انا بحب انقل لكم المواضيع الحلوة
--------------------------
من الشكاوى المرضية الشائعة في وقتنا الحاضر ألم الحموضة في فم المعدة, والألم الحارق خلف عظمة القص في منتصف الصدر, وترجع هذه الأعراض إلى اختلال في حركية الجهاز الهضمي, تؤدي إلى ما يعرف بارتجاع العصارة المعدية, أي تدفق بعض محتويات المعدة عكسيا إلى المريء بما فيها الإنزيمات الهاضمة, والأحماض. هذا التدفق لا يحصل في الحالات الطبيعية نتيجة لوجود صمام ما بين فم المعدة وأسفل المريء. ولكن يحدث أن يضعف عمل هذا الصمام عند بعض الناس لأسباب عدة: منها وجود فتق في الحجاب الحاجز ينزلق معه جزء من المعدة إلى داخل الصدر, وبالتالي يضعف عمل الصمام لغياب قوة الضغط الموجودة طبيعيا في تجويف البطن, وربما يضعف عمل الصمام لأسباب أخرى لا تكون واضحة في كثير من الأحيان, كما يكثر الشعور بهذا الأمر عند المرأة الحامل سيما في أشهر الحمل الأخيرة.
ومن الأسباب المرتبطة بحدوث الارتجاع المعدي زيادة الوزن, والوجبات الدسمة خصوصا قبيل النوم.
يبقى السؤال: كيف يؤدي هذا الارتجاع إلى حدوث ألم الصدر الحارق ؟
الجواب يتضح من معرفة طبيعة الأنسجة المبطنة لكل من المريء والمعدة, فالمعدة مبطنة بأغشية مخاطية من نوع خاص يمنع العصارة المعدية, والإفرازات الحمضية من التأثير عليها, لكن الأغشية المبطنة لجدار المريء تفتقد هذه الخاصية, ولهذا فهي عندما تتعرض إلى العصارة المعدية مع الارتجاع, يتأثر الغشاء المبطن لها بدرجات متفاوتة؛ مما يؤدي إلى الشعور المتكرر بحرقة الصدر, وحموضة فم المعدة.
وتختلف درجات أعراض العصارة المعدية حسب درجة تأثر المريء. وعلى رغم انتشار هذه المشكلة إلا أن كثيرا من المرضى يراجعون أطباءهم فقط عندما تكون الأعراض شديدة أو متكررة. وهي غالبا ألم حارق خلف عظمة القص في منتصف الصدر خصوصا عند الاستلقاء, أو الانحناء إلى الأمام, أو حمل الأشياء الثقيلة, كما يشتكي المريض من شعور بالامتلاء, وكأن محتويات المعدة تكاد تخرج, وكذلك الشعور بألم الحرقان في أعلى البطن في منطقة المعدة, وهناك أعراض أقل شيوعا منها الشعور بالألم عند ابتلاع الأطعمة الساخنة, وهذا يحدث عندما يكون هناك التهاب في أنسجة المريء بفعل العصارة الحامضية.
ويختلف تأثر النسيج المبطن لأسفل المريء من التهاب خفيف إلى تآكل, وأخيرا تقرح شبيه بقرحة المعدة, ومع تكرار الالتهاب قي يحدث تضيق في المريء يصعب معه بلع الأطعمة الصلبة.
في كثير من الحالات يظهر التشخيص جليا دون الحاجة إلى فحوصات, وذلك من وصف المريض للأعراض, وتوقيت حدوثها, كما يكتفي الطبيب بالتشخيص السريري عندما تكون الأعراض قليلة الحدوث, وغير شديدة. ويحتاج الأمر إلى إجراء فحوصات عندما تكون هناك احتمالية أسباب أخرى لهذا الأمر, أو عندما تكون الأعراض شديدة بدرجة تمنع المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي, أو عندما تفشل وسائل العلاج المبدئية.
تتمثل الفحوصات الأساسية في الأشعة الملونة أو الصبغية, وتنظير القناة الهضمية, ولا يرتبط هذا المرض بوجود بكتريا ( هيلكوباكتر بايلوري ) التي تتسبب في أكثر من 60% من حالات تقرحات المعدة والاثني عشر.
يبدأ العلاج عادة بوسائل بسيطة تتعلق بطبيعة النشاط اليومي للمريض, ومن ذلك تجنب الوجبات الدسمة سيما قبل النوم, والاستعاضة عن ذلك بوجبات صغيرة متكررة, ومنها أيضا إنقاص الوزن الذي قد يغني عن أية علاجات أخرى.
ولتفادي الألم ينصح برفع الرأس عند الاستلقاء, وتجنب المجهودات التي تؤدي إلى رفع ضغط التجويف البطني.
أما العلاجات فمنها مضادات للحموضة التي تتوافر على شكل شراب أو حبوب تؤخذ عند الحاجة, وهي عبارة عن مواد قاعدية تعمل على معادلة العصارة الحامضية, وهي سريعة التأثير, وفاعلة, ولكن لفترة غير طويلة, وهناك الأدوية التي تعمل على تقليل إفراز الحمض, وهي مفيدة جدا في أغلب الحالات, ولكنها تحتاج إلى بعض الوقت لكي تبدأ في التأثير, وقد يمتد نفعها لساعات عدة, وفي الحالات الصعبة – خصوصا عندما يتأثر جدار المريء بصورة كبيرة – فإن هناك خيارات أخرى للعلاج, منها: الجراحة, ولهذا الخيار محاسنه ومساوئه التي يزنها الطبيب مع مريضه.
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة