حملة ( سبحانك ربي ماأعظمك ) 1434 هـ
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلامعلى نبيه الكريم و على من تبعه وولاه الىيوم الدين
إن الله سبحانه و تعالى هو خالق كلشيء و هو على كل شيء وكيل سبحانه تتجلىعظمته في كل خلقه ما على الإنسان سوى التفكر و التدبر و سيرىعظمة الله في كل ما يحيطه به بداء من نفسه اولا
يقول عز و جل في كتابهالكريم "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "الاية 4 من سورة التين
هذا هو المقسم عليه، وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل ، منتصب القامة ، سوي الأعضاء حسنهفهذا يدلك على أن الإنسان أحسن خلق الله باطنا و هو أحسن خلق الله ظاهرا جمال هيئة، وبديع تركيبه : الرأس بما فيه ، والصدر بما جمعه ، والبطن بما حواه ، والفرج وماطواه ، واليدان وما بطشتاه ، والرجلان وما احتملتاه ; ولذلك قالت الفلاسفة : إنه العالمالأصغر .
و حسب ما سلف ذكره فان الانسان اعظم ما في الوجود حباه الله بصفات تميزه عن غيره من المخلوقات وفضلهم عنهم بالعقل الذي كلما احسن الانساناستعماله كل ما زاد قربا لله و ايمانا بكل ما امر به في كتابهالعزيز الم يقل عز و جلى "وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌأَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور'' الاية 28 سورة فاطر
لذلك و جب الامتثال لاوامره و اجتناب نواهيه لانه كله خير للانسان
في موضوعي هذاساتطرق الى عظمة الخالق في الرضاعة الطبيعية و ما تحمله من فوائد للطفلو اللام حد السواء ذكرت في الكتاب و السنة
يقول الله سبحانه وتعالى : (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّحَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) [البقرة: 233].
تأملوا معي كيف أن الله تعالى لم يقل (حَوْلَيْنِ)فقط بل قال: (حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) لزيادة التأكيد على الالتزام بعامين كاملين.
جاءتِ الغامديةُ فقالت : يا رسولَ اللهِ! إني قد زنيتُ فطهِّرْني . وإنَّهُ ردَّها . فلما كان الغدُ قالت : يا رسولَ اللهِ! لم تردَّني ؟ لعلك أن تردَّني كما رددتَ ماعزًا . فواللهِ ! إني لحبلى . قال ( إمالا ، فاذهبي حتى تَلِدِي ) فلما ولدت أتتْهُ بالصبيِّ في خرقةٍ . قالت : هذا قد ولدتُه. قال ( اذهبي فأرضعِيهِ حتى تفطُمِيهِ ) . فلما فطمَتْهُ أتتْهُ بالصبيِّ في يدِهكسرةُ خبزٍ . فقالت : هذا ، يا نبيَّ اللهِ ! قد فطمتُه ، وقد أكل الطعامَ . فدفع الصبيَّإلى رجلٍ من المسلمين . ثم أمر بها فحُفِرَ لها إلى صدرها . وأمر الناسَ فرجمُوها. فيُقْبِلُ خالدُ بنُ الوليدِ بحجرٍ . فرمى رأسها . فتنَضَّحَ الدمُ على وجهِ خالدٍ. فسبَّها . فسمع نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سبَّهُ إياها . فقال ( مهلًا! يا خالدُ ! فوالذي نفسي بيدِه ! لقد تابت توبةً ، لو تابها صاحبُ مُكْسٍ لغُفِرَلهُ ) . ثم أمر بها فصلى عليها ودُفِنَت
فلنتامل كيف ان رسول الله صلى اللهعليه و سلم كيف اخر حد الرجم للزانية حد تلد وليدها و ترضعه حتى الفطام هذ ا ان دلعلى شيء انما يدل على اهمية الرضاعة للولد وإلا كانت رجمت بعد الولادة مباشرة بل لعلم الرسول صلى الله عليه و سلم بحق الطفلفي الرضاعة اولا و مدى اهميتها لصحة الطفل اولا قبل الام سبحانه ما بنطق عن الهوىانما هو وحي يوحى
و بما اننا مسلمون فاننا نؤمن بان أمرالله سبحانه و تعالى بالرضاعة الطبيعية هو افضل خيار على الاطلاق للطفل و الام دون حتى معرفة مكوناته و ننصاعلاوامره ايمانا به.
