بعد 20 عاما من الحرمان من النظر نتيجة خطأ طبي
سيدة عربية تستعيد بصرها

حوار - عماد درويش

تمكن طبيب سعودي متخصص في طب العيون من إنهاء معاناة سيدة عربية تستعيد من قدرتها على البصر بإذن الله بعد معاناة لمدة 23 عاما، وقد تمكن استشاري العيون والماء الأبيض الدكتور سعيد بن محمد القهيدان المدير الطبي في مركز ابن رشد التخصصي من إجراء عملية لزراعة عدسة وتثبيتها على جدار العين لتتمكن المريضة من استعادة قدرتها على البصر بعد أن أجريت العملية والتي استغرقت 45 دقيقة ولنلقي مزيد من الضوء حول العملية نتحدث إلى الطبيب سعيد القهيدان الذي قال:

يطلعنا الدكتور سعيد القهيدان في البداية على القصة الكاملة لمعاناة المريضة يقول:

- هذه حالة لسيدة تبلغ من العمر 40 عاما تدعى فلك تعرضت قبل 20عاما لإصابة في العين أدت إلى تكون ماء أبيض في العين وقامت بمراجعة أحد أطباء العيون خارج المملكة وأجريت لها عملية إزالة الماء الأبيض وفق الإمكانيات المتاحة في ذلك الوقت إلا أنه أثناء العملية حدث ما أدى إلى عدم قدرة الجراح على زراعة عدسة داخل العين وبقيت المريضة تعاني من قصر شديد في البصر وكانت فقط على بعد نصف متر وهذا أدى إلى إصابتها بالحول الخارجي بسبب أن المخ بدأ يهمل العين ولم تعد تستخدم بطريقة صحيحة وكانت العين لا تبصر، وكما هو معلوم أنه إذا لم تزرع العدسة داخل العين يكون النظر فيها ضعيفا جدا وتحتاج إلى استخدام العدسات اللاصقة لتعديل النظر إلى درجة معقولة ولا تستطيع استخدام النظارة بسبب اختلاف بين العينين وبعد مرور حوالي 23سنة من الإصابة والعملية الأولى حضرت المريضة إلى المركز وتم إجراء الفحص الأولي لها وتبين أن قرنية العين سليمة إلا أن البؤبؤ مشدود للأعلى بسبب الجراحة السابقة ما يحول دون مرور الضوء إلى البؤرة المركزية من الشبكية وتبين من خلال الفحص أن العدسة قد أزيلت بالكامل بما فيها حافظة العدسة وتبين أيضا نتيجة الفحص الدقيق للعين أن وضع الشبكية لا بأس به كما تعاني العين من تليفات في مكان الجرح الأول وكانت شديدة جدا مما أدى إلى ضعف جدار العين ورقته وهو أمر يمكن أن يعرض العين للخطر في حال تم إجراء العملية للمريضة مرة أخرى.

هكذا استقبلتها

كيف استقبلت المريضة وأسرتها نتائج الفحوصات؟

- بعد أن ظهرت نتائج الفحوصات تم الحديث مع المريضة وزوجها وأسرتها والشرح الكامل للمريضة وزوجها ما تعاني منه العين ولما حصل في العملية السابقة وتوضيح طبيعة الإجراء الطبي الذي سيتم اتخاذه لإجراء العملية والنتائج المتوقعة ونسبة نجاحها وأعطيت العائلة المهلة الكافية للتفكير ثم ما لبثوا أن عادوا إلى العيادة مرة أخرى وكانوا حريصين على إجراء العملية.

في غرفة العمليات

وصلنا إلى غرفة العمليات مع ضيفنا والمريضة فما الإجراءات الجراحية التي تم اتخاذها أثناء العملية؟ يقول ضيفنا:

- تم إجراء عدة أشياء أثناء العملية ومنها إعادة تجميل البؤبؤ بحيث تتمكن المريضة من استخدام البؤرة المركزية في النظر والجزء الثاني هو خياطة عدسة داخل العين وتثبيتها في جدار العين بطريقة خاصة والجزء الثالث هو تنظيف الجزء الزجاجي وإزالة ما يحتاج إلى إزالة منه.

