حينما تنزعج الأم وتحتار عند بدء طفلها الرضيع بالبكاء بشكل متواصل وبشدة أكبر من المعتاد، نتيجة شعوره بنوبات المغص، فإن عليها تذكر أن البكاء هو الشيء الوحيد الذي بمقدور الطفل فعله إزاء ما يشعر به، وأنها ليست الوحيدة في الشعور بالحيرة إزاء بكاء الطفل آنذاك، بل ان الأطباء ايضا يُشاطرونها الحيرة في إعطاء تفسير وجيه حول سبب ظهور هذه المشكلة لدى الأطفال الرضع. ومع هذا، فإن الأكيد هو أن الأطفال، وهم في نوبات المغص والبكاء تلك، إنما هم بصحة جيدة، أي ليسوا مرضى، والأمر لا علاقة له بالطريقة التي تعتني أو تتعامل بها الأم مع رضيعها، ولا ذنب لها ولا للأب في التسبب بمعاناة الطفل تلك. لكن ما على الأم إدراكه هو أن الطفل في نوبات المغص والبكاء يكون أكثر حساسية لما يدور حوله من أمور قد تكون مزعجة له بالمقارنة مع ما يتفاعل به الطفل في حالاته العادية أو ما يُحس به عادة بقية الأطفال الرضع الآخرين إزاء تلك الأمور.
* بكاء المغص ولا يُوجد اتفاق حول تعريف تلك النوبات بعبارات طبية دقيقة، لكن يُعتبر بكاء الطفل من نوع بكاء المغص حينما يبكي بشدة متكررة أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، لمدة تزيد بمجملها عن ثلاثة ساعات يومياً، خلال أكثر من ثلاثة أسابيع في الشهر الواحد. وتظهر نوبات بكاء مغص الطفل baby colic عادة في الفترة بين الأسبوع الثالث والسادس بعد الولادة. ويُصاب بها في الغالب الأطفال الذين يرضعون بالقارورة، لكن حتى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من ثدي الأم عُرضة لتك المعاناة. وغالباً ما تزول عند بلوغ سن ثلاثة أشهر، بشكل مفاجئ أحياناً. وفي نوبات المغص تلك، قد يبكي الطفل بشكل متواصل أو بشكل متقطع لمدة قد تزيد عن ثلاث ساعات طوال اليوم. وتختلف شدة بكاء الطفل الواحد من آن لآخر، كما تختلف الشدة في البكاء بين الأطفال. وكلما بكى الطفل، فإنه سيبتلع الهواء، ما يزيد من كمية الغازات في بطنه، ويزيد بالتالي من معاناة المغص تلك. وبالرغم من أن نوبات المغص تلك، والبكاء المصاحب لها قد تظهر أو تزداد سوءا عند حلول المساء، إلا أن الأمر قد يحصل في أي ساعات النهار.
الروابط المفضلة