أصدر معهد هدسون في الولايات المتحدة تقريراً ذكر فيه أن المسؤولين الأميركيين قلقون على صحة مواطنيهم بسبب حبهم الشديد للهامبرغر ولكنهم لا يصرحون بذلك بصوت عال. ويرغب المسؤولون في أن يتم تعقيم الهمبرغر عن طريق الإشعاع من أجل قتل البكتيريا الضارة.
مسؤولو وزارة الزراعية الأميركية قلقون بشكل خاص من تعرض المواطنين للإصابة بجرثومة E.Coli o157 القاتلة عن طريق تناول الهمبرغر.
ثمة أسباب جوهرية تدعو للقلق حيث كان على وزارة الزراعة الأميركية مؤخراً إصدار مذكرة لسحب 2.8 مليون باوند من الهامبرغر، ولكن معظم الكمية كانت قد بيعت أو استهلكت، لأن التجارب التي أجريت على عينات منها أظهرت تلوثاً بالجرثومة E.Coli o157،
كذلك أظهر مسح قامت به وزارة الزراعة عام 2000م أن 28% من الأبقار التي ذبحت مصابة بالجرثومة o157 بينما وجد أن 43% من الذبائح وجدت ملوثة بالجرثومة. في هذه الأثناء تقدر مراكز الولايات لمكافحة الأمراض أن جرثومة E.Coli o157 تسبب 26000 حالة مرض بين الناس سنوياً، 1800 حالة إدخال إلى المستشفيات و 52 حالة وفاة. كذلك وجد أن الجرثومة تؤدي إلى تلف دائم في العضو المصاب للمريض الذي يتعافى من الإصابة بما في ذلك الكلى، الكبد أو العيون.
إن طهي الهمبرغر حتى يصبح جافا كالجلد يؤدي بكل تأكيد إلى قتل جرثومة E.Coli o157، ولكن المستهلكين لا يفضلون الشطائر الجافة بل الطرية التي تكون من الداخل زهرية اللون مما يعني أنهم يعرضون أنفسهم للخطر.
كذلك أصدرت وزارة الزراعة الأميركية تعليمات جديدة تطلب فيها من مصانع لحوم البقر اتخاذ إجراءات المفروم بجرثومة o157. ويتم هذا عادة من خلال استخدام الإلكترونات أو أشعة غاما لقتل الجرثومة.
ويمكن أيضاً قتل الجرثومة أو تقليل أعدادها عن طريق غسل الذبائح بالبخار أو معالجتها بالأوزون. غير أن المجلس الأميركي للعلوم والصحة يوضح أن الإشعاع يؤدي إلى قتل الجرثومة بعد تعبئة الهمبرغر وبذلك يزيل أية فرصة لإعادة تلوث اللحوم بها.
والهمبرغر بشكل خاص يمثل مشكلة لأن عدداً قليلاً من البكتيريا في اللحم المفروم يمكن أن ينتشر إلى مستويات خطرة مع مرور الوقت وبسبب التبريد السيئ. ولو كانت هذه البكتيريا موجودة على قطع الستيك (شرائح لحم البقر) فإنها لن تستطيع التكاثر بسرعة، وبما أن الجزء الخارجي من هذه الشرائح يتعرض للحرارة أكثر من الأجزاء الداخلية فإن البكتيريا الموجودة عليه تموت أثناء الطهي.
يقول المدافعون عن الأغذية العضوية والطبيعية إن الإشعاع خطير ويغير من نكهة اللحوم وإنه ضروري فقط للتعويض عن الأحوال غير الصحية التي تسود في المصانع الموجودة في المزارع.
لكن جرعات منخفضة من الإشعاع تلزم لقتل البكتيريا ولا تحدث تغيرا في اللحم أو نكهة باستثناء إبقائه طازجاً لأن الإشعاع يقتل البكتيريا التي تؤدي إلى تلف الأغذية أيضاً.
كذلك فإن الإدعاء بأن "مزارع المصانع" وحدها ملوثة بالجراثيم هو إدعاء باطل حيث إن الجرثومة o157 اكتشفت لأول مرة في مزرعة كندية وإن الباحثين لوزارة الزراعة الأميركية قالوا إنهم وجدوها في كافة قطعان الأبقار التي فحصوها.
نصحت منظمة الصحة العالمية والجمعية الطبية الأميركية والجمعية الأميركية للأغذية منذ سنين باستخدام الإشعاع. تقول الدكتورة إليزابيث ويلان من المجلس الأميركي للعلوم والصحة، "تعريض الأطعمة للإشعاع لا يجعلها ملوثة بالإشعاعات أكثر من أخذ صورة بالأشعة السينية لأحد الأضراس.
لم يدرك المستهلكون أهمية الإشعاع في تعقيم الطعام حتى عام 1993 حين توفي عدد من الأطفال نتيجة تناولهم سندويشات همبرغر ملوثة بجرثومة E.Coli o157 في ولاية واشنطن.
وحتى بعد الحادثة فقط تطلب مدة سبع سنوات كي توافق وكالة الأغذية والأدوية على تعقيم اللحوم باستخدام الإشعاعات.
أما الآن فقد تم إنشاء معمل كبير للتعقيم بالإشعاع في ولاية أيوا، وقامت جمعية أصحاب قطعان الأبقار بالولايات برعاية مطعم على شكل خيمة في معرض الولاية لهذا العام. وقد عرض في المطعم شطائر غضة من الهمبرغر المعقم بالإشعاع ولكنها آمنة. أما شركة ديري كوين فتعكف حالياً على دراسة تسويق الهمبرغر المعقم بالإشعاع في ولاية مينيسوتا، وسيرفع الإجراء الجديد تكلفة باوند واحد من الهمبرغر سنتا واحدا.
وينتهي التقرير إلى القول إن عقودا من الزمن مرت قبل أن يقبل الناس ربط أحزمة سياراتهم أثناء القيادة وحوالي 50 عاماً قبل أن يتقبلوا الحليب المبستر وآن الأوان لقبول همبرغر معقم بالإشعاع لأن المستهلك يحبه طرياً._
الروابط المفضلة