرة الشراكة بين أكثر من 140 منظمة في الولايات المتحدة والمنطقة.

وفي العام 2008 عُقد مؤتمر تحت رعاية برنامج الشراكة في العاصمة الأردنية عمان، وضم حوالي 100 من الناجيات من سرطان الثدي، والدعاة إلى مكافحته والمسؤولين الحكوميين وخبراء الطب من جميع أنحاء المنطقة. وقالت فاسكيز يتر "لقد رأيت أطباء من طائفة عريضة من التخصصات يجتمعون معا، ولكنني رأيت أيضا جمهرة من الدعاة لمكافحته والناجيات منه."

وأضافت المسؤولة الأميركية "هؤلاء هم الأشخاص الموجودون في ميدان الكفاح حقيقة، وفي بعض الأحيان يعملون من تلقاء أنفسهم في ظل ظروف شديدة الصعوبة. ولكن ما كان قويا بحق هو أنهم شعروا فجأة بأنهم موحدون، وأنهم جزء من شبكة أكبر تتكون من نساء ورجال آخرين يستطيعون الاتصال بهم عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، وأصبحوا قادرين على تبادل المعلومات والحصول على النصح والمشورة، وبأنهم مدعوون لفعل أشياء لأن هناك من يعرف بوجودهم."

كما أشارت فاسكيز يتر إلى أن هذه المرحلة من الشراكة "تستكشف احتياجات المنطقة ويتم التحقق من وجود قدرات كثيرة داخل المنطقة نفسها تمكّن الناس من مساعدة بعضهم البعض."

وموقع الشراكة على الإنترنت موجود باللغتين الإنجليزية والعربية، ويستضيف مدونة إلكترونية بالإضافة إلى شبكة للتواصل الاجتماعي. وقد أنشأ بعض المناصرين لهذه القضية من تونس والمغرب والجزائر مجموعة شمال أفريقيا لمناصري هذه القضية تقوم بالتواصل على الشبكة العنكبوتية باللغة الفرنسية.

وقالت فاسكيز يتر إن الاتحاد الدولي لروابط طلبة الطب فرع مصر قد استخدم الشبكة الاجتماعية لجذب 300 طالب طب للمشاركة في سباق للعدو من أجل الشفاء في أهرامات الجيزة في تشرين الأول/أكتوبر. وكان هذا السباق الذي يهدف إلى التوعية بمخاطر سرطان الثدي، هو أول سباق من نوعه يجري في الشرق الأوسط. وقد قامت بتنظيمه المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي ومؤسسة سوزان جي كومن الأميركية، وشبكة من الأميركيات الناجيات من سرطان الثدي، وبعض الناشطين في مجال مكافحة السرطان، وكان ذلك برعاية سيدة مصر الأولى سوزان مبارك.

وقد تم في مصر خلال هذا السباق لم شمل حوالي 15 من مناصري مكافحة السرطان الذين كانوا قد التقوا في مؤتمر عمان، وقد ناقشوا الكيفية التي يتم بها استخدام الشبكة. وتقول فاسكيز يتر إن ذلك كان "المصباح الذي أرشدنا على الطريق" لأنه كانت هناك أمثلة غير متوقّعة على مدى التعاون والتواصل. وقالت إحدى الأخصائيات في الأشعّة إنها تلقت دعوات لحضور العديد من المؤتمرات مما جعلها تلجأ إلى الموقع الإلكتروني كي تقرر المكان الأمثل لاستخدام قدراتها. وخطرت لموظفي مجموعة الوعي بسرطان الثدي فكرة حول كيفية اجتذاب الأشخاص نحو كشكهم في مركز التسوق وذلك من خلال عرض (الكثير من البالونات الوردية). وقالت المصابات بمرض سرطان الثدي والناجيات منه إنهن شعرن بأنهن متمكنات من التحدث عن تجاربهن وأخذ زمام المبادرة بالنسبة لصحتهن.
ومن خلال الشبكة الاجتماعية، تتواصل إيمان عويس، طالبة الطب بمدينة المنصورة المصرية، مجددا مع الزملاء في الضفة الغربية وقطاع غزة وتتبادل تجربتها في الاتحاد الدولي لروابط طلبة الطب فرع مصر مع مؤسسة جمعية أصدقاء المريض في الضفة الغربية حين كانوا يعدون لحملة شهر تشرين الأول/أكتوبر لمكافحة السرطان. وذات يوم سمعت عن وجود منظمة هي - الجمعية المصرية لتعزيز صحة المرأة- التي حصلت على منحة من الشراكة لتعليم النساء في مصنع في المنصورة حول فحص سرطان الثدي.

وقالت فاسكيز يتر إنه حتى ذلك الحين، كانت عويس "تعتقد أنها الشخص الوحيد [في المنصورة] الذي يركز اهتمامه على سرطان الثدي. وعلى حين غرة، وبفضل التفتيش والبحث الدقيقين، وجدت هذه المجموعة الأخرى. ومنذ ذلك الحين دأبت على الاجتماع بها وسوف تتطوع للعمل في المشروع."

معلومات أساسية حول خلفية الشراكة

تمول الشراكة لمكافحة سرطان الثدي مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط التابعة لوزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ويضم شركاء الحكومة الأميركية كلا من مركز أندرسون للسرطان في جامعة تكساس وجامعة جونز هوبكنز، اللذين يتعاونان مع مؤسسات في منطقة الشرق الأوسط في مجال البحوث والتدريب والتبادلات المهنية. وقد أصدر مركز أندرسون سلسلة تعليمية على الإنترنت لأصحاب المهن الطبية حول علم أورام الثدي باللغتين العربية والانجليزية. يذكر أن سلسلة علم الأورام وغيرها من المعلومات الطبية، بالإضافة إلى المواد التعليمية الخاصة بأنصار مكافحة السرطان، متاحة من خلال الروابط على موقع الشراكة على الشبكة العنكبوتية.

وتوفر مؤسسة سوزان جي كومن للعلاج برامج تدريبية للناشطين من أنصار مكافحة السرطان، كما توفر المنظمات الأخرى برامج في أماكن العمل للتوعية بمخاطر سرطان الثدي، وتدرب الممرضات المختصات في الأورام السرطانية وغير ذلك من البرامج التي تتوخى تلبية احتياجات كل بلد على حدة.

مشكوة خيتو