المشاركة الرابعة عشر مقدمة من الغالية *ام هند*

***مبادئ السلوك السليم للطفل امام الاخرين***




التربية السليمة للطفل اصبحت هاجس كثير من الناس خصوصا بعد تخطى الطفل السنتين من عمره لان الطفل منذ ولادته و حتى يبلغ عمر السنتين يكون مصدر فرح و سعادة للوالدين و كل المحيطين به و قبل تخطى السنتين بقليل يكون هاجس تعليمه الكلام و النطق و التصرفات الطبيعية كغيره من الكبار….
فى السنوات الاولى من عمر الطفل تكرس كل الجهود على مراحل التطور الطبيعية مثل الاكل و تعلم الكلام و النطق و استجابة الطفل مع الاخرين….و غيره و لكى تكون النشاءة من منبع سليم و قويم
لابد ان تحاط هذه الاهتمامات بحنان و رقة و اطمئنان كامل فحوجة الطفل للماء و الطعام و الملبس تساوى احتياجات الطفل لهذا الحنان المتدفق من قبل الوالدين فاللمسة بحنية و رقة لها كبير الأثر فى نمو الإستقرار النفسى للطفل منذ نشأته الأولى.....



و من هنا نبدأ حديثنا اليوم و هو نقطة مهمة جدا فى التربية و هى سلوك الطفل السليم أمام الآخرين فنحن نربى و نعلم اجيال لتكون بيئة صالحة للدين و الدنيا و لا شك فى ذلك أن التربية السليمة منبعها رسولنا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(** علموا ويسروا ولاتعسروا وبشروا ولا تنفروا وإذا غضب أحدكم فليسكت**)
رواه أحمد والبخاري في الأدب
و من هنا نضع خطوات يسيرة للام و الاب حتى يسهل لهم التعامل مع اطفالهم منذ الصغرتساعدهم على كسب السلوك السليم الذى الذى بدوره ينتقل من البيئةالصغيرة و ينعكس على دائرة المجتمع ككل:



** مبدأ الاخلاص فى النية**:



* قال صلى الله عليه وسلم: (**إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه**) [النسائي].*

فلا تجعل تربيتك لطفلك رياءا للناس حتى يقال أن فلانا ربى ابنائه تربية حسنة بل اتركوها خالصة لوجه الله و ليكونوا قدوة لغيرهم...... جميل ان ترى ابنك يعلم غيره من الاطفال و لكن الاجمل منه شعورك انك نشرت تلك الصفات لغيرك لتعم الفائدة و لاننسى الدعاء لأطفالنا فهى سنة الانبياء و المرسلين .......


** مبدأ القدوة الحسنة**:




لابد ان يكون الوالدين قدوة حسنة امام اطفالهم و على خلق و دين...و أن يلتزموا بسنة النبى صلى الله عليه و سلم....و إتباع تعاليم الاسلام من عبادة و سنن
فليس من المنطق أن تطلب من ابنك أن يتكلم بهدوء و أنت ترفع صوتك..... أو أن تطلب من ابنك الا يكذب و انت لا توفى بوعدك معه..... أو تطلب منه أن ينظم وقته و انت تضيع الوقت امام التلفاز....... فعلى الوالدين أن يكونا قدوة حسنة للاطفال حتى يتطبع الطفل على ذلك و ينشأ على الفطرة السليمة


**مبدأ الحوار الهادئ**:



مناقشة الطفل فى أى أمر من امور الحياة بهدوء و تروى يجعله مستمعا جيدا و هذا سلوك جميل و الأجمل ان يكون الحوار مفيد فى التربية و الاخلاق و التعليم من شتى النواحى ........و يجب على الوالدين أن يعطوا الفرصة الكافية للطفل للتعبير عما يجول بخاطره و إجابة أى سؤال بطريقة بسيطة و غير معقدة على قدر عقله........ و يترك له الفرصة بين الحين و الاخر للتعبير عن فهمه للسؤال المشروح.... فالمناقشة بتروى و حكمة تجعل ابنك يحترم قوانين الحديث امامك و امام الغير.... مثال لذلك: اذا سألك طفلك امام ضيفك ...لماذا يا أبى تركت الضيف يجلس فى الكرسى المفضل لك فيجب ان تنحنى على مسمع و مرأى من طفلك و بكل حواسك و ان ترد بكل ثقة وود أنك تركت الكرسى المفضل لضيفى لأنه ضيف عزيز على نفسى و اردت ان يكون مرتاحا فى الجلوس...


** مبدأ الثناء**:



من العوامل التى التى تشجع الطفل على اكتساب صفة طيبة و جميلة *الثناء* ..... جميل جدا أن تطلب من الطفل عمل و ينجزه ان تشكره عليه لأنه يتوقع ذلك منك و لكن الأجمل أن تثنى عليه فى شئ غير متوقع منك ثناءه مثال لذلك: اذا كنت تتحدث الى طفلك و لم يقاطعك اثناء الحديث.... عليك ان تثنى عليه و تشكره على ذلك و انه كان مستمعا جيدا و لم يقاطعك فبهذا ستلفت انتباهه لهذا السلوك الجميل فسوف يلتزم به امامك و امام الغير.....



**مبدأ الصداقة**:


مصادقة طفلك و الحديث اليه بصدر رحب و مشاركته افكاره و همومه و مناداته بأحب الالقاب إليه... يجعله مطمئن النفس غير منزعج بل و أنها من أسباب السعادة فى نفس الطفل .... كيف و لا و هو اكبر دليل لسعادة الشخص الكبير عندما يجد من يستمع اليه و يحكى همومه ....فالطفل له نفس المدارك و المفاهيم كما للكبار و إن اختلفت فى معانيها و أسلوبها...... فبصحبة الطفل تتحسن سلوكه.... و تتوسع مداركه.... وتتهذب نفسه.....
و منهجنا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم:
فقد كان خطابه للأطفال بسيطا و جميلا و ملفتا للطفل ليجعله مستعدا لتلقى الحوار .... فلنجعل رسولنا الكريم صلوات الله عليه و سلم قدوتنا أمام أنفسنا و أبنائنا......



و اخيرا و ليس آخرا:

** مبدأ الاعتدال**:





الإعتدال فى المعاملة محبوب و له فوائد تعود على المعلم و المتعلم....لأن الإفراط فى الشئ يؤدى الى نتائج عكسية فى بعض الاحيان.... ف ** كل شئ زاد عن الحد انقلب الى الضد** فمعاملتك لطفلك يجب ان تكون فى حدود المعقول حتى لا ترهق نفسك انت المعلم و لا تتجاوز مفهوم طفلك المتعلم فحتى لا يختل التوازن لديك إجعل من تعليمك عادة خفيفة على نفس الطفل حتى تتدرك حواس الطفل دون تكليف مرهق ..... فعليك بالتعلم خطوة خطوة حتى ينتقل الطفل الى مراحل التعلم بخطوات موزونة و متدرجة لتكون الصفات محببة الى نفسه و ليس كإمتحان أو اختبار حتى لا تمل نفسه ... بذلك تضمن ان الصفات الجميلة التى إكتسبها أصبحت عادة عن مبدأ و اقتناع.......و سيظهر نتائجها واضحة امام الغير....


و ختاما أذكركم و نفسى الإخلاص فى القول و العمل و التوكل على الله سبحانه و تعالى
(**...وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً**) (الطلاق:3)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(**لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا**) .

و لا تنسوا الدعاء لأطفالكم فهى كما ذكرت آنفا سنة الانبياء و المرسلين....
ف** التعليم في الصغر كالنقش على الحجر**



اسأل الله سبحانه و تعالى ان يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته