:
*** *** ***
بعد حصار قريش ومحاولاتها الفاشلة في القضاء على الدعوة الجديدة عنهم
وأنهاء ما جاء به سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله علية وسلم
فكر الرسول الكريم بالهجرة الى مكان آمن يستطيع فية أداء ما كُلف به بكل أمن وراحة
وبعد أستفسار وبحث صائب وبوجود الأستعداد والتعاوناُ من قبيلتي " الأوس والخزرج "
لإيواء الدعوة ونصرتها والدفاع عنها
وبتعاون مثمر مع صحابتة عجزت قريش بكل ما تملك عن منعه من المغادرة
جاءت فكرة الهجرة .. وأتجهه بالمسير الى دار السلام ، أرض الهجرة ، طيبة الطيبة
" المدينة المُنورة "
" رجالات الهجرة "
{ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ( 37 )
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 38 ) }
" سورة النور "
بالمفهوم القرآني كلمة " رجال " تشمل الذكر والأنثى وذكرت في الآية بصفة الجمع
كناية على أن الهجرة ساهم فيها كثير من المسلمين ( رجال ونساء )
منهم من دونتهم كتب السيرة ، ومنهم من لم يذكروا.
1 - " أبو بكر الصديق " رضي الله عنه
هو أول من أسلم من الصحابة ووزير الرسول وصاحبه الذي لايفارقة
وكان رضي الله عنه يصدق الرسول في كل ما يقول دون تردد وقد وُضع في كفة ، والأمة في كفة فرجح بها،
نال هذا كله بالتصديق المطلق لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وحين أراد هذا الصحابي الجليل أن يهاجر، جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك،
فقال رسول الله عليه وسلم .. "على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي" فقال أبو بكر .. وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال .. " نعم "
واختاره صلى الله عليه وسلم أن يكون رفيقه في هجرته، واختياره هذا دليل على مكانته وحبه للنبي صلى الله عليه وسلم.
فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده أربعة أشهر .
قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة .. فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة،
قال قائل لأبي بكر .. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها،
فقال أبو بكر .. فدى له أبي وأمي، والله ما جاء به هذه الساعة إلا أمر.
قالت .. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستأذن فأذن له، فدخل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر .. " أخرج من عندك " فقال أبو بكر .. إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله،
قال .. " فإني قد أذن لي في الخروج ". قال أبو بكر .. الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " نعم" قال أبوبكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتيّ هاتين،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " بالثمن ". وخرجا من البيت خفية
وذهبا حتى وصلا إلى غار ثور حيث اختبآ من أن تلحق بهم قريش فتدركهما فتغتال دعوة الله.
*** *** ***
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق حدثهم قال ..
" نظرت إلى أقدام المشركين فوق رؤوسنا ونحن في الغار "
فقلت .. يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه أبصرنا .
فقال علية الصلاة والسلام .. " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ". الله أكبر
2 - " علي بن أبي طالب " كرم الله وجهه
ضحى هذا الصحابي الجليل بنفسة ليلة كان كفار قريش يأتمرون وشياطينهم في دار الندوة ،
وقرروا حينها أن يضربو الرسول علية السلام ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل ويتخلصون من دعوتة
فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فخرج هو وأبو بكر الى غار في الجبل،
ونام " على " في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، بات وهو يدرك أن مصيره في خطر.
إلا أن قوة الإيمان جعلته ينام مطمئنا، وحين بادروا الية قريش ووجدوه نائم مكان الرسول
قالوا أين صاحبك؟ قال: لا أدري .. فذهوبا يقتصوا أثره.
3 - " عبد الله بن أبي بكر " رضي الله عنة
هذا الصحابي كان له دور كبير ودقيق في نجاح هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب،
فقد كان يقضي يومه في مكة يخالط قريشا ويستمع إلى ما يقوله أعداء الدعوة وما يعتزمون القيام به قصد القضاء عليها
وكان ينقل هذه الأخبار إلى غار ثور حيث كان يختبئ النبي صلى الله عليه وسلم مع أبى بكر الصديق رضي الله عنه
وكان يبيت معهم، وحتى لا يعرف أثره الذي يخلفه في الطريق عندما كان ينتقل من مكة إلى الغار،
كان يمر وراءه عامر بن فهيرة ليتلف أثر قدميه حتى لا تصل إليه قريش.
4- " أسماء بنت أبي بكر " رضي الله عنها
كانت تجلب للرسول صلى الله عليه وسلم ورفيقة ( والدها ) الطعام كل يوم
وهذا ما ساعدهم هذا على البقاء مختفيين عن عيون المشركين مدة حتى يئسوا من العثور عليهما
وجاء في صحيح البخاري ، مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أن أسماء رضي الله عنها
قالت " صنعت سفرة للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين أرادا الخروج للمدينة
فقلت لأبي .. ما أجد شيئا أربطه إلا نطاقي، قال .. فشقيه، ففعلت، فسميت ذات النطاقين " .
وعن أسماء رضي الله عنها قالت: "لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر معه،
احتمل أبو بكر معه ماله كله خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم، فانطلق بها معه.
قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال: إني والله لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه.
قلت كلا يا أبت، قد ترك لنا خيرا كثيرا، قالت: فأخذت أحجارا فجعلتها في كوة في البيت كان أبي يجعل فيها ماله،
تم جعلت عليها ثوبا، ثم أخذت يده، فقلت يا أبت، ضع يدك على هذا المال،
قالت: فوضع يده عليه، فقال لا بأس، إن كان ترك لكم هذا لقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ.
قالت: لا والله ما ترك لنا شيئا، ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك" .
5 - " عامر بن فهيرة " رضي الله عنة
هو خادم أبى بكر الصديق ، كان يرعى الغنم، وكان دوره أن يمحو بأغنامه آثار قدم "عبد الله بن أبى بكر"
وإخفاء آثار اقدام اسماء ذهابا وايابا وهما في طريقهما إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه
حتى لا يستدل على مكانهما أحد حيث كان هناك الكثير من قصاص الاثر
ولولا فعل عامر بن فهيرة لإنكشف امر الهجرة من بدايته
6 - " عبد الله بن أريقط "
هو دليل الرسول في الصحراء فقد كان خبيرًا في مسالك الطرق الصحراوية الوعرة
فسلك بالرسول صلى الله عليه وسلم درباً وطريق غير معروف بالنسبة للمشركين
وكتم خبر الهجرة فلم يخن ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه رغم أنه غير مسلم حينها
وهنا تتضح جواز الاستعانة بذوي الكفاءة لإنجاح المشروع الإسلامي حتى وإن لم يكن مسلما
ويقال أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل وصاحبه في غار ثور ثلاثة أيام تقريباً
خرجا بعدها بعد أن يئس المشركون من العثور عليهما
وخرج بهما دليلهما "عبد الله بن أريقط " وسلك بهما طرقًا غير معروفة حتى دخلا " المدينة المنورة ".
*** *** ***
تقبلوا ودي .. ولنا لقاء بعون الرحمن
لأستكمال مسيرة الهجرة النبوية العظيمة
آمة الله .. الفالحة
الروابط المفضلة