ولقد اجرى العلماء ابحاث عديدة حتى يصلوا الى حقيقة ان حليبالأم يفي تماماً بالاحتياجات الحقيقية للرضيع . أضف إلى ذلك أنه يحمي الرضيع من كلهجوم متوقع للميكروبات . والواقع أن هذا الحليب الذي يكون بمنجاة من كل تلوث سواء أثناءنقله أو تعبئته في الزجاجات أو نقص تعقيمه ، يحمل إلى الطفل جميع خصائص الدفاع ضد الالتهاباتبما فيه من الأجسام المضادة الذي ينتجها جسم الأم .
وجد العلماء ان حليب الأم يتمتع بخصائصفريدة ومكونات قد لا توجد في أي حليب آخر فمن مكوناته
حليب الأم يحتوي على حوالي 3,6% دهون وحوالي1,2 بروتينات وحوالي 6,4 سكر اللاكتوز وعلى 2,% معادن وعلى 88,6 ماء . إن حليب الأمغني بحمض لينولنيك إذ تصل نسبته 5-3 مرات تلك الموجودة في حليب البقرة والناقة وإليكنسبة الأحماض الدهنية المشبعة بالهيدروجين في حليب الأم . حمض بالمتيك 26,7% وحمض الأستيريك8,3% وحمض المرستيك 7,9% وحمض اللوريك 4,7% أما الأحماض غير المشبعة بالهيدروجين فهيحمض أولنيك 37,4% ، حمض لينولنيك 10,6 % وحمض لينولينيك 85,% وحمض أراكيدونيك 6,% وحمضدوكوهكساينويك 8,% .
يمتاز حليب الأم بمعدل عال لنسبة الحموضةالدهنية اللامشبعة إذ يصل هذا المعدل إلى 3 أضعاف تلك النسبة في حليب البقرة . إن النسبةالعالية من الحموض الدهنية اللامشبعة بالهيدروجين والموجودة في حليب الأم تساعد بصورةكبيرة في إحداث النمو الكامل والأمثل لكل أدمغة وشبكيات عيون الرضع . وإضافة لذلك فإنحليب الأم يحتوي على نسبة عالية من حمضي لينولنيك ودوكوساهكساينويك والتي يمكن تحويلهابسهولة في كل من معدة وأمعاء الرضيع إلى مواد البروستغليندينات التي تعمل على تنظيمإفرازات المعدة وتسهيل حركة الأمعاء وتنظيم سريان الدم عبر الأوعية الدموية للأعضاءالمختلفة . ونلاحظ أن نسبة البروتينات في حليب الأم ثلث تلك الموجودة في ألبان البقرةوالناقة . وإذا نظرنا إلى سكر اللبن في حليب الأم فنلاحظ أنه أعلى مقارنة بالحلائبالأخرى وهذا النوع من السكر يمد جسم الرضيع بالطاقة . كما أن الكالسيوم والفوسفور وهيمن المعادن الهامة ونسبة هذين المعدنين تغطي احتياجات الرضيع حتى شهره السادس . كمايحتوي حليب الأم على الحديد والذي يلعب دوراً أساسياً في تصنيع الهيموجلوبين . أمامعدن المغنسيوم فهو يوجد في حليب الأم بما يغطي احتياجه الفعلي حتى نهاية عامه الثانيوالمغنسيوم يساعد على بناء الأسنان والعظام وتنشيط الأعصاب وبعض العصبونات والأنزيماتمثل أنزيم بايروفوسفتير غير العضوي والموجود في كل من الكبد والدماغ وكريات الدم الحمراءوتنشيط أنزيم البروتيز وتنشيط بعض الأنزيمات المساعدة في تركيب بعض قواعد الأحماض النوويةNucleic acids . بالإضافة إلى ذلك يحوي حليب الأم على معدن النحاس والذي يحتاجه الرضيعحتى نهاية عامه الثاني وهو يساعد على تنشيط بعض الأنزيمات الناقلة للأكسجين كما ويدخلبكميات قليلة في تركيب كريات الدم الحمراء والعظام والأسنان والشعر
