وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
بارك الله ُ فيكِ،
الحمد لله
بعد النظر والبحث في هذا الحديث تبين أنه
مكذوب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تصح نسبته إليه بحال من الأحوال ، وعلى ذلك مجموعة من الأدلة :
1- لم نجد هذا الحديث في شيء من الكتب المسندة ،
وإنما يتناقله من يرويه من الناس من غير إسناد ،
ومن المعلوم من شريعتنا وجوب رد كل حديث
لم يذكره علماء الحديث بإسناده الصحيح .
2- ومن أمارات الوضع الظاهرة أننا وقفنا على الحديث مذكورا في كتاب أبي الليث السمرقندي ، المتوفى سنة (375هـ) ،
واسم كتابه هو "تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين"
في (ص/264-265)
وقد نص أهل العلم على أن كتابه هذا هو من مظان الأحاديث المكذوبة والمصنوعة ،
فقد عدَّه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
في كتاب "تلخيص الاستغاثة"
(1/73) في ضمن المصنِّفين الذين
" لا يعرفون الصحيح من السقيم ،
ولا لهم خبرة بالمروي المنقول ،
ولا لهم خبرة بالرواة النقلة ،
بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف ،
ولا يميزون بينهما " ،
ويقول الإمام الذهبي في ترجمته في
"سير أعلام النبلاء" (16/323) :
" وتَرُوج عليه الأحاديث الموضوعة " انتهى .
3- ومن وجوه النكارة فيه أيضا :
قوله عن صلاة الظهر بأنها الساعة التي تسعر فيها جهنم ،
والثابت أن ساعة تسعير جهنم هي قبيل الزوال – قبيل الظهر –
فإذا دخل وقت الظهر دخلت ساعة الرحمة .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعًا ، وَيَقُولُ : إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلًا صَالِحًا )
رواه أحمد (3/411)
حسنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (3/6)
والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3404)
ومحققو المسند .
ومنها :
مخالفته ما جاء في الأحاديث الصحيحة أن اجتماع الصلوات الخمس هو من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،
ولم تكن فرضت على الأنبياء من قبله ،
وإن كان خالف في ذلك بعض أهل العلم ،
لكن هذا هو الصحيح إن شاء الله ،
وقد بوب السيوطي في
"الخصائص الكبرى" (2/303) :
" باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم
بمجموع الصلوات الخمس ،
ولم تجمع لأحد ،
وبأنه أول من صلى العشاء ولم يصلها نبي قبله
" وذكر تحته مجموعة من الأحاديث ، منها :
عن مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
قال أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ ، فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ ، وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ )
رواه أبو داود (421) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
4- ومن قرائن ضعف الحديث ما فيه من تحديد ساعة أكل آدم من الشجرة ، والساعة التي تاب الله فيها عليه ،
ومثل هذه التفصيلات تشبه ما ترويه الإسرائيليات
والأخبار المنقولة عن أهل الكتاب ،
وذلك يرجح كون الخبر مأخوذا عنها .
فالحاصل أن هذا الخبر كذب لا أصل له ،
فلا تجوز روايته ولا نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
كما لا يجوز تناقله في المواقع والمنتديات .
والله أعلم
الروابط المفضلة