يقرأ صلى الله عليه وسلم أذكاراً لنزول أحدهم بالسلامة من رحم أمه:
ذكر ابن تيمية رحمه الله في كتابه الكلم الطيب أن فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما دنا ولادها، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أم سلمة وزينب بنت جحش أن تأتيا فتقرآ عندها آية الكرسي، و: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) [ الأعراف : 54]، و: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون) [ يونس : 3 ] ويعوذاها بالمعوذتين.
يبين صلى الله عليه وسلم منزلته عند الله إذا سقط من بطن أمه قبل تمامه:
وهذا ما يسمى بالسقط، وقد ورد بشأنه أحاديث تسر السامعين، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ".. والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته"، أي صبرت على فقده ( رواه احمد وابن ماجه )
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن السقط ليراغم ربه إذا أدخل أبويه النار، فيقال: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة، فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة(رواه ابن ابي شيبه وابي يعلى). ومعنى يراغم ربه: أي يغاضبه، يعني يأتي السقط وهو غضبان من أجل أبيه وأمه. فانظر رحمك الله إلى اهتمام الإسلام حتى بالسقط.
حين ولادتهم يؤذن في الأذن اليمنى للطفل:
عن أبي رافع أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة (2)، قال ابن القيم رحمه الله: وسر التأذين والإقامة: أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمة النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي يدخل بها الإسلام. كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه، وتأثره به وإن لم يشعر. ومعروف أن الشيطان يفر ويهرب من سماع كلمات الأذان، فيسمع شيطانه ما يغيظه في أول لحظات حياته. وهذا يبين اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بعقيدة التوحيد ومطاردة الشيطان في بداية حياة المولود الجديد. كذلك فإن الشيطان يلكز المولود حين يولد كما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها"، ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم" (فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) [ آل عمران :36]. وعن ابن عباس: ليس من مولود إلا يستهل، واستهلاله: يعصر الشيطان بطنه فيصيح إلا عيسى ابن مريم (1). وعليه فيكون الأذان لكزة مضادة للشيطان الذي يسعى جاهداً لإفساد الذرية وتدمير النشئ.
منقووووووووووووووووووووووووووووول
الروابط المفضلة