من المعروف أن الجسم لا يحصل على الماء إلا عن طريق الشرب بالوسائل الطبيعية، وإن كانت هناك بعض المخلوقات وكذلك النباتات التي تحصل عليه بالامتصاص الخارجي. وشرب الماء يتبعه في الحال امتصاصه بمجرد شربه، ويبدأ الامتصاص مباشرة في الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء حتى يتم تعويض النقص بسرعة دون أضرار على الخلايا الحية. من المعروف أن الجسم لا يحصل على الماء إلا عن طريق الشرب بالوسائل الطبيعية، وإن كانت هناك بعض المخلوقات وكذلك النباتات التي تحصل عليه بالامتصاص الخارجي. وشرب الماء يتبعه في الحال امتصاصه بمجرد شربه، ويبدأ الامتصاص مباشرة في الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء حتى يتم تعويض النقص بسرعة دون أضرار على الخلايا الحية.
وفقدان الماء بنسبة قليلة يعطي إحساسا خاصا بالجفاف في الحلق والبلعوم ورغبة شديدة في تناول الماء وهو ما نسميه الظمأ أو العطش، وما لتك الرغبة من آثار عميقة على فكر الإنسان أصبح يستعير لفظها في تشبيهات أخرى كثيرة لتعطي معنى أعمق مثل العطش للحب والعطش للسلطة وغيرها.
أسباب العطش :
1- الجفاف في خلايا الجسم لأي سبب من الأسباب بحيث تنخفض كمية الماء بنسبة 1 % من الوزن.
2- بعد الكلام لمدة طويلة ( محاضرة مثلا)
3- بعد تناول أطعمة شديدة الملوحة أو حريفة، لأن هذه الأطعمة تمتص الماء أثناء تناولها من البلعوم والفم والمعدة محدثة جفافا يماثل الجفاف المصاحب للجفاف في الجسم، ومن ثم الإحساس بالعطش رغم وجود نقص في ماء الجسم.
4- قد يحدث العطش نتيجة ظروف نفسية حادة مثل الخوف والرعب والقلق . . .
5- وقد يصاحب الإحساس بالعطش بعض الأمراض التي تزيد من لزوجة الدم مثل السكر في البولينا أو الفشل الكلوي.
كيف نحس بالعطش ؟
يسيطر على الإحساس بالعطش مركز في قاع المخ في المنطقة المسماة تحت المهاد Hypothalamus ويجاور هذا المركز الأعلى مركزا آخر يختص بإفراز هرمون حيوي يدعى " هرمون منع فقدان الماء".
Anti duretic hormone هذا الهرمون وظيفته الأساسية المحافظة على ماء الجسم من الضياع نتيجة إفراز البول من الكلي وذلك بإعادة امتصاص الجزء الأكبر منه في قنوات الكلية وإعادته للدم.
ويتجاور مركز العطش مع مركز إفراز هذه الهرمون تجاورا ً يكاد يكون متداخلا، كما أنهما موجودان في جدار فراغ في وسط المخ يدعى، "البطين الثالث" Third Ventricle ويحتوي داخله على سائل هلامي هو سائل النخاع، والذي يسبح فيه المخ والنخاع الشوكي في دورة خاصة دائمة وحيوية.
ووجود المراكز المتآخية – مركز العطش ومركز هرمون منع فقدان الماء- في هذا المكان يجعلها شديدة القرب من الماء في الجسم وفي الجهاز العصبي كله. خاصة أن خلايا المخ والأعصاب هي أرق الخلايا وأسرعها تأثرا بالجفاف. لذلك فإن الإحساس بالعطش يكون شديد التأثير النفسي على صاحبه وشديد الإلحاح عليه طلبا لسرعة الاستجابة والتلبية لشرب الماء.
كيف تتأثر هذه المراكز ؟
وجد أن هذه المراكز لها حساسية خاصة لنسبة تركيز ملح الصويوم بالذات في الدم والسوائل الأخرى في الجسم والصوديوم هو أكثر الأملاح المعدنية انتشارا في سوائل الجسم وأكثرها تأثرا بوجود الماء وأكثرها ذوبانا فيه.
فإذا حدث فقدان الماء بطريقة أو بأخرى ارتفع تركيز ملح الصوديوم في الحال في الدم وفي سوائل الجسم المختلفة، وفي الحال تتأثر خلايا مركز العطش ومركز هرمون منع فقدان الماء في منطقة تحت المهاد، فيرسل الأول إشارات استغاثة تظهر على شكل عطش ورغبة مُلِحة قهرية في تناول الماء بشكل يغطي على أي رغبة أخرى.
ويرسل الثاني أوامره إلى قنوات الكلي لمنع فقدان الماء من الجسم.
فإذا تناول الإنسان الماء تم امتصاصه بسرعة وقل تركيز ملح الصوديوم في الدم وقل التنبيه لمركز العطش ومركز هرمون منع فقدان الماء وتتوقف الإشارات والاستغاثة وإلا استمر الإنسان في شرب الماء دون توقف مما قد يؤدي هو أيضا على اضطرابات كثيرة لعدم قدرة الجسم على استيعاب الزيادة الكبيرة وعدم قدرته على التخلص منها بالسرعة المناسبة فيحدث نوع من التسمم للخلايا العصبية يسمى " تسمم الماء".
أما فقدان الماء بسرعة دون تعويض فله آثار خطيرة وسريعة حتى أن الجسم الحي يموت إذا فقد 20 % من وزنه من الماء.
وأول الآثار الإنهيارية ما يصيب الخلايا العصبية في المخ فيحدث هذيان وعدم تركيز ورؤية سراب الماء في شتى صوره، وإذا استمر المنع انهارت الأعصاب وحدثت الغيبوبة والوفاة.
وأخطر ما يمكن أن يواجه تلك الحالات محاولة تعويض الماء بسرعة فلا يمتص بدرجة كافية، وقد يسبب القيء والغثيان وتزداد الخطورة.
والجسم الحي يموت إذا حرم من الماء لفترات تتفاوت تبعا لدرجة حرارة البيئة ودرجة الرطوبة بها.
فالوفاة تحدث بسرعة في مدى يوم أو يومين إذا كانت البيئة جافة حارة (الصحراء مثلا)، بينما تصل إلى حوالي أسبوع في الجو الرطب ودرجة الحرارة المنخفضة (البحار مثلا).
وتناول الماء فقط قد يكون ضارا في العلاج. فقد يصاحبه فقدان أملاح معدنية مهمة مثل أملاح الصوديوم والبوتاسيوم ويصبح تعويضهما حيويا هي الأخرى.
إن الجسم الحي يعتمد اعتمادا كليا على الماء لأن مقاومته لفقدانه ضعيفة واهية مقارنة بفقدان الطعام مثلا حيث يمكن احتمال فقدان الطعام لمدة أطول بكثير. لذلك فإن الماء اصبح أهم مكونات الطبيعة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض.
---------------
مجلة صحتي<IMG SRC="http://www.montadalakii.com/ubb/smilies/cwm15.gif" border=0>
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة