لاتصدق الاعتقادات الخاطئة الأكلات الشعبية .. تمنحك الرشاقة!!
من المفاهيم الشائعة والخاطئة عند اتباع رجيم غذائي لإنقاص الوزن.. ما يعتقده البعض من ضرورة الابتعاد عن الأكلات الشعبية مثل أطباق الكشري والفول والعدس وحمص الشام.. خوفا من أن تكون سببا في حدوث السمنة وعدم التمتع بالرشاقة المطلوبة لقوام الجسم.
لكن علم التغذية يؤكد خطأ هذا الاعتقاد الشائع.. يقول الدكتور مصطفي نوفل "أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بجامعة الأزهر": من أكثر المفاهيم والمعتقدات الخاطئة في مجال الرشاقة ما يدعو إلي عدم تناول الأغذية والوجبات الشعبية التي تتهم خطأ بأنها من عوامل السمنة التي تفقد الجسم رشاقته.
وتصحيحا للمفاهيم الخاطئة عن علاقة الأغذية والوجبات الشعبية برشاقة الجسم تجب معرفة أنه توجد في خلايا الجسم تركيبات صغيرة عصوية الشكل تعرف باسم "الميتوكوندريا" التي يتم من خلالها الكثير من عمليات تحويل الغذاء إلي طاقة .. وبذلك تعتبر هذه التركيبات العصوية بمثابة أفران أو محطات لتوليد الطاقة في الجسم وإمداد الخلايا بها.
الطاقة المتاحة
وبما أن حياة ونشاط وحيوية وشباب جميع خلايا الجسم تعتمد أساسا علي الطاقة المتاحة لها.. فإنه تجب المحافظة علي نشاط وفاعلية ميتوكوندريا والتي تمثل أفران الطاقة في الجسم ضمانا لتوفير الحيوية اللازمة لحياة الخلايا.. وخاصة أن الأفران الحيوية لا تتوقف مطلقا عن العمل في الجسم لتحويل الغذاء إلي طاقة.. ويؤدي تنشيط ميتوكوندريا إلي ضمان حصول أنسجته وخلاياه علي أقصي طاقة من الأغذية المتناولة مما يحقق له أفضل حالات النشاط والحيوية ومقاومة الأمراض وتفادي مظاهر ومشاكل الشيخوخة المبكرة فضلا عن التمتع بالرشاقة.
ومن بين أهم عوامل تنشيط ميتوكوندريا أو مراكز إنتاج الطاقة في الجسم.. ضرورة وجود مغذي طبيعي يعرف باسم كارنيتين ويعمل هذا المغذي علي التقاط الدهون وبخاصة نوعياتها ذات التركيب الطويل التي تتواجد بكثرة في الوجبات الغذائية المختلفة ونقلها إلي هذه المراكز الحيوية ليتم حرقها وتحويلها إلي طاقة مما يحافظ علي حيوية وشباب ورشاقة الجسم.
مغذي الرشاقة
وتقدر احتياجات الجسم اليومية من الكارنيتين المطلوب لتحويل دهون الغذاء إلي طاقة بحوالي 150 500 ميكرومول.. ويحصل الجسم علي هذه الاحتياجات اليومية والضرورية عن طريقين.. القيام بتصنيعه بداخله.. وتناول الأغذية الغنية به.. ومن المثير للانتباه أن مغذي الكارنيتين الذي يحافظ علي الرشاقة يتواجد بأعلي تركيز في الأغذية الدهنية مثل لحوم الضأن واللحوم البقرية وقلب البقري والضأن وغيرها من اللحوم والدواجن.. وذلك ليساعد الجسم علي حرق دهون هذه الأغذية وتحويلها إلي طاقة حفاظا علي الرشاقة المطلوبة ويتواجد مغذي الكارنيتين طبيعيا في لبن الأم بتركيز يتراوح ما بين 30 إلي 95 ميكرومول ضمانا للمحافظة علي صفة الرشاقة المطلوبة للجسم البشري منذ بداية طفولته.
ويستطيع الجسم تصنيع كميات صغيرة من الكارنيتين وذلك في الكبد والكلاوي بشرط تواجد مكونات غذائية معينة منها الليسين والميثونين وفيتامين سي وب 6 بالاضافة إلي الحديد.. ويعتبر مكون الليسين وهو المكونات الطبيعية في الأغذية البروتينية أساسا لقيام الجسم بتصنيع الكارينتين لأن الليسين يمثل الجزء الرئيسي في تركيب الكارينتين.
عدس وفاصوليا وحمص شام
لذلك يعتبر تناول الأغذية الغنية بالليسين من أهم شروط تصنيع الجسم للكارينتين الضروري لتحويل دهون الغذاء الي طاقة.. ومن أهم الأغذية التي تحتوي علي كمية جيدة من الليسين في تركيب بروتيناتها.. الفول المدمس والعدس والفاصوليا الجافة المطبوخة واللوبيا الجافة المطبوخة وحمص الشام وحمص التسالي.
ومن المثير للانتباه أن هذه الأغذية الشعبية الغنية بالليسين تكون منخفضة في محتواها من الميثيوفين الذي يجب تواجده مع الليسين ليكون كل منهما في الجسم الكارينتين المهم لتحويل دهون الغذاء الي طاقة.. ومن بين الأغذية التي تحتوي علي كمية جيدة من الميثونين القمح الكامل والمدشوش والبرغل والأرز والذرة .. ولكن لكونها تمنخفضة في محتواها من الليسين فانه يلزم أن نتناول معها الأغذية الغنية بهذا العنصر ضمانا لتواجد أهم مكونين لتصنيع الكارينتين في الجسم.
البقول والحبوب في طبق واحد
لذلك فإن أفضل وجبة غذائية تعطي الجسم كميات متوافقة من كلا المكونين هي تلك التي تحتوي علي البقول والحبوب في طبق واحد في وجبة الكشري وطبق الأرز بالعدس.. وبما أن السمسم يتميز بمحتواه الجيد من الميثيونين وبوجود كمية متوسطة من الليسين به.. فإننا نجد أن تناول السمسم مع البقول يوفر للجسم بعض احتياجاته المطلوبة من المكونين الأساسيين لتصنيع الكارينتين.. ومن أفضل صور تناول السمسم مع البقول "الطعمية بالسمسم".
أما بقية المكونات الغذائية التي يحتاج إليها الجسم مع المكونين الأساسيين ليسين وميثيونين لتصنيع الكارنيتين فهي فيتامينات سي وب 6 واليناسين ومعدن الحديد ويمكن الحصول غذائيا علي هذه المكونات من تناول بعض الأغذية الشعبية البسيطة مثل الفول السوداني واللب الأبيض والموز والبرتقال.
وهكذا يتضح أن الأغذية الشعبية البسيطة في تكلفتها والسهلة في إعدادها تحتوي علي مغذيات مهمة تضمن للجسم تمام حرق دهون الوجبة الغذائية ليتمتع بالنشاط والحيوية.. وأيضا بالرشاقة وهو ما يصحح لنا بعض المفاهيم الخاطئة عن الوجبات الشعبية.
منقول من مجلة حريتى
الروابط المفضلة