سخر الله لدينه على مدى الزمان علماء أفذاذ اً.. يبذلون أنفسهم للدفاع عنه ..
والذود عن حياضه .
ومن هؤلاء علماء مصطلح الحديث ..
الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولولاهم لضاعت السنة الشريفة بين متأول جاهل .. وواضع للحديث بحسن
نية أو سوء نية .
رجال أجلاء كان لهم الفضل أن أوصلوا إلينا سنة رسول الله صافية منقاة من
الشوائب .
لقد أخرجوا إلينا علما ً كبيرا ً له أسس وقوانين ومصطلحات ..
فصار الحديث كالذهب ينقى من كل شائبة تشوبه حتى يخرج ذهبا ً خالصا ً .. فهو
مصدر التشريع الثاني للمسلمين .. فلو وصلنا محرفا ً لكان تشويهاً للإسلام .
ومن هنا نفهم هدف الشيعة عندما وجهوا سهامهم لصحابة رسول الله .. رضوان
الله عليهم
فهم بذلك يضربون الحديث الشريف من مأخذه .!!!
لقد وصلنا حديث رسول الله سهلا جاهزا .. ولا نحتاج إلا ضغطة زر حتى يكون
متاحا ً أمام أعيننا .
فليس هناك عذر لجاهل .
وأنا في هذه العجالة أضع بين أيادي قرائنا الأعزاء علم مصطلح الحديث بشكل
ميسر .. ومبسط .. ومختصر ..حتى نعرف على الأقل معنى التعليق الذي يكتب
في أسفل الحديث .
فأحيانا نقرأ عبارة : حديث مرفوع !! ولا نعرف معناها
أحيانا ً : حديث مرسل .
أحيانا ً : حديث شاذ .
فهيا بنا في جولة .. روحانية نتنقل بين واحات الحديث الشريف وعلمه .. فليس لنا
عذر أن نقول : لم أسمع . أو لم أكن أعلم .
تعريف علم مصطلح الحديث :
هو مجموعة من الضوابط العلمية ,, التي يعرّف بها حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم : سندا ً ومتنا ً من حيث القبول أو الرد .
تقسم الأحاديث الشريفة إلى ثلاثة أنواع :
أولا ً :
الأحاديث باعتبار من تنسب إليه .
فهناك أحاديث تنسب للرسول صلى الله عليه وسلم .
وأحاديث تنسب إلى الصحابة .
وأحاديث تنسب للتابعين . فهي ثلاثة أنواع .
ثانيا ً :
الأحاديث باعتبار قوة ثبوتها ودلالتها على المعنى :
كالحديث المتواتر . وهي أربعة انواع .
ثالثا ً :
الأحاديث باعتبار القبول والرد
كالصحيح والموضوع . وهي أيضا ً أربعة .
أولا ً : الأحاديث باعتبار من تنسب إليه :
هي :
الحديث المرفوع ـ والموقوف ـ والمقطوع .
الحديث المرفوع :
هو ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . تمييزا ً له عما
ينسب إلى الصحابة .
فالحديث المرفوع قد يكون صحيحا أو ضعيفا أو موضوعا .. بحسب ما
يتوفر فيه من
شروط القبول والرد .
الحديث الموقوف :
هو ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل .. وخلا عن قرينة الرفع
إلى النبي .
بعضه : موقوف له حكم المرفوع : كأن يقول الصحابي كنا نعمل على
عهد رسول
الله كذا . أو يقول أمرنا بكذا . أو نهينا عن كذا .
وبعضه : ليس له حكم المرفوع .
الحديث المقطوع :
هو ما أضيف إلى التابعي من قول أو فعل . وخلا عن قرينة الوقف أو
الرفع .
ولا يلزم مَن بعدَهم الإلتزام بأقوالهم وعدم مخالفتها .
ثانيا ً: الأحاديث
باعتبار قوة ثبوتها ودلا لتها على المعنى :
الحديث المتواتر :
هو ما رواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم على الكذب .
شروطه
: كثرة العدد في كل طبقة من السند .
: أن تحيل العادة اتفاقهم على الكذب . كأن يكونوا من أجناس
مختلفة ,
أو بلدان مختلفة .
: أن يكون مستنده الحس .. لا التخمين والظن : كالسماع أو الرؤية .
قيل عن كثرة العدد : أربعة . وقيل : عشرة وهي الأرجح . وقيل :
أربعون .
يعتبر الحديث المتواتر أعلى درجات الحديث .
ولا يشترط في إسناده تحقق صفات الحديث الصحيح من العدالة
والضبط . لأن
كثرتهم وتعدد وجهاتهم تغني عن ذلك .
له قسمان : تواتر لفظي : أي اتفاق جميع الرواة على لفظ واحد .
وتواتر معنوي .
كنقل وقائع مختلفة تشترك في أمر واحد كرفع اليد في الدعاء .
الحديث المشهور :
هو ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة . ولم يبلغ حد التواتر .
وقد يكون المشهور صحيحا أو ضعيفا أو حتى موضوعا .
ولكن إن صح المشهور فهو يرجح على ما دونه .
الحديث العزيز :
هو ما رواه راويان فأكثر في كل طبقة .
لندرة هذا النوع من الأحاديث سمي عزيزا ً .
الحديث الغريب :
هو ما ينفرد بروايته راو ٍ واحد ولو في طبقة واحدة من طبقاته .
ويقال له الحديث الفرد
الروابط المفضلة