في روسيا "يموتون من أجل كأس"
جيمس روجرز
بي بي سي نيوز-بسكوف-روسيا
يقول سيرجي ان المرضى يغيبون في اغفاءة طويلة ولا يزعجون أحدا
سيرجي لا يدري كم بقي من عمره. كان يريد أن يشرب الكحول بأي ثمن، لذلك لم ينتبه ان ما شربه هو سم.
قال لي انه ورفاقه في الشراب يستطيعون معرفة قوة المشروب من درجة احتراق شفاههم حين تجرعه.
أما الان فقد بات يعي الأخطار، أو هذا ما قاله لي.
قال لي انه شهد موت سبعة أشخاص. كان صوته خافتا لدرجة أنني كنت أسمع صوت اصطدام الثلج بنافذة
المستشفى بالقرب منا.
تابع سيرجي قائلا: "انهم لا يزعجون أحدا، هم يغفون اغفاءة طويلة لا يفيقون منها، وقد سمعت ان
الأطباء وجدوا أكبادهم قطعا حين قاموا بتشريحهم".
مات عشرات الروس من جراء شربهم فودكا مغشوشة، والالاف لا زالوا نزلاء المستشفيات.
في بلدة بسكوف شمال غرب روسيا ليس هناك متسع للجميع، الغرف ممتلئة والممرات مزدحمة بالأسرة
والحمالات.
البعض ينامون، واخرون يحدقون باللاشيء. لقد أحال تلف الكبد ألوانهم الى الاصفر.
المحقق ييفجي كوليشوف يداهم مراكز التقطير غير القانونية بناء على اخباريات ويفتشون في كل
مكن:تحت السرير، تحت الأرضية وحتى في الأفران.
هناك رائحة كحول قوية، لكن يبدو ان كوليشوف وفريقه قد وصلوا متأخرين.
الماء يسيل من الصنبور في الحمام، وتراود كوليشوف ورجاله الشكوك بان الدليل الذي يبحثون عنه قد
سكب في المغسلة، ويقول كولشوف: "الناس يشترون الفودكا المزيفة لأنها رخيصة، ولكنهم لا يدركون
أضرارها الصحية".
بينما نتحدث أرى كمية من المشروبات التي صادرتها الشرطة معبأة في جرادل وجرار وحتى في زجاجات
حليب.
كانت صناعة الكحول غير القانونية دائما مزدهرة في روسيا.
أما الأزمة الحالية فيعزوها البعض جزئيا الى قوانين صارمة تتعلق بوضع علامات تثبت قانونية المشروب
وترخيصه.
هذه القوانين جعلت الفودكا الرخيصة نادرة في الأسواق مما دفع البعض الى شرب سوائل تنظيف النوافذ.
البعض أضافوا الى المشروبات مواد جعلتها قوية ورخيصة وقاتلة.
الكثير من المناطق أعلنت حالة الطوارئ، وبدأت السلطات حملة توعية، ولكن القوانين لوحدها لن تثني
بعض الروس عن أن "يموتوا من أجل كأس".
.................................................. ...........
ومن الحب ما قتل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الروابط المفضلة