الجانب الآخر للقهوة.. بعيدا عن التحذيرات!
اكتشف الباحثون في إيطاليا أن بإمكان القهوة محاربة البكتيريا وميكروبات الفم المؤذية للثة والأسنان وتمنع حدوث الحفر وتجوفات الأسنان.
وأوضح الباحثون أن القهوة المصنوعة من حبوب البن المحمصة تتمتع بخصائص مضادة لأنواع معينة من الكائنات الحية ومنها المكورات المتسلسلة من نوع "ستربتوكوكاس ميوتانز" المسببة الرئيسية لتجاويف الأسنان.
وللتوصل إلى فهم عميق لخصائص القهوة، قام الباحثون في جامعتي بافيا وأنكونا الإيطاليتين بإجراء تحاليل مخبرية على عينات من البن الأخضر والمحمص والقهوة العربية والخشنة التي تستخدم في بلدان مختلفة.
وأظهرت النتائج التي نشرتها مجلة "الزراعة وكيمياء الغذاء" المختصة، أن جميع عينات القهوة منعت التصاق البكتيريا بمينا الأسنان، إلا أن البن الأخضر غير المحمص كان أقل فعالية من الأنواع المحمصة الأخرى.
وقد اختبر الباحثون أيضاً عينات القهوة المطحونة وفورية الذوبان التي تعرف بالنسكافية، التي تحتوي على الكافيين والخالية من هذه المادة، فتبين لهم أن القهوة فورية الذوبان بدت أكثر فعالية في مهاجمة البكتيريا، ولم يكن للكافيين أي دور ملحوظ في الأضرار المضادة للتجويف الذي تتمتع به القهوة، وفسر العلماء أن مادة "ترايجونيللين" الذائبة في الماء، التي تساهم في إعطاء القهوة رائحتها ومذاقها المميزين، هي المسؤولة عن حماية الأسنان من البكتيريا.
وبالاضافة الى ما سبق قال البروفيسور بيتر مارتن مدير معهد دراسات البن بجامعة فاندربيلت الاميركية "بدأنا ندرك فوائد مئات العناصر في القهوة". وأضاف أنه ظهر أن البن بفضل مكوناته الكيميائية له فوائد صحية مثل مقاومة الانتحار وتليف الكبد وبعض أنواع السرطان والربو وأمراض القلب والشلل الرعاش.
في إشارة إلى فوائد تناول قدحين إلى أربعة أقداح من القهوة في اليوم قال البروفيسور إن "احتمالات الإصابة بهذه الأمراض لدى الذين لا يشربون القهوة أكثر منها لدى الذين يشربونها باعتدال".
وكانت أغلب الأبحاث على البن خلال العشرين عاما الماضية قد تركزت على مادة الكافيين وهو العنصر الفعال في القهوة. وينشط الكافيين الجهاز العصبي المركزي واستخدم لزمن طويل في صناعة الأدوية المخففة للألم والحد من الشهية المفرطة ومقاومة النعاس ونزلات البرد والربو والاستسقاء. ومن أضراره تعود الجسم عليه والأرق والتوتر وارتفاع ضغط الدم.
وأظهرت دراسة أولية قام بها المعهد أن القهوة مصدر غني بمضادات الأكسدة التي تقلل من آثار المواد الضارة على الجسم ويمكن أن تساعد في الوقاية من عدة أمراض. ويقول علماء إنه عند امتزاج الأوكسجين مع مواد كيميائية أخرى تتكون ما يسمى بالجزيئات الشاردة التي تهاجم خلايا وأنسجة الجسم عشوائيا. وقد تكون هذه الجزيئات سببا في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والمياه الزرقاء في العيون وضعف الجهاز المناعي والعصبي.
قال المركز العلمي لأبحاث البن ومقره بريطانيا "معروف أن مضادات الأكسدة توفر حماية ضد الأكسدة بالقضاء على الجزيئات الشاردة". وقال الدكتور إيوان بول المستشار العلمي بالمركز إن أبحاث معهد دراسات البن في الولايات المتحدة أظهرت أنه يحتوي على مضادات الأكسدة أربع مرات أكثر مما يحتويه الشاي وهو مصدر غني آخر بهذه العناصر.
وقال مارتن "احتمال أن القهوة يمكن أن تقلل من خطر الوفاة بأمراض القلب مؤشر قوي يشجع على مزيد من الدراسة".
وحقق الباحثون تقدما كبيرا في معرفة الصلة بين الجزيئات الشاردة والأمراض. ويقاوم الجسم آثارها الضارة بعدة وسائل منها شبكة من الأنزيمات ومضادات الأكسدة.
وقال المعهد البريطاني "تلعب التغذية دورا رئيسيا في تقوية أجهزة الجسم الدفاعية ضد الجزيئات الشاردة". وأشهر مضادات الأكسدة فيتامين (إي) و(سي) والكاروتين الموجود في فول الصويا والنبيذ الأحمر وبعض التوابل والحمضيات والفواكه الأخرى والبصل والزيتون.
ويزيد تحميص البن من تأثيره المضاد للأكسدة، ونزع الكافيين منه لا يضعف أو يدمر هذه الخواص. وقال مارتن "تحميص البن يخلق ثروة من المركبات المفيدة مما يجعل القهوة أحد أكثر مصادر مضادات الأكسدة قوة".
ولا يعتبر استخدام البن لأغراض طبية جديدا.، فحقن القهوة الشرجية لإزالة السموم من الجسم معروفة منذ قرن تقريبا وتستخدم في تخفيف آلام مرضى السرطان عندما تفشل عقاقير أخرى. وأول من استخدمها في أوروبا كجزء من علاج السرطان الطبيب الألماني المولد ماكس جيرسون في 1930 ثم نقلها إلى الولايات المتحدة واستعملها في علاج زوجة العالم ألبرت شفايتزر الفائز بجائزة نوبل التي أصابها السل، عندما فشلت أدوية أخرى.
كما وأظهرت دراسة طبية جديدة أجريت في جامعة يابانية، أن تناول فنجان من القهوة يوميا، يقلل خطر إصابة السيدات بسرطان الأمعاء، أو القولون بنسبة النصف.
ووجد هؤلاء بعد الأخذ في الاعتبار عادات التدخين ودهون الجسم وشرب الكحول والسن وغيرها من العوامل، أن خطر الإصابة بالمرض، انخفض بنسبة النصف عند السيدات اللاتي تناولن فنجانا واحدا من القهوة يوميا، مقارنة باللاتي لم يتناولنها إطلاقا، مشيرين إلى أن هذه النتائج لم تنطبق على الرجال والنساء اللاتي شربن أقل من فنجان واحد كل يوم.
وبالإضافة لهذا فقد ذكرت صحيفة بريطانية أن القهوة قد تسكن الألم لكن لدى النساء فقط. وأضافت صحيفة "لندن تايمز" أن باحثين في لندن طلبوا من مجموعة من المتطوعين من الرجال والنساء غمر أذرعهم في دلاء بها ماء شديد البرودة وإبقاءها أطول فترة ممكنة.
ثم قدم الباحثون القهوة إلى المتطوعين متوقعين أنها ستخفف الألم. وتزيد مادة الكافيين من ضغط الدم وهو ما يؤدي عادة حسبما قالت الصحيفة إلى تقليل الشعور بالألم. وخلصت الدراسة إلى أنه بينما لم يكن لمادة الكافيين أثر يذكر على الرجال إلا أنها كان لها أثر قوي على النساء.
ولا تقتصر فوائد القهوة على النساء فقط بل أيضا تشمل المسنين حيث أظهرت الدراسات الجديدة أن أداء المسنين الذين شربوا فنجانا يزن 12 أونصة من القهوة العادية، قبل إجراء اختبارات الذاكرة كان أفضل من نظرائهم الذين شربوا القهوة الخالية من الكافيين، ولاحظ الباحثون أن شاربي الكافيين لم يسجلوا درجات عالية في الاختبار الذي أجري في فترات الصباح وما بعد الظهر فقط ، بل لم يصابوا أيضا بأي انخفاض في قوة الذاكرة خلال النهار.
وتدعم هذه الدراسة ما توصلت إليه الدراسات السابقة بأن الكافيين يحسن الذاكرة عند المسنين التي يبدو أنها تصل إلى أوج قوتها في الصباح وبضعف في فترة العصر. وقال الباحثون حسب مجلة الصحة والطب، في جامعة أريزونا الأميركية، إن أي نشاط يزيد مستويات الطاقة في الجسم كالمشي السريع أو قيلولة ما بعد الظهر قد يساعد على تحسين الذاكرة والقدرات الإدراكية. _(البوابة)
الروابط المفضلة