اما بالنسبة لفوائده بالنسبة للام :يؤكد الخبراءأن النتائج الإيجابية للرضاعة لا تقتصر على الأطفال وإنما تطال الأمهات أيضاً، علماًأن بعض منافعها يظهر بصورة فورية في حين يبرز البعض الآخر في المدى البعيد
من الفوائد الآنية للرضاعة، ارتفاع نسبةهرمون اوكستوسا الذي يساهم في إنتاج الحليب، مخلّفاً لدى الأم، في الوقت نفسه، إحساساًعميقاً بالراحة والهدوء. كذلك، تساعد الرضاعة في تقليص الرحم وإعادته الى ما كان عليهفي مرحلة ما قبل الحمل، وتشير الدراسات الحديثة الى أهمية الرضاعة في تخفيض خطر الإصابةبالإكتئاب الذي غالباً ما يلي عملية الوضع أو بالنزف الغزير في الرحم الذي يصيب بعضالنساء في مرحلة ما بعد الولادة
أما أبرز الفوائد التي تظهر على المدى البعيدفهي، ضبط مستوى السكر في الدم ورفع مستوى الكولسترول الجيد وهما عاملان يحدان من خطرالإصابة بأمراض القلب. إضافة الى ذلك، فإن عملية الإرضاع، ولو لأشهر قليلة فقط، تساهمفي تقليص خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان الرحم، كما أنها تقوّي العظام وتحميها منالترقق
و بما اننا في موضوع الرضاعة الطبيعية وجبالتطرق الى موضوع تحريم زواج لاخوان من الرضاعة
حيث يقولسبحانه و تعالى في منزل تحكيمه:
"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْأُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُالْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْمِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْمِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّفَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْوَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَغَفُورًا رَحِيمًا" الاية 23 سورةالنساء
قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) متفق عليه
و كعادة الملحدون دائما التشويهلللاسلام و عدم الايمان بما جاء به فقد حصلت ثورة كبيرة لانهم لا يؤمنون بالقران و يريدون الادلة الملموسة
أثبتت الأبحاث العلمية التي أجريت حديثاوجود أجسام في لبن الأم المرضعة الذي يترتب على تعاطيه تكوين أجسام مناعية في جسم الرضيعبعد جرعات تتراوح من ثلاث إلى خمس جرعات .... وهذه هي الجرعات المطلوبة لتكوين الأجسامالمناعية في جسم الإنسان , حتى في حيوانات التجارب المولودة حديثا والتي لم يكتمل نموالجهاز المناعي عندها .... فعندما ترضع اللبن تكتسب بعض الصفات الوراثية الخاصة بالمناعةمن اللبن الذي ترضعه , وبالتالي تكون مشابهة لأخيها أو لأختها من الرضاع في هذه الصفاتالوراثية . ولقد وجد أن تكون هذه الجسيمات المناعية يمكن أن يؤدي إلى أعراض مرضية عندالإخوة في حالة الزواج . ومن هنا نجد الحكمة في هذا الحديث الشريف الذي نحن بصدده فيتحريمه زواج الإخوة من الرضاع والذي حدد الرضعات بخمس رضعات مشبعات
المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلامالسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد
إن القرابة من الرضاعة تثبت وتنتقل في النسل. والسبب الوراثة ونقل الجينات , أي أن قرابة الرضاعة سببها انتقال جينات ( عوامل وراثية) من حليب الأم واختراقها لخلايا الرضيع واندماجها مع سلسلة الجينات عند الرضيع يساعدعلى هذه النظرية أن حليب الأم يحتوي على أكثر من نوع الخلايا ومعلوم أن المصدر الطبيعيللجينات البشرية هو نواة الخلايا
dna
كما يحتمل أن الجهاز الوراثي عند الرضيعيتقبل الجينات الغريبة لأنه غير ناضج , حاله حال عدة أجهزة في الجسم , لا يتم نضجهاإلا بعد أشهر وسنوات من الولادة وإذا صح تفسير قرابة الرضاعة بهذه النظرية فإن لهاتطبيقات في غاية الأهمية والخطورةالمصدر " العلوم في القرآن " د : محمد جميلالحبّال د : مقداد مرعي الجواري
.إن هذاالاكتشاف يؤكد أن الطفل يكتسب خصائص المرأة التي أرضعته وأبناءها، لأن الخلايا ذاتها(خلايا المرأة المرضعة وأبنائها) تدفقت إلى جسده وأحدثت تغييراً جذرياً. ولذلك قالوَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ) [النساء: 23].
- إن اكتساب خصائص جديدة للطفل لا يعني أنهيغير خصائصه الأصلية، فجسده يحوي خلايا أمه الحقيقية، ويحوي خلايا من المرأة التي أرضعته،ولذلك كانت هذه المرضعة بمثابة أم له، ولذلك قال تعالى (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِيأَرْضَعْنَكُمْ) [النساء: 23]. وهذا سبق علمي للقرآن حيث سمَّى المرضعة بالأم لأنهابالفعل تعطي رضيعها نفس الخلايا التي قدمتها لأبنائها، ونفس الخلايا التي في جسدها.- يؤكد البحث الجديد أن تأثير حليب الأم يستمرإلى ما بعد البلوغ، وقد يستمر حتى نهاية حياة الإنسان. وبالتالي فإن التغيير الذي حدثفي بنية هذا الطفل أو الطفلة يستمر إلى ما بعد زواجه ويورثه لأبنائه، ولذلك يحرم مثلاًالزواج ببنت الأخت من الرضاعة. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاعما يحرم من النسَب) [متفق عليه]. صدقت يا حبيبنا يا رسول الله!والآنربما ندرك الحكمة العلمية ولماذا اعتبر القرآن أن المرأة التي ترضع طفلاً تصبح أماًله في الرضاعة، وأبناؤها يصبحون إخوة له في الرضاعة، فالقرآن حريص على سلامتنا وصحتناوسعادتنا. فكما نعلم زواج الإخوة يؤدي إلى احتمال كبير أن يأتي الجنين مشوهاً، ولذلكحرم الله تعالى زواج الإخوة في الرضاعة، لحمايتنا من أي مشكلة أو خطر أو مرض.ونقولسبحان الله! هذه اعترافات صريحة وواضحة من أحد علماء الغرب، أن حليب الأم ليس مجردغذاء، بل هو أكثر من ذلك، إنه إعادة بناء لخلايا الطفل بما يتفق مع خلايا المرأة التيأرضعته، وسؤالنا: أليس هذا ما أشار إليه القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟ .
عن علي (عليه السلام)كان يقول: (تخيروا للرضاع كما تخيرون للنكاح, فإن الرضاع يغير لطباع
في الحقيقة الموضوع شائك وتقدم فيه ابحاث و حتى لا اطيل اكثر اكتف بما ذكرتو اعتذر ربما تكون الافكار غير مرتبة جيدة و هذا الصراحة لضيق الوقت و انشغاليالايام الجاية بس ما حبيت فوت فرصة المشاركة
اسال الله القبول و الاخلاص في العمل
الروابط المفضلة