تخدير موضعي

وقبل أن نواصل الحديث مع ضيفنا نسأله: ما نوع التخدير المستخدم أثناء العملية؟ وكم استغرقت العملية؟ يقول:

- تم اتخاذ جميع الإجراءات الجراحية والطبية تحت التخدير الموضعي واستغرقت العملية 45 دقيقة فقط تم خلالها تثبيت عدسة داخل العين وتثبيتها داخل جدار العين وإعادة تجميل بؤبؤ العين ليكون مقبولا وطبيعيا وجماليا وتنظيف الجزء الزجاجي وتم اختيار زاوية معينة من العين ليتم جرح العين منها ولنتمكن من معالجة الانحراف وتم وضع غرز العدسة في مكان معين مغطى بجزء من الأنسجة حتى لا تكون بارزة للخارج.

نتائج سريعة

هل كانت نتائج العملية سريعة ولمستها المريضة أم أنها استغرقت وقتا طويلا؟ يقول الدكتور سعيد القهيدان:

- بحمد الله تمكنت المريضة من ملاحظة تحسن كبير جدا في الرؤية منذ اليوم الأول واستمر تحسن النظر بشكل متواصل يوميا وتمت إزالة الغرز وتطور مستوى الرؤية في البصر، ووصلت المريضة في حدة البصر بنسبة 6-12.

قبل وبعد

ونسأل ضيفنا... كيف تصف حالة المريضة قبل العملية وبعدها؟ يقول:

- كانت المريضة في غاية السعادة وتعبر عن سرورها بهذا الإنجاز خاصة أنها بدأت تلمس الفارق والتحسن في مستوى الرؤية منذ اليوم الأول وكان الأمر أكثر وضوحا بعد أن تمكن من إزالة الغرز المستخدمة في الجراحة وتمكنت المريضة من تحقيق الرؤية الكاملة.

زراعة بعدة طرق

وننتقل إلى الحديث عن الجانب الجراحي حيث نسأل ضيفنا هل لزراعة العدسات أكثر من طريقة أم أنها طريقة واحدة؟ يقول:

- هناك أكثر من طريقة لزراعة العدسة داخل العين في حال فقد الإنسان المحفظة الطبيعية للعدسة لحفظها داخل العين ومن بين تلك الطرق إما ربط العدسة في جدار العين وهي الطريقة المستخدمة في علاج هذه الحالة، أو تثبت العدسة في قزحية العين إذا كان المريض يتمتع بوجود بؤبؤ مستدير ومتوسط وطبيعي، وهناك عدسات تثبت في القزحية وتثبت بطريقة مختلفة حيث تثبت في الجزء الخلفي من حجرة العين وتثبت بأسلوب جديد وهناك طرق كثيرة لعلاج هذه الحالات.

كثير من الأطباء

هل يستطيع أي طبيب متخصص إجراء مثل هذا النوع من العمليات؟ يجيب الدكتور القهيدان:

- يستطيع كثير من الأطباء إجراء هذا النوع من العمليات ولكن كثير من أطباء العيون يحجم عن إجرائها نظرا لما تحتاج إليه من خبرة وطول الصبر أثناء إجرائها وأيضا مواجهة المضاعفات المتوقع حدوثها أثناء العملية. واحتمال حدوث المضاعفات التي يمكن أن تواجه الطبيب، ولكن الاستعانة بالله والمبادرة من أهم أسباب النجاح.

حالات مشابهة في المملكة

ثم نسأل ما مدى انتشار مثل هذه الحالات في المملكة؟

- يقول: يوجد كثير من الحالات المشابهة لهذه الحالة في المجتمع السعودي، وخاصة كبار السن الذين أجريت لهم عمليات إزالة الماء الأبيض قبل عشرين عاما، وهناك أمل كبير لعودة البصر إلى عيونهم بإذن الله ثم بفضل التقنية الطبية المتطورة التي يشهدها هذا النوع من العلاج في المملكة وفي المركز والأطباء المتميزون الذين يزخر بهم والتمتع برؤية الأشياء من حولنا بشكلها وحجمها الطبيعي.

مضاعفات محتملة

هل هناك مضاعفات يمكن أن تصاحب هذا النوع من العمليات؟ يقول ضيفنا:

- قد يصاحب هذه العملية ارتفاع في ضغط العين ولكن يمكن استخدام أنواع معينة من القطرات التي تعيد العين وضغطها إلى الوضع الطبيعي.

بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله كل الخير

الحمد لله على فظله و كرمه

بارك الله فيك

و الله يشفي كل مريض