السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد تعب ومشقة كنت قد أتممت شهري التاسع إلا يوما واحدا بالضبط.. وكانت آلام الظهر قد بدأت معي منذ الشهر السابع وأخذت تزداد يوما بعد يوم.. لذلك كان كل أملي في ولادتي هذه أن ألد بطلق طبيعي وأن يسهل الله ولادتي.. خاصة حين دخلت شهري التاسع ازدادت الآلام باختلاف أنواعها.. وكنت أصبر نفسي دائما وأقول الحمدلله هذه المرة سيسهل الله أمري بإذنه.. وكان كل من حولي أيضا يخبرني بذلك.. –لأنني لم أشعر بمثل هذا الألم في حملي بطفلتي الحبيبة بكريتي تولين.. وسبحان الله كان حملها من أيسر الأمور التي يسرها الله لي في حياتي, بل وحتى ولادتها مقارنة بأخيها المشاكس -....
بالطبع لم أترك خلطة إلا وجربتها سواء خلطات فتح الرحم أو زيادة الطلق.. وفي كل يوم يعصرني الألم .. وفي كل يوم يملأني الأمل وأقول لنفسي اليوم سأرى طفلي.. اليوم سينتهي مشواري وسألد بإذن الله... وبعد معاناة يختفي الألم وكأن شيئا لم يكن.. حتى أنني أصبحت في آخر مراحلي طرفة زوجي المحببة.. فقد كنت أستبشر وأشعر بسعادة غااااامرة كلما زارني الألم.. فأطير من الفرح رغم التعب الشديد وأخبر زوجي: "اليوم حاولد.. باذن الله اليوم حاولد وحتشوف!!.. عندي طلق رهيب"!!!!....... وأطير بعدها لمطبخي لأحضر وصفاتي السحرية وخلطاتي الشعوذية ..وأشرب الكأس تلو الكأس من المشروب الدافئ الذي أعددته وأنا اقوم بمسح سريع على بيتي.. أكنس وانظف وأرتب وألمع... وأمشي.. أمشي وأمشي وأمشي حتى يهدني التعب.. امتلأ جوفي بكم هااائل من الوصفات..شربت من القرفة ماشربت حتى كرهت رائحتها-حتى أنني لم أستطع تناولها في نفاسي رغم أهميتها-.. وشربت الزنجبيل والينسون وتناولت العسل وحبة البركة.. جربت وصفة القرفة مع القرنفل وزيت السمسم وكنت متشبثة بهذه الوصفة وعلقت عليها أملي لكثرة ما مدحت حتى أنني واظبت عليها وأنا على سريري في المستشفى وهم يحشرون بداخلي تحاميل الطلق الصناعي الواحدة تلو الأخرى....
هي وكف مريم.. هذه النبتة العجيبة التي لها مفعول السحر مع كلللل النساء إلا أنا !!!..
أدهن ظهري بزيت الخروع.. وبلعت قارورة كاملة لعل وعسى حتى كرهت نفسي وكرهت كل مايمت بالخروع بصلة!!!.. وهذه المحاولات هي غيض من فيض.. أيضا التبخر.. يااااالهي حين كنت أتبخر كانت تأتيني آلام رهيبة.. وبالطبع دون نتيجة.. وحالي كما وصفه أحدهم:
الى الماء يسعى من يغص بريقه... فقل أين يسعى من يغص بماء!!!!
عموما... كان تنتهي نوبات الألم وموجات الطلق وتهدأ تدريجيا.. لأغرق بعدها في نوبة بكاء حاااادة.. أتحسر فيها على نفسي وعلى الألم الذي غدر بي وفارقني بعد زيارته المرهقة بدنيا ونفسيا!!... ويغرق زوجي في نوبة ضحك وتساؤلات حائرة ساخرة معظمها يدور حول غرابة النساء وكيف أنهن متعلقات بالدموع والبكاء.. وكان يقول لي: الناس تبكي لما تتألم.. وانت تبكي علشان الألم راح.. أمرك عجيب!!!... فأزيييييييييد في البكااااااااااااااء من شدة قهري منه ومن حالي...
وفي آخر زيارة لطبيبتي وبعد انتهاء شهري التاسع.. اتفقت معها أن تولدني بالطلق الصناعي.. لأنني في حملي بابنتي دخلت الشهر العاشر مدة عشرة أيام وأنا أنتظر الطلق وفي النهاية ولدت بالطلق الصناعي...
لذلك استخرت ربي.. وعزمت أن أختار اليوم الذي أذهب فيه باختياري ولا داعي للانتظار وحرقة الأعصاب خاصة بعد أن جربت كل شيء دون فائدة..
نسيت إخباركم نقطة في غاية الأهمية.. كنت قد أخفيت عن أمي وأخواتي المتزوجات موعد ولادتي.. ما عدا أختي وحبيبتي فوفو لأنني أثق بها جدا ولأنها بعيدة ..وأخواتي البنات لأنني سأترك طفلتي معهم.. أما أخواتي المتزوجات فلم أخبرهم لأنني كنت متأكدة بأنهم سيخبرون أمي حبيبتي خوفا علي وعلى مصلحتي.. وأنا كنت أريد أن أريح أمي من تعب المستشفيات والسهر والجهد الذي كانت ستعانيه معي.. خاصة أن توسع الرحم عندي يغدو بشكل بطئ جدا.. ففكرت وقلت حين أصل لتوسع خمس أو ست أصابع أتصل بها وأطلب منها الحضور.. وهكذا كان...
حسنا.. أعلم أنني أطلت عليكم في مقدمتي الملولة هذه ولكني لم أستطع البدء في قصة ولادتي مباشرة دون أن أحكي لكم عن معاناتي قبل الولادة.. فاعذروني وسامحوني وتحملوني..
لي عودة سريعة بإذن الله.. الوعاويع اشتغلت وزوامير الخطر بدأت تلعلع
الروابط المفضلة