الحمية الغذائية تحافظ على قدمي مريض السكري




إن داء السكري مرتبط ارتباطا وثيقا بنوع الغذاء الذي يتناوله المريض كل يوم، والعلماء تمكنوا من تنظيم مستويات السكر بالدم. حيث إن الجهاز الهضمي يفكك الطعام النشوي في النظام الغذائي إلى جلوكوز ويطلقه في مجرى الدم وعندما يرتفع مستوى الجلوكوز، يطلق البنكرياس هرمونا يعرف بالأنسولين. يساعد خلايا الجسم في امتصاص الجلو كوز لاستخدامه كمصدر للطاقة. وتخزين الكميات التي لايحتاج إليها الجسم في الكبد أو على شكل دهن. ويمكن أن تطلق عندما تدعو الحاجة لتزويد العضلات بالطاقة أثناء التمارين مثلا أو عند انقضاء فترات طويلة دون التزود بالطعام. يحافظ الجسم على التوازن الدقيق لهذا النظام بحيث يبقى مستوى الجلوكوز في الدم ثابتا إلى حد ما، ما لم يطرأ خلل ما. ويكون الجلوكوز مرتفعا في مجرى الدم عند المصابين بالداء السكري. لأن آلية التحكم التي تنظم توازن الأنسولين والجلوكوز لاتعمل كما ينبغي. ونتيجة لذلك يعجز الجسم عن معالجة كل الجلوكوز الجاري في الدم بالطريقة السليمة. ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم. وتزيل الكليتان بعض السكر الفائض وتطرحه في البول.
لم يكن ثمة علاج لهذا المرض حتى أوائل القرن العشرين عندما اكتشف الأنسولين وتم التعرف إلى تأثيره على الجسم. وكان الناس الذين يشكون من هذه الحالة يموتون في نهاية المطاف. واليوم والحمدلله صار من الممكن اتخاذ بعض الخطوات من أجل تنظيم مستويات الجلوكوز بصورة اصطناعية عن طريق الأدوية والحمية الغذائية.
فأول طريقة علاجية يبدأ بها الطبيب لعلاج مرضى السكري الجدد الذين لايكون ارتفاع السكر عندهم حادا في الدم. هو إتباع نظام حمية غذائية يجنبهم ارتفاع السكر بالدم. أما إذا كان عاليا جدا فإنه يتعين التقيد بالدواء والحمية الغذائية معا. إن نظام الحمية الغذائية لايعني أبدا الامتناع عن تناول كل ماتحبه أو تناول طعام يختلف كثيراً عن طعام بقية أفراد العائلة أو الأصدقاء. عليك أن تمعن النظر فيما تأكل ومتى تأكله وأن لاتسرف في تناول الأطعمة وخاصة النشويات (السكريات). فلا بد أن تعرف أن الغذاء يحتوي على عناصر أساسية في تركيبه، هي النشويات والبروتين والدهون. وهذه القاعدة الأساسية التي يبني عليها أخصائي التغذية العلاجية حمية مريض السكري.
فالنشويات تشكل 50 - 60٪ من السعرات الحرارية التي يحتاجها مريض السكري باليوم. وتضم النشويات السكرية البسيطة مثل السكر والعسل، والنشويات المركبة مثل الدقيق والنشا. ويفضل استهلاك قدر أكبر من النشويات المركبة، لأنها تحوي على عناصر غذائية مثل الألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية لمريض السكري. وتجنب النشويات السكرية البسيطة لأنها تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم بشكل مباشر.
أما الدهون فتنقسم إلى دهون مشبعة ودهون غير مشبعة ويحتاج مريض السكري إلى 30٪ من نسبة السعرات الحرارية باليوم. بحيث تكون نسبة الدهون المشبعة من هذه النسبة لاتتجاوز 10٪. ومن أمثلة الدهون المشبعة الزبده والسمنة والحليب كامل الدسم واللحوم الحمراء المحتوية على الشحوم. وننصح باستعمال الدهون الأحادثة غير المشبعه مثل زيت الزيتون والدهون المتعددة غير المشبعة مثل زيت الذرة وزيت دوار الشمس وزيت فول الصويا.
أما البروتينات فهي ضرورية لبناء خلايا الجسم والنمو لذلك فهي تشكل 10 - 20٪ من السعرات الحرارية باليوم. فيفضل تناول مصادر البروتينات الخالية أو قليلة الدهون مثل الحليب قليل الدسم واللحوم البيضاء مثل السمك وصدر الدجاج والبقوليات كالفول.
لذلك فإن من المهم مراجعة عيادة التغذية العلاجية كي تجني بعض الفوائد التالية:
- تحديد الوزن المثالي الذي يساعدك في التحكم بالسكر.
- تحديد كمية السعرات الحرارية اليومية اللازمة لك.
- توزيع كمية الغذاء المسموح بها يومياً (السعرات الحرارية) على العناصر الغذائية المختلفة ثم على الوجبات الرئيسة والوجبات الخفيفة.
- استعمال قائمة البدائل الغذائية لاختيار نوع وكمية الطعام لكل وجبة ووضع الوصفة الغذائية المناسبة لك.
- تحقيق الموازنة بين الوجبات الغذائية وجرعات العلاج المستخدمة (أقراص أو أنسولين) ومدة تأثيرها (سريعة/متوسطة/ طويلة المفعول).
- معرفة النشاط البدني للمريض في مختلف ساعات اليوم فقد يحتاج المريض لسعرات حرارية إضافية قبل القيام بمجهود بدني شاق.
- اختيار أوقات الوجبات الغذائية وكمياتها بما يتناسب مع رغبتك وطبيعة حياتك اليومية.
ومن النصائح الغذائية العامة التي يجب على مريض السكري التقيد بها:
- التقيد بأوقات الوجبات المحددة حسب البرنامج الغذائي المعد لك، وعدم حذف أي وجبة رئيسية خاصة الإفطار لأن ذلك يعرض المريض لنزول السكر بدمه وهذا قد يؤدي إلى إصابته بالدوخة وغيرها من الأعراض المزعجة.
- التقيد بالكميات المحددة وتجنب تناول وجبة غداء كبيرة ترفع السكر بدمك كثيراً. هذا النزول والصعود الشديد للسكر بالدم هو السبب الرئيسي لكثرة وسرعة تعرض مريض السكر لمشاكل المرض المهمة على العين والكلى والقلب والأطراف وغيرها.
- زيادة كمية السلطات والخضار بغذائك قدر الإمكان مع تناول كمية معتدلة من الفواكه ذلك لأن هذه الأغذية تمد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الغذائية المفيدة جداً لتنظيم السكر بدمك، ومن الأغذية الغنية بالألياف ننصح بالخبز الأسمر كامل النخالة والأرز الأسمر وبقية الحبوب بقشورها.
- تناول اللحوم البيضاء وغير المقلية مثل السمك والدجاج بدون جلد وأيضا اللحوم الحمراء ولكن بدون شحم ودهون.
- تناول منتجات الحليب القليلة الدسم أو خالية الدسم مثل اللبن والزبادي والجبن وغيرها.
- من المهم المقارنة دائماً بين أنواع الطعام المختارة ونتائج تحليل سكر الدم للتعرف على أنواع وكميات الطعام التي تعمل على انتظام أو زيادة نسبة السكر بالدم.
لكي تتجنب الضار منها.
- إن زيادة النشاط الجسمي يساعد النظام الغذاء في الحد من ارتفاع السكر والدهون بدم مريض السكري، ولذا فممارسة الرياضة يجب أن تشكل جزءاً مهما من المنهج اليومي كما أنها تحسن حالتك النفسية ومظهرك العام.
زايد دخيل الله الشراري أخصائي تغذية علاجية

مشكوووووووووووووورة وايد على المعلومات القيمة