هي مدينة ذات مناخ معتدل وطبيعة جميلة وخلابة
تغنى بها الشاعر القدير الأستاذ " علي محمد أحمد " في قصيدة { من وحى سوسه } فقال ..
أرأيت سوسة وألأصيل يلفها :: :: في حلة نسجت من ألأضواء
أما أنا فلقد أخذت بسحرها :: :: لماوقفت هناك ذات مساء
حدقت في أرجائها من شرفتي :: :: فعشقت منظر هذه ألأرجاء
فالبحر يبدو من أمامي موغلا :: :: :: في ألأفق والجبل ألأشم ورائي
والشمس تسكب في الغروب أشعة :: :: حمراء فوق اللجة الزرقاء
هبطت إلى سطح المحيط فنصفها :: :: يبدو عليه ونصفها في الماء
عزمت عن الكون الرحيل فخضبت :: :: أفاقه بدموعها الحمراء
وهنا على شطآن سوسة يالها :: :: من جنة سحرية ألإغراء
نامت على البحر الجميل كضبية :: :: مذعورة هربت من الصحراء
عذراء في يوم الزفاف تهيأت :: :: للعرس وإنتظرت على إستحياء
يسري نسيم الليل طلقا ناعما :: :: ينساب من رياضها الغناء
وعلى التلال أشعة وردية :: :: ساحت كأقداح من الصهباء
وعلى النخيل من الأصيل غلالة :: :: فتانة ألأصباغ ذات بهاء
تبدو الطبيعة فيه أجمل ماترى :: :: فيسائر الأرجاء و ألأنحاء
يابحر أغفى أهل سوسة كلهم :: :: وتمردت عيناي على ألأغفاء
لم يبقى غيري في الشواطئ ساهرا :: :: تحت الظلام مفزع ألأحشاء
أعرفتني يابحر أني صاحب لك :: :: منذ عهود طفولتي ألبيضاء
كم همت في ألأسكندرية شاردا :: :: أفضي إليك بحيرتي وشقائي
وهنا بسوسة قد لقيتك ثانيا :: :: وكذا الحياة تقارب وتنائي
بح لي بنجواك القديمة وأرولي :: :: سرالحياة وقصة ألأحياء
حضنت شواطئك الحضارة طفلة :: :: فحفظت منهاأغرب ألأنباء
وعرفت ماللشرق من فضل على :: :: أجناس أوروبا ومن آلاء
ورأيت طارق عابرا في فلكه :: :: يطوي عليك غوارب ألأنواء
وكتائب العرب الكرام ورائه :: :: وبرق فوق ألأوجه السمراء
صف لي ك كيف أفلح ركبهم :: :: نحو الشمال فإنهم آبائي
حملو الهدى والنور في ايمانهم :: :: للغرب وهو يعيش في ظلماء
يا أرض سوسة في خميلك شاعر :: :: يشدو وأنت خميلة الشعراء
أقبلت أنشد في هدوئك سلوة :: :: وهربت من صحبي ومن أعدائي
فشربت من فمك الصفاء سلسبيلا :: :: وشعرت بالسلوى تعالج دائي
رفقا بزائرك الغريب وإن أكن :: :: فيما ذكرت وقعت في ألأخطاء
عندما جاء الرومان ليبيا في القرن الأول قبل الميلاد أطلقوا على تلك المنطقة منطقة المدن الخمس
لاحتوائها على خمسة مراكز عمرانية كبيرة هى ..
