رثاء بحق شهيد الامه
جـِـئْنا نُقدّم وردةً وسلامافلــقد غـــدونا جـثة وركامـــا
مِنْ أيـن أبدأُ بالكتابة بعـدمـــا كسرواالدواةَ وأخرسوا الأقلاما
بـغدادُ بعدَكَ لمْ تُضفّر شعرَها والنخلُ بعدك مااستضافَ حَماما
يَبْكيكَ أطــفالُ العراقِ فكلُّــــهمْ
مِنْ بــعد موتِكأصبحوا أيتامــا
والأرضُ قد ضاقتْ على سكّانها
والموتُ حلّقَ في العراقِوحاما
والماجــداتُ تلوَّثت أعراضُهن فمَـن سـِــــواكَ يُطـهِّرالآثامـــا
كسرى يُوزِّع في العراقِ سُمومَه بـين الأَزِقـَّـةِ يَنْشـرُالإجرامـــا
والموتُ صارَ مُخيِّماً والعلقميُّ أطـالَ في أرض العراقِمُقامــا
يا موسمَ الأفراح كيف تركتَني
فوقَ الرّصيف مُمزّقاوحُطامــا
بغدادُ كيف نبذتِني أهُوَ الصدودُ
لمـَـنْ بأهداب الحبيبةهـامـــــا
كيف افترشْتِ الحضنَ للغرباء كيفَ خلعت عن وجه العفاف لثاما
لاأنت مَنْ أحببتُها يوما ولا مـَـــنْ بادلَـتني بالـغرام غَرامـــا
فأتيتَ مقصلةَ الشهادةِ باســـماً لم تحـنِ رأســاً للطُّغاةِوهــاما
لم تسألِ العُملاءَ مَرحمةً ومنذ متى الفوارسُ تطلب استرحاما
ووقفتَســيفا شـامخا فكأنما تصطادُ من كـفِّ الإله وســاما
وزأرت: (تُفٍّ) مِن زمانٍعائبٍ
خَرِست عصافيرُ العراق حزينة وحـمامُ مــــكةَ للفجيعةِ هامــا
ومضىالزمانُ بأُسدِه ورجالِه والـيومَ صـرنا نعـبدُ الأقــزاما
فَلَرُبَّ مَيْتٍ فيالمماتِ حـياتُه
ولرُبَّ حـيٍّ في اللحودِ أقامـــا
سنُعلِّم الأحـــفاد أنكفـــارسٌ
لــم يحنِ رأســـاً للطغاةِ وهاما
لا اعينُ الجبناء نامت سيدي كلاولا سيفُ العـدالة نامـــــا
عاد الرجالُ إلى الرجولةِ إِذ رأوا منك المواقفَتصنعُ الأحلامــا
بغدادُ قد جاءتْكَ بالبُشْرى فقد أضحى التتارُ بسَـوحِهاأرقاما
صرعى على أسوارها سقطوا وجنْدُك حولَهم قد أطبقوا الإحكاما
هي ســاعةٌللنصر ثم نحيلُهم
جِيَفَا لــــــدودِ الرافدين طعاما
هي ساعةٌ كي نكْنِسالعملاء
عن أسوارنا ونُزخْرِف الأعلاما
وسَنطرد الجرذان شرقا عن
مدائنناويبزغ فجرُنا بســــاما
يا أروع الشهداء إنك خالـــدٌ فلــقد غدوتَ لأمــةإلهامـــا
طَلَع الصباحُ فليس تُهزَمُ أمّة في ذاتِ يومٍ أنْجبتْصــــداما
الروابط المفضلة