الصوم ...العلاج النفسي المتكامل لألمك النفسي
قد يسأل البعض ما هي الحكمة من الصوم وتحمل الحرمان والصيام عن أشياء حللها الله من غرائز وشهوات ورغبات بل وأحلها له طوال العام وما فائدة ذلك ؟
الشيء المدهش أن يصدر من الغرب في السنوات الأخيرة سلسلة دراسات صدر أغلبها من الولايات المتحدة الأمريكية ومراكز علمية غربية أخرى تشير إلى خطورة انفجار رغبات الناس وتضخم شهواتها وفقد قدرتهم على تقليل النهم وكثرة الاختيارات وتعدد الاستجابات وعدم السيطرة على غريزة التملك وشهوة الرغبات.
تقنيات العلاج النفسي الإلهي في الصوم..
إن تحسن قوة الإرادة و حالة الصفاء النفسي بفضل الصوم قد لا تلاحظ في الأيام الأولى للصوم وخاصة لدى المعتادين على الإسراف في الطعام وتناول القهوة والشاي والمدخنين، فهؤلاء بمجرد إمساكهم عما اعتادوه، يصابون بالاكتئاب والصداع، هذا في الأيام الأولى للصيام وذلك إلى حين يتمكن فيه الجسد من التخلص من سمومه وإعادة استقرار الوضع الجديد لديه. ثم تبدأ مراحل التطور التالية:
• في الصيام ..تصبح أنت معالج نفسك
ثبت أن الالتزام الذاتي الذي يلتزم به الصائم بيولوجيا ونفسياً وسلوكياً.. ابتداء من الامتناع عن الأكل والشرب والجماع، وانتهاء بكف الأذى وغض البصر.. يمنحه تدريباً عالياً وقدرة جيدة على التحكم في المثيرات العصبية مع القدرة على خفض المؤثرات الحسية ومنعها من إثارة مراكز الانفعال لديه .
• في الصيام..أنت في عالم من الصفاء الروحاني والإستبصار العميق
لقد ثبت أن تقليل المؤثرات الحسية له تأثيرات إيجابية على النشاط الذهني والقدرة على التفكير المترابط العميق والتأمل والإيحاء.. وإن الضبط الذاتي قد اتبع في أغلب الأديان وبواسطة الأنبياء والحكماء والمفكرين.. وأنه يمنح الإنسان قدرات أن الضبط الذاتي عالية على الصفاء والحكمة والتوازن النفسي.
• في الصيام..أنت تتغلب على الألم بنفسك
إن تحمل ألم الجوع والصبر عليه يحسن من مستوى مادة السيروتونين Serotonin وكذلك ما يسمى بمخدرات الألم الطبيعية التي يقوم المخ بإفرازها ولهذه المواد خواص في التهدئة وتسكين الألم أقوى عشرات المرات من العقاقير المخدرة والمهدئة الصناعية. ولكي يستمر إفراز هذه المواد المهدئة والمسكنة والمزيلة لمشاعر الألم والإكتئاب لابد أن يمر الإنسان بخبرات حرمان ونوع من ألم التحمل
• في الصيام ...لا مجال لك للهروب من مواجهة نفسك..
يساعد الصوم على حدوث تفكك نوعي في الحيل النفسية Mental Mechanisms وهي حيل وأساليب لا شعورية يلجأ إليها الفرد لتشويه ومسخ الحقيقة التي لا يريد أن يقبلها أو يواجهها بصدق، وذلك حتى يتخلص من المسئولية ومن حالة التوتر والقلق الناتجة عن رؤية الواقع الذي يهدد أمنه النفسي واحترامه لذاته..
• في الصيام ..أنت في عالم من الخلوة العلاجية النفسية..
يساعد الصوم على ممارسة خلوات علاجية، وتأمل، مما يساعد الفرد على الخروج من دوامة الصراعات اليومية والتوتر وإهدار الطاقات النفسية والذهنية، وإصدار أوامر للعقل بالتسامح والعفو..
د.رامز طه
المزيد حول الإعجاز العلمي في القرآن و السنة على موقع د.رامز طه للطب النفسي
www.rameztaha.net
الروابط المفضلة