جنين
جنين مدينة فلسطينية تقع جنوب شرق حيفا ، و هي مركز محافظة جنين في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية. تبلغ مساحة محافظة جنين 583 كم وتشكل مانسبته 9,7 % من مساحة الضفة الغربية الاجمالية . وقد ورد الاسم في آثار المصريين القدماء والبابليين والآشوريون، ووفقا لعلماء الآثار فالمدينة أسسها الكنعانيون في حدود 2450 ق.م. وكانت تسمى «عين جانيم» .
يبلغ عدد سكان جنين حوالي 120,000 نسمة وهذا يعني أنها ثالث مدن الضفة بسكان بعد نابلس و الخليل ،اما يبلغ عدد سكانه مخيم 20,000 وهذا غير عدد سكان المدينة. و يعتبر غالبية سكان جنين من المتعلمين والمثقفين وذوي الخبرات والشهادات العالية في الداخل والخارج. وتوجد في مدينة جنين أقلية مسيحية، حيث تجد في مركز المدينة دير للراهبات و كنيسة جميلة. و يعتبر مسيحيوا جنين من التجار المعروفين في المنطقة
المقاومة
تعتبر جنين اليوم من أكثر المدن الفلسطينية التي تؤرق الاحتلال الإسرائيلي، فمنها خرج الكثير من الشبان الذين قاموا بعمليات فدائية كثيرة داخل العمق الإسرائيلي رداً على القمع والاغتيالات والاعتقالات للقادة والشبان الفلسطينيين خلال الانتفاضة وما قبلها.
تقوم مدينة جنين على البقعة التي كانت تقوم عليها مدينة (عين جنيم) العربية الكنعانية؛ وتعني " عين الجنائن". لذلك سُميت بهذا الاسم بسبب الجنائن التي تحيط بها.
وفي عهد الرومان كان في بقعتها قرية ذكرت باسم "جيناي" من قرى سَبَسْطية. فتحها العرب المسلمون في القرن السابع الميلادي وعُرفت بهذا الاسم ( جنين) حتى يومنا هذا حيث بقت تحت مظلة الحكم العثماني لمدة اربعة قرون ابتداءا من بداية القرن السادس عشر، إلى أن إحتلت بريطانيا فلسطين سنة 1917 .
في التاريخ المعاصر، خاضت جنين بمدنها وقراها معركة الدفاع عن الوجود ضد المنظمات الصهيونية المسلحة، التي استولت في أواخر مايو 1948 على قرى زرعين، والمزار، ونورس، وصندلة، والجملة، والمقيبلة، وفقوعة، وعرانة، وحاولت الإستيلاء على مدينة جنين حيث تم تطويقها في 3 يونيو 1948 وكان عدد الصهاينة مقاتل؛ فاستولوا على معظم أحياء المدينة وتحصن المجاهدون في عمارة الشرطة في المدخل الغربي لجنين. حتى وصلت نجدة للمحاصرين قوامها 500 جندي عراقي بقيادة عمر علي وحوالي 100 من المجاهدين الفلسطينيين من القرى المجاورة.
وبعد معارك دامية في خارج البلدة وفي شوارعها وأزقتها اندحر الصهاينة، وتطهرت المدينة منهم في 4 يونيو 1948. ومع باقي الضفة الغربية دخلوا في اتحاد مع المملكة الأردنية الهاشمية، وبقيت تحت الحكم الأردني حتى احتلالها في حرب 1967.
مواقع في جنين
يوجد في جنين دوار رئيسي (دوار جنين) و يوجد فيها عمارات عالية مثل برج نفاع والنخيل .
معالم أثرية في جنين
جامع جنين الكبير
كنيسة برقين
تل تعنك
دير اللاتين
مطار المقيبلة الأنجليزي
النفق المائي الاثري ( نفق بلعمه) في مدينة جنين حيث وجدت اثار تعود للعصري الحديدي
التذكار الألماني لجنود ألمانيين طيارين قتلوا في الحرب العالمية الأولى
وهناك عشرات الخرب التي هي عبارة عن كومة من الحجارة التي كانت اما مستعمرات رومانية أو إسلامية
مقبرة شهداء الجيش العراقي الذين استشهدوا عام 48 دفاعا عن فلسطين تقع غرب قرية مثلث الشهداء القرية التي سميت باسمهم
تتميّز مدينة جنين عبر تاريخها المتعاقب، بمعالمها التراثية وصورها الفنية والمعمارية الرائعة، حيث تحكي هذه المعالم قصصاً عن حضارات تعاقبت على تعمير المدينة وبنائها، بالإضافة الى مناجاتها لأقوام كثر تتابعوا على توطين أنفسهم والزجّ بتراثهم وتاريخهم وثقافاتهم المتنوعة بأتون المدينة وترابها.
