قرأت هذا الموضوع فأردت أن أفيدكن فيه، خاصة وأن الكثير من النساء يلجأن إلى العيادات الطبية (عيادات التجميل) بهدف القيام بعملية لإزالة قشرة جلد الوجه العلوية؛ ليحدث بذلك صفاء للون وجهها، بل في بعض الأحيان تغير في لون الوجه.
قال صاحب النهاية في غريب الحديث وصاحب القاموس، وغيرهما: القاشرة: التي تعالج وجهها، أو وجه غيرها بالغمرة؛ ليصفو لونها. والمقشورة: التي يفعل بها ذلك، كأنها تقشر أعلى الوجه.
وقد ورد في ذلك أحاديث، منها ما أخرجه الإمام أحمد وأبو داود عن كريمة بنت همام قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: "يا معشر النسـاء، إياكن وقشر الوجه ...".
ومنها ما أخرجه الإمام أحمد عن آمنة بنت عبدالله أنها شهدت عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة، والمقشورة، والواشمة والمستوشمة، والواصلة والمتصلة".
فهذه الأحاديث ضعفها بعض أهل العلم؛ لجهالة بعض رواتها.
ولكن سبق ذكر حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه الذي هو قاعدة الباب، حيث جاء فيه: "المغيرات خلق الله" (متفق عليه). فكل ما كان من باب التغيير فهو محرم كالنمص والوشم، وما كان من باب الزينة التي تزول جاز، مثل ما يسمى اليوم بـ "المكياج" ونحوه.
وعليه فإن التقشير للوجه لا يجوز؛ لأمرين:
1- أنه من باب تغيير خلق الله، وذلك كما مر بإزالة طبقة الجلد العلوية.
2- أن فيه ضرراً بالغاً يلحق بوجه المرأة مستقبلاً. وقد بلغنا من الحوادث في ذلك الشيء الكثير، وعيادات الجلدية امتلأت بالفتيات اللاتي قشرن وجوههن، ثم بعد مدة ظهرت فيها بقع سوداء أو داكنة.
قال ابن الجوزي: وربما أثر القشر في الجلد تحسناً في العاجل، ثم يتأذى به الجلد فيما بعد.
ويمكن أن يغني عن ذلك استعمال الكريمات الطبية الموثوقة، التي تصفي البشرة وتزيل الدهون وبعض البقع التي تظهر
وسلامتكم
الروابط المفضلة