السَّـلامُ عليكُـنَّ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه ،،
)(
|| مِـن آدابِ الإسْـلام ||
{ 7 } الإحسـانُ إلى الجَـار ~
~
الجارُ : هو المُجاوِرُ في السَّكَن ، وجمعُها : جيـران ..
ولقد وَصَّى اللهُ تعالى بالجار في قوله سُبحانه : ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ النساء/36 .
وللجَـار حقـوقٌ عـديـدة ، منها :
- مُعاملتُه بالحُسنى ، وعـدمُ إيذائهِ بقولٍ أو فِعل .
- مُشاركتُه في أفراحهِ وأتراحِه .
- تقديمُ المُساعدةِ له إنْ احتاجها .
- زيارتُه إذا مَرِض .
- تشييعُ جَنازتِه إذا تُوُفِّي .
حتَّى وإنْ كان الجارُ غيرَ مُسلمٍ ( كِتابيًا ) ، فيجبُ أيضًا إحسانُ مُعاملته .
والبعضُ - للأسف الشديد - يُعامِلُ جاره وكأنَّه عدوٌّ لَدود ؛ فيُؤذيه بلسانه ، بل وبأفعاله ، فلا يكادُ يَسْلَمُ منه في دخوله أو خروجه . وقد نفى النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - الإيمانَ مِمَّن يُؤذي جاره ، وجعل الإحسانَ إلى الجار مِن علاماتِ الإيمان بالله واليوم الآخِر ، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( واللهِ لا يُؤمِن ، واللهِ لا يُؤمِن ، واللهِ لا يُؤمِن ، قيل : مَن يا رسولَ الله ؟ قال : الذي لا يأمَنُ جارُه بوائِقَه )) مُتَّفَقٌ عليه . البوائِق : الغوائِل والشرور ، وقال : ((مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليوم والآخِر فلا يُؤذِ جارَه )) مُتَّفَقٌ عليه ، وفي رواية : ((مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليوم الآخِر فليُحسِن إلى جاره )) .
والبعضُ يُؤذي جاره بطُرقٍ مُتعدِّدة ، فيُلقي - مثلاً - القاذورات أمامَ داره ، وقد يشتمُه ويَسُبُّه لأسبابٍ تافهة ، وقد يَحسِدُ أبنائَه .
وقد يكونُ الإيذاءُ مِن جارٍ غَنِىٍّ لجارٍ فقير ؛ فيتعدَّى على أرضهِ ، ويتعالى عليه ، ويُسئُ التعامُلَ معه ، وينظرُ إليه على أنَّه أقل منه شأنًا .
فلنُحسِن - أخواتي - إلى جاراتِنا ، ولنُظهِر الإسلامَ في مُعاملتِنا معهنّ ، حتَّى وإنْ كُنَّ مُقصِّراتٍ في بعض الأمور فلننصحهنّ ، وإنْ أسأنَ مُعاملتنا فلنبتعِد عن إيذائهِنَّ ، ولنجعل حُسنَ مُعاملتنا لَهُنَّ قُربةً نتقرَّبُ بها إلى اللهِ تعالى .
واسمعن لقول حبيبنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( ما زال جبريلُ يُوصيني بالجار حتى ظننتُ أنَّه سيُوَرِّثُه )) مُتَّفَقٌ عليه ، هذا إنْ دلَّ فإنَّما يدل على عِظَمِ حَقِّ الجار .
جعلني اللهُ وإيَّاكُنَّ مِن المُحسناتِ إلى جاراتِهِنَّ ، المُتقرِّبات إلى رَبِّهِنَّ بما يُحِبُّ .
بقلم / الساعية إلى الجنة
1431 هـ
الروابط المفضلة