كشف باحثون أميركيون النقاب عن أن تلوث الهواء يسبب إنسداد الأوعية الدموية لدى الأشخاص الأصحاء. وأشار الباحثون في دارستهم إلى أن اكتشافهم يساعد على توضيح سبب ارتباط نسبة التلوث في الهواء بالنوبات القلبية ومشاكل الأوعية القلبية الأخرى.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تتوافق مع بحث آخر يظهر أن تلوث الهواء يمكن أن يسبب ليس فقط مشاكل في التنفس وإنما مشاكل في القلب أيضا. وقام الدكتور روبرت بروك أخصائي الأوعية الدموية في جامعة مشيغان وشقيقه الدكتور جيفري بروك من جامعة تورنتو بإجراء اختبار على 25 متطوعا يتمتعون بصحة جيدة بمتوسط عمر وصل إلى 35 عاما.

وقال الدكتور بروك إن المتطوعين جلسوا في غرفة ضخ إليها هواء نقي في بعض الأحيان وهواء احتوى على أوزون وجزيئات ملوثة أخرى يسببها وقود السيارات ومحطات الكهرباء وصناعات أخرى.

وقال بروك أن التجربة تضمنت مستويات عالية جدا من التلوث كما وجدت في المكسيك على سبيل المثال أو في جو سيئ في لوس أنجلوس. لكنه أوضح أن التلوث الضار لا يمكن رؤيته أو حتى شمه والناس لا تشعر بتأثيراته إذ يمكنك استشاق هذا الهواء وكميات كبيرة منه دون أن تعرف ما إذا كنت قد استنشقت هواء ملوثا أم لا.

وأشار الدكتور بروك إلى أنه بعد ساعتين من تنفس الهواء الملوث تقلصت أوعية المتطوعين ما بين 2% و4% ، في حين لم تتقلص أوعيتهم الدموية حين تنفسوا هواء نقيا ونظيفا.

وقد استعمل الباحثون أشعة فوق سمعية لقياس قطر الشريان العضدي، ورغم أن درجة الانقباض في نفسها من غير المحتمل أن ينتج عنها مشاكل صحية هامة لكن مثل هذه الانقباضات يمكن أن تسبب نوبات قلبية في الأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب.

وذكر بروك إن الرئتين قد تستنشقا جزيئات صغيرة جدا مثل الكربون ومواد أخرى موجودة في قطع الحديد والمنغنيز. قال بروك إن نظام مناعة الجسم قد يخطئ في هذه جزيئات حيث تفرز خلايا الدم البيضاء مواد كيمياوية تحريضية تسبب تقلص في الأوعية الدموية.

وتعتقد وكالة حماية البيئة الأميركية أن الهواء الملوث ساهم في 60 ألف حالة وفاة متعلقة بالقلب عام 1996.

أختكم
أم رائده