زيادة السوائل داخل رأس الجنين يصاحبها تخلف عقلي والتشخيص الوراثي قبل الغرس يمنع تكرارها!!
لابد من العناية بالجنين وصحته
د.محمد بن حسن عدار
عبر حلقات متواصلة تطرقنا إلى موضوع العيوب الخلقية التي تصيب الأجنة وذكرنا في هذا السياق أن خلل الكروموسومات أو الصبغات من أكثر العيوب الخلقية شيوعاً أثناء الحمل والتي تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة وتأخر نمو الجنين، ويعتبر الطفل المنغولي (متلازمة داون) من أكثر هذه العيوب حدوثاً وهو عبارة عن زيادة عدد الصبغيات في الجنين (47) بدلاً من العدد الطبيعي 46.
كما تطرقنا إلى أ همية التشخيص الوراثي قبل الغرس أبرز الوسائل الحديثة لمنع تكرار التقزم والذي ينتج من خلل في تكون العظام، وأشرنا إلى العديد من التشوهات الخلقية التي تصيب الأجنة ومنها صنف القدم وهو اعوجاج القدمين لدى الجنين ويحدث في القدمين معاً أو فقط في واحدة، وفي هذا العدد نستكمل الحديث حول العيوب الخلقية التي قد تصيب الجنين.
موه رأس الجنين هو زيادة كمية السوائل في داخل رأس الجنين.
يحدث هذا نتيجة العديد من الأمراض الوراثية مثل متلازمة داندي والكر أو ضيق قناة أكويدكت في رأس الجنين، كما قد يحدث نتيجة الالتهابات أو العدوى أثناء الحمل مثل الفيروسات وداء القطط وكذلك يصاحب زيادة كمية السوائل في رأس الجنين السنسنة المشقوقة (العصب المشقوق)، بالإضافة إلى ذلك يصاحب الكثير من العيوب الخلقية الأخرى والمتلازمات مثل متلازمة داون وأحياناً أمراض خلل الاستقلاب الوراثية.
يمكن ملاحظة زيادة نسبة السوائل في رأس الجنين ابتداءِ من الشهر الرابع من الحمل بواسطة الفحص بالموجات الفوق الصوتية للجنين و لكن في بعض الأحيان لا يكون التشخيص المبكر ممكناً إلا بعد تقدم الحمل حيث تزداد السوائل وبالتالي يمكن ملاحظتها غالباً بعد الشهر السادس من الحمل.
يصاحب زيادة السوائل في رأس الجنين عادة زيادة كمية السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين خصوصاً في حالات السنسنة المشقوقة.
عند ملاحظة زيادة نسبة السوائل في رأس الجنين يصبح من المهم محاولة اكتشاف أي عيوب خلقية أخرى لدى الجنين وقياس نسبة الدماغ حيث إن السوائل تضغط على الدماغ وتحد من نموه، كما يجب ملاحظة أماكن الزيادة في السوائل هل هي في الأبطنة المخية الجانبية أو الحفرة الخلفية للمخ لأن هذا يساعد على الوصول إلى التشخيص السليم للعاهة، يجب أيضاً التأكد من سلامة العمود الفقري خصوصاً الفقرات السفلى وعدم وجود قيلة سحائية مصاحبة.
لا توجد أي فحوصات أخرى يمكن إجراؤها عند اكتشاف زيادة السوائل داخل رأس الجنين ما عدا الأشعة فوق الصوتية وأحياناً سحب السائل الأمنيوسي عند اشتباه خلل الكروموزمات، كما أنه لا يوجد أي تدخل علاجي يمكن إجراؤه أثناء الحمل حيث إن التدخلات الجراحية تنتهي دائماً بالولادة المبكرة ووفاة الجنين نتيجة نقص نضوج الرئتين.
يفضل إجراء التوليد عند ملاحظة زيادة السوائل داخل رأس الجنين مع وجود نقص حاد في نمو الدماغ لأن الانتظار قد يؤدي إلى النزول المقعدي للجنين أو صعوبة ولادة الرأس الكبير للجنين و اللجوء إلى العملية القيصرية بدون داعي، وفي بعض الحالات قد يحتاج الأمر إلى سحب السوائل من رأس الجنين وقت الولادة لتسهيل خروج الرأس وهذا يؤدي غالباً إلى وفاة الجنين.
يصاحب زيادة السوائل داخل رأس الجنين نسباً متفاوتة من التخلف العقلي بحسب كمية الدماغ المتبقي ونموه، ومعظم الحالات التي لا يصاحبها تخلف عقلي هي حالات السنسنة المشقوقة ولكنها غالباً ما يصاحبها شلل في الأطراف السفلى للمولود و سلس في التبول و التبرز.
يمكن تكرار حدوث موه الرأس حتى في الحالات غير الوراثية (العشوائية) حيث لا تخلو هذه الحالات من الطفرات الجينية.
يجب أن تتم الولادة في مستشفى متخصص حتى يتسنى إدخال المولود للعناية المركزة حيث غالباً ما يحتاج إلى إجراء عملية جراحية لإدخال أنبوب داخل الرأس يتم عن طريقة إنزال السوائل إلى تجويف البطن و تصريفها. يعتبر التشخيص الوراثي قبل الغرس هو الطريقة الوحيدة لمنع مثل هذه الحالات وذلك عند وجود عامل وراثي معروف ومشخص مثل حالات خلل الاستقلاب.
الروابط المفضلة