السلام عليكم
الارهاق الذي يصل الى حد استنزاف القوى ليس العلامة الوحيدة لوجود مشكلة في الدرقية، فهناك الاكتئاب والامساك، وفقدان شعر الرأس، وغزارة الدورة الشهرية عند النساء.
وتشير الاحصائيات الى ان معظم الذين يعانون من مشاكل الدرقية هن من النساء، فماذا نعرف عن هذه الغدة وعن افرازها وتأثيره في الجسم.
تقع الغدة الدرقية عند قاعدة الرقبة، وتتميز بحجمها الصغير الذي يشبه شكل الفراشة، وتعرف بدورها في تنظيم درجة حرارة الجسم وفي ضبط طاقته، ومن ابرز مشاكلها ما يعرف بقصور الغدة الدرقية Hypolhjrodism الذي يعني ان الغدة لا تفرز الحد الكافي من هرموناتها، ولعل من اهم اسباب القصور حالة تعرف بالتهاب الدرقية الهاشيموتي Hashimoto Thyroiditis حيث يرفض الجسم هرمونات الغدة الدرقية فيفرز اجسامها مضادة لمهاجمتها، ويؤدي نقص افراز الغدة الدرقية الى ان يتعود الجسم على الكسل، فكسل الجهاز الهضمي يؤدي الى الاصابة بالامساك، وكسل الاستقلاب يقود الى زيادة الوزن وتكدس الكوليسترول، وهذا بدوره سبب لارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب، فضلا عن جفاف الجلد وخشونة الشعر.
ولا ريب ان الدماغ هو الآخر بحاجة الى هرمونات الدرقية حتى يستفيد من الاوكسجين في افراز هرموني السيروتونين والدوبامين اللذين ينظمان الانفعالات، وهكذا قد يقود قصور الدرقية الى الاصابة بحالة من الاكتئاب وتقلب المزاج، فضلا عن ان الافكار تبدأ بالتلاطم ويفقد المرء تركيزه.
وبنظرة سريعة الى تلك الاعراض يتبين انها في معظمها قد تبدو عادية، وان اي شخص معرض لها في اي مرحلة من عمره، وهذا ما يجعل الاطباء بدورهم يخطئون تقدير المرض، او انهم لا يقرأون اعراضه على انها قصور في الوظيفة الدرقية.
التشخيص
نظرا لاختلاط الاعراض.. قد يضطر المرء الى خوض عدة فحوصات قبل ان يتضح ان المرض هو قصور الدرقية، وعموما تكثر الاصابة بمشاكل الدرق لدى العائلة الواحدة، وهذا يعني ان احدا على الاقل قد شخصت لديه الحالة فيكون معيارا للآخرين، اذ ان افرادا كثيرين من العائلة يعانون من اعراض متشابهة، مما يعني ان الحالة ليست عرضا فرديا.
ويتم الاهتداء الى المرض عن طريق اجراء فحص للدم يتحرى عن مستويات الهرمون المحفز لعمل الغدة الدرقية والذي يعرف Tsh، حيث يشير ارتفاع هذا الهرمون في الدم الى حالة قصور الدرقية، وكثيرا ما تبدي الفحوصات نسبا عادية لهرمون Tsh، وعندها يلجأ الطبيب في هذه الحالة الى فحص آخر من اجل التحري عن وجود مضادات لافرازات الغدة الدرقية او ما يعرف ب Anti - Top خصوصا عند وجود اعراض قصور الغدة الدرقية، وقد يلجأ احيانا الى فحص مستوى هرموني T3 - T4 للتأكد من ان الغدة الدرقية تعمل بشكل سليم.
أشكال العلاج
اذا كان تشخيص المرض امرا صعبا احيانا نظرا إلى تداخل الاعراض، فان العلاج ايضا يختلف بين الحالة والاخرى، بل ان نوع الدواء قد يختلف مع مرور الوقت. لكن عموما ثمة طريقة تتبع في انتقاء العلاج تكاد تكون متشابهة، وهي على الشكل الآتي:
-1 مركبات الهرمونات
في الغالب يبدأ العلاج باعطاء المريض هرمونا مركبا يعرف باسم الليفوثايروكسين Levo thyroxine حيث تبدأ حالة المريض بالتحسن في غضون اسابيع فقط من تناوله على ان يتابع المرء تناول الدواء طوال حياته، لكن العلاج ينفع مع 80% من حالات المرض فقط.
-2 خليط الهرمونات
تنتج الغدة الدرقية هرمونين، ويقوم هرمون الليفوثايروكسين بالتعويض عن عمل احدهما فقط، والذي يعرف باسم T4، ويمر هذا الاخير بسلسلة تفاعلات كيميائية حيوية معقدة ليتحول الى الهرمون الآخر المعروف باسم T3 عندما تكون الغدة الدرقية قد اتمت مهتمها لكن بعض الخبراء يعتقدون ان الاعتماد على T4 فقط لا يكفي، ولا بد من اعطاء المريض جرعات صغيرة من هرمون T3، وبذلك يتم العلاج بخلط من هرموني T3 وT4.
-3 العلاج بالهرمونات الحيوانية
ثمة نوع من العلاج قد يرفضه بعض المختصين وقد يقبل عليه الكثيرون، وعموما قد تم تصنيع هذا العلاج واعتماده نهائيا منذ مائة عام تقريبا، ويصنع من انسجة غدد درقية مجففة منزوعة من الخنازير، حيث تحتوي تلك الانسجة على خليط من هرموني T3، T4، وعلى هرمونات اخرى لها علاقة بالغدة الدرقية مثل T2 وT1.
الأعراض
يكون المرء مصابا بقصور في عمل الغدة الدرقية اذا كانت لديه الأعراض التالية:
-1 الشعور بالتعب والارهاق والكسل والاكتئاب.
-2 تبدل المزاج والعصبية.
-3 فقدان الرغبة الجنسية
-4 تكرار حالات النسيان.
-5 الشعور بالألم والتشنج العصبي.
-6 الشعور بالبرد معظم الاحيان.
-7 مشاكل في النوم وزيادة غير مبررة في الوزن مهما كانت الحمية الغذائية محكمة.
-8 جفاف البشرة والشعر وتساقط الشعر.
-9 ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم.
10 - يصبح الصوت خفيضا.
-11 تعاني النساءمن غزارة الطمث لديهن - وتطول مدته وترفقه مع تشنجات غير معتادة. كما ان الحمل يصبح صعبا.
الروابط المفضلة