المختصر/
الشرق الاوسط/ بعد تكرار أزمة أدوية الأنسولين اللازم لمرضى السكري، تقرر طرح الانسولين المصري الذي توصل إليه علماء المركز القومي للبحوث في الاسواق مع بداية العام المقبل 2004، حيث سيتم انتاجه بالتعاون بين المركز وهيئة الرقابة والبحوث الدوائية ومعهد السكر وكليتي طب قصر العيني والصيدلة بجامعة القاهرة.
ويقول رئيس المركز الدكتور هاني الناظر لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الانسولين المصري سيطرح في شكل كبسولات يتعاطاها المريض عن طريق الفم مرة واحدة يوميا، ويمتد مفعولها طوال اليوم، مؤكدا ان تأثير هذه الكبسولات بلغت فاعليته 92 في المائة لدى مرضى السكر وضبط نسبة السكر لديهم، رغم ان الابحاث الاميركية لم تتجاوز فاعليتها 10 في المائة على مثل هذه الكبسولات مما يشير الى ان الكبسولات المصرية تعد تجربة رائدة عربيا وعالميا.
واوضح الدكتور الناظر ان هذه الكبسولات التي توصلت إليها الباحثة المصرية الدكتورة نيفين عبد الله استاذة الكيمياء الصيدلية بالمركز، بدأت بتصميم التجربة كاملة بطريقة حسابية معينة تم من خلالها اختبار المواد المستخدمة في تحضير هذه الكبسولة والاستدلال على درجة نفاذيتها وامتصاصها بالجسم وهذه العملية الحسابية تعد منهجا اساسيا في البحوث الرائدة حول العالم قبل الدخول في مراحل التجريب الفعلي.
وأكد الباحث المصري ان التجارب الفعلية والدراسات المختبرية لمحاكاة تأثير تناول الانسولين الفمي على الجهاز الهضمي في الانسان، تعد كذلك منهجا رائدا في هذا المجال ثم جاءت بعد ذلك مرحلة اجراء التجارب على الحيوانات المختبرية في الفئران البيضاء الكبيرة، وأثبتت النتائج ان مواد الكبسولة تحافظ على فاعليتها حتى تصل الى موقع الامتصاص بالقناة الهضمية، وهو الأمر الذي يؤكد فائدتها لمرضى السكر بالصورة المثلى، مشيرا الى ان هذه الكبسولات ستحل مشكلة أزلية يعاني منها قطاع كبير من مرضى السكري وتخلصهم من آلام الحقن تحت الجلد.
وقد اثبتت التجارب امتداد مفعول الكبسولات طوال اليوم، وان الجرعة المثلى كبسولة واحدة يوميا للتأكد من امتصاصها في الامعاء ووصول الانسولين للدم وثباته وسلامته وعدم تعارضه مع اي ادوية أخرى يتعاطاها مرضى السكري، وهو الأمر الذي سيجعل منه دواء مثاليا ويعد فاتحة عالمية لمنتجات مصرية حول العالم ستسهم في التخلص من آلام قطاع عريض من مرضى السكري في كل مكان بعد طرحه اوائل العام المقبل 2004 وانتاجه على المستوى الكمي الواسع.
الروابط المفضلة