لأن كل امرأة ترغب في أن تكون رشيقة ومتناسقة تضطر في كثير من الأحيان إلى اتباع حمية قاسية تفقدها عدداً من الكيلوغرامات بسرعة كبيرة. إلا أن لهذا النوع من الريجيم مساوئه على المدى البعيد لوجود علاقة بينه وبين العقم كونه يؤدي إلى خلل في الهورمونات. أما الحل الوحيد فهو الريجيم المعتدل تحت مراقبة إخصائية تغذية.
وينصح الطبيب اللبناني الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد وطبابة الأم والجنين الدكتور فريد مطر كل إمرأة، على اختلاف العمر، بعدم اللجوء إلى الريجيم القاسي الذي يؤدي إلى إنقاص الوزن بسرعة نظراً إلى سيئاته على المدى الطويل لوجود علاقة بين هذا النوع من الريجيم والعقم أو التآخر في الحمل كونه يؤدي إلى خلل في الهورمونات نتيجة نقص الدهون في الجسم. لذلك، من الضروري استشارة إختصاصي التغذية لتحديد الحاجات الغذائية للجسم.
ويشير الدكتور مطر إلى أن نسبة الدهون الطبيعية في الجسم تراوح بين 15 و20 في المئة وهي إذا كانت تساعد في الحمل فإن النسبة الزائدة منها قد تؤدي إلى مشاكل.
وفي ما يتعلق بالفتيات اللواتي يعانين فقدان الشهية إلى الطعام (الأنوريكسيا) فهن معرضات إلى انقطاع الطمث أو اضطرابات في موعد الدورة الشهرية أو مشكلات في الحمل.
أما بالنسبة إلى النساء اللواتي لا يتناولن سوى الخضار، فقد أظهرت الدراسات أنهن يجدن صعوبة أكبر في الحمل. فمع أنهن يحصلن على معظم المواد الغذائية اللازمة إلا أنهن لا يحصلن على الحديد والفيتامين سي و ب12 لعدم وجودها في الخضار لذلك من الضروري الحصول عليها بتناول الحبوب لأن النقص في هذه الفيتامينات يؤدي إلى مشكلات عديدة لدى الطفل لاحقاً كالضعف في العظام وصغر الحجم. كما تطول الفترة بين مواعيد الطمث لدى الفتيات اللواتي لا يتناولن إلا الخضار.
وفي ما يتعلق بفترة الحمل نفسها لا ينصح الدكتور مطر الحامل التي تعاني زيادة وزنها باتباع ريجيم خلال هذه المرحلة، بل من الأفضل الحفاظ على رشاقتها التي كانت لها قبل الحمل، حرصاً على صحة الطفل. أما خلاله فمن الأفضل أن يكون غذاؤها متوازناً وصحياً وأن تكثر من تناول الأسماك والخضار والحليب ومشتقاته. فهي تحتاج إلى 300 وحدة حرارية فقط زيادة عن تلك التي تتناولها عادةً، وإلى 500 وحدة إذا كانت ترضع طفلها. علماً أن وزن الحامل يمكن أن يزيد من 9 كيلوغرامات إلى 16 كيلوغراماً أو أكثر إذا كانت نحيلة.
وأشار إلى أن المشكلات التي قد تنتج عن الريجيم خلال الحمل كثيرة كآن يولد الطفل صغير الحجم أو يولد قبل أوانه أو يصاب بخلل في مستوى السكر والكالسيوم أو ضعف في عظامه، بالإضافة إلى تشوهات فيه. لذلك, فان الحمل ليس الوقت المناسب لتخفيض الوزن بل يمكن تخفيف الأكل قبله إذا كانت الكمية زائدة.
في المقابل يؤدي الوزن الزائد خلال الحمل إلى مشكلات أيضاً مثل صعوبة الولادة واحتمال حصول عملية قيصرية. كما ان السمنة تضاعف من احتمال إصابة الحامل بالسكري خلال الحمل كما يصعب التخلص من الكيلوغرامات الزائدة خلاله.
وفي ما يتعلق بالفيتامينات البديلة التي تتناولها الحامل، أشار الدكتور مطر إلى أنه يمكن الإستعاضة عنها بالغذاء الصحي والسليم ويفضل في معظم الحالات أن تتناول الحامل حبة من الفيتامينات المتعددة فهي لن تؤذيها بل تؤمن كل الفيتامينات اللازمة لها ولطفلها. وشدد على ضرورة استشارة الطبيب قبل تعاطيها إذ أن كثرتها قد تؤثر سلباً، إذ يمنع مثلاً على مرضى التلاسيميا تناول الحديد.
وركز مطر أخيراً على ضرورة ممارسة الرياضة، خصوصاً السباحة، شرط ألا تجهد الحامل نفسها كثيراً وألا تمارس رياضة جديدة، بل يمكنها الإكتفاء برياضة المشي
الروابط المفضلة