أبولونيا " سوسة "
قورينا " شحات "
طلميثه " بطوليمايس "
يوهيسبرديس أو برنيقي " بنغازي "
توكره " العقورية "
سوف نتكلم عن أهم هذة المدن الخمس القديمة والتي أصبحت عاصمة لهم في لحقبة من الزمن
" مدينة سوسة "
هي مدينة ساحلية تقع في الجانب الشرقي لليبيا وعلى بعد 20 كم من مدينة شحات
ويمكن الوصول اليها عن طريق مدينة درنة او عبر الطريق الساحلي عبر رأس الهلال
وهي مدينة جميلة تتمتع بموقع سياحي جذاب من الناحية الطبيعية
فهناك البحر و الجبال اضافة الى المدينة الاثرية
اعتبرت إحدى المدن الخمس في العهد البلطمي وإحدى المدن العشر في العهد الروماني،
وسميت بهذا الاسم لأنها لم تكن ألا ميناء تابعا لمدينة كيريني " شحات "
تستغله للاتصال بالعالم الخارجي بسبب المقومات الطبيعية التي يملكها ذلك الميناء،
اشتهرت هذه المدينة منذ نهاية القرن السابع ق.م انها ميناء لمدينة كيريني قوريني- شحات
وذكرت بهذا الاسم في الكتاب المنحول عن الجغرافي سكيلاكس في القرن الرابع ق.م.
وفي العصر البطلمي ازدهر هذا الميناء وتطور الى أن أصبح مدينة
ولاسيما في عهد الملك ماجاس (300-250 ق.م.)
وخلال هذا العصر ولد في هذه المدينة الفلكي " إراثوسثينيس "( 276-194 ق.م )
الذي استطاع قياس محيط الأرض، وكان أمينا لمكتبة الإسكندرية.
ويبدو أن المدينة لم تنتهِ بعد الفتح الإسلامي حيث استقر بها بعض المسلمين لفترة من الزمن
حيث عثر على نقش عربي في صالة قرب الكنيسة الوسطى،
وقد لفتت آثار سوسة انتباه الكثير من الرحالة والمهتمين بالآثار، وبدأت أعمال الحفر والتنقيب فيها منذ مدة ليست بالقريبة
وأسفرت تلك الحفريات والتنقيبات عن ظهور الكثير من معالمها فضلاً عن اللقى الأثرية
مما دعا إلى تخصيص متحف تعرض بداخله القطع التى وجدت بالمدينة.
وفي سوسة يوجد حوض للملكة " كيلوبترا " التي كانت تستمتع به عند زيارتها للمدينة
ويوجد جزء من آثار ابولونيا تحت مياه البحر،
ويعلل خبراء الآثار ذلك أنه نتيجة للهبوط المستمر للطبقات الأرضية عن مستوى سطح البحر مما أدى إلى غمرها بمياهه.
وعلى الرغم من هذا فانه لا يعرف التاريخ التي هجرت فيه المدينة وبقائها خالية من السكان،
وقد أدت هجرانها إلى تدمير مبانيها بسبب تضافر العوامل الطبيعية والبشرية
التي أدت إلى اختفاء الكثير منها وصارت اطلالا عبر الزمن،
ونُسيت هذه المدينة العامرة من ذاكرة البشرية حقبة من الزمن
إلى أن زارها الرحالة وتعرفوا عليها وأشاروا إلى بعض بقاياها الأثرية.
" فندق المنارة بسوسة "
يتميز فندق المنارة السياحي بموقعة الفريد و الجذاب حيث يعبر عن امتزاج الجبل مع البحر في لوحة طبيعية يصعب وصفها
وعند زيارتك للفندق ستجد إنه يطل على شاطئ البحر الابيض المتوسط برماله الذهبية مباشرة من موقعة
على أحراش الجبل الأخضر الغنية بالأشجار و المساحات الخضراء بمدينة سوسة
وبمجرد إلتفاته تجده يطل على الأثار الإغريقة و المتحف الوطني
وهو يبعد عن مدينة شحات بـ 18 كم و عن مدينة بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية 235 كم.
ويعتبر الفندق من الفنادق ذات الأربع نجوم
ومتكون من سبع طوابق بتسعين غرفة وجناح
والعديد من المطاعم و المقاهي.
انتهت جولتنا في مدينة أبولونيا القديمة ( سوسة الجديدة )
أتمنى ان تكون هذة الجولة نالت استحسانكم
دمتم بخير .. وتقبلوا تحياتي
الفالحة ..
الروابط المفضلة