ينتصب المسجد الكبير في المدينة، وإلى جانبه مدرسة فاطمة خاتون، مثالين يُقتدى بهما في سبيل تأريخ العصور السابقة التي توالت على المدينة.
ولم تكتف المدينة بتميّزها التاريخي والمعماري والتراثي فقط، بل امتد عضد المدينة إلى أوسع من ذلك، لتشمل التضحيات الجسام التي قدمها أهالي جنين عبر التاريخ. ولم تنأ المدينة بنفسها عن باقي أرجاء فلسطين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، فها هي جنين تتقدم في مد المواطنين الفلسطينيين بما يحتاجونه من منتوجات غذائية وزراعية مختلفة، حتى سماها بعضهم سلة فلسطين الغذائية، وذلك لوجود سهل مرج بن عامر فيها.
مرج بن عامر.. سلة خبز فلسطين
سهل مرج بن عامر، ينتهي في فضاء جنين وجبال نابلس، وتقع معظم مناطق جنين الجغرافية فيه. والسهل المرج يشبه في هيئته مثلثاً قاعدته تبتدئ من سفوح جبال الكرمل عند تل القسّيس، إلى شرقي جنين وطوله نحو 46 كم.
ويُعتبر سهل مرج بن عامر سلة خبز فلسطين لملائمته إنتاج الحبوب، وكان السهل طريقاً عظيماً للأمم، فالفاتحون والغزاة مرّوا من أوديته كنهر المقطّع وممر مجدو وممر جنين (سهل عرابة). وسماه الكنعانيون بإسم سهل يزرعيل، نسبة الى بلدة يزرعيل "زرعين"، ودعاه يوسيفوس باسم السهل الكبير، وعرفه الرومان باسم سهل اللجون، وسماه العرب بمرج بني عامر نسبة الى بني عامر من كلب العرب القحطانية، وسبب تسميته بهذا الاسم تعود إلى عامر الأكبر بن عوف الكلبي، جدّ الصحابي دحيّة الكلبي المدفون في "الدحيّ" أحدى قرى المرج.
جنين .. والمسيح عليه السلام
وتُعتبر مدينة جنين إحدى أهم المناطق التي يتشكل منها سهل مرج بن عامر، حيث ازدادت المساحة الفعلية لحجم المدينة بعشرات أضعافها في الوقت الحالي مما كان عليه في السنوات السابقة.
وتقع مدينة جنين على خط عرض 32،27 شمالاً وعلى خط طول 35،18 شرق غرب، وترتفع المدينة عن سطح البحر من 125 إلى 250 متراً.
ومن المعروف أنّ البقعة الجغرافية التي تقوم عليها مدينة جنين، هي بالأساس ضمن مدينة عين جنيم (عين الجنائن) العربية الكنعانية، وكانت قرية "جيناي" محل مدينة جنين اليوم إبان العصر الروماني إحدى قرى مقاطعة سبسطية. ومن الجدير ذكره أنّ السيد المسيح عيسى عليه السلام كان يمرّ بالقرب من المدينة مراراً وتكراراً أثناء سفره من مدينة الناصرة إلى القدس ذهاباً وإياباً، وبعض الروايات التاريخية تورد أنّه قد قام بإشفاء المجذومين العشرة في جنين.
أرض التضحيات
تُعدّ مدينة جنين ميداناً لمعارك كثيرة وحروب طاحنة، ويعتبر جيش طثميس الثالث المصري من أقدم الجيوش التي دخلت السهل والمدينة، حيث كان ذلك في العام 1479 قبل الميلاد. كما وقعت حروب للفرنجة (ما سمي في الغرب بالحروب الصليبية) في هذا السهل في العصور المتوسطة.
ومن أبرز الحوادث التي وقعت في المدينة خلال العهد المملوكي هو الوباء القاتل الذي فتك بمصر وبلاد الشام في العام 746هـ، حيث لم يبق في جنين سوى عجوز واحدة حسبما ورد في الروايات التاريخية. واشتهرت جنين بأنها كانت محطة تحلّ فيها الهجن التي تحمل الثلج من دمشق إلى القاهرة أيام الحرّ إبان عهد المماليك. وفي العام 1010 هـ تولى حاكم جنين وجوارها الأمير أحمد بن طرباي، وفي العام 1882م ارتأت الحكومة العثمانية استحداث قضاء جديد في هذه المناطق، واتخذت من جنين مركزاً للقضاء المستحدث، وأصبح تابعاً لمتصرف نابلس في ولاية يبروت. وفي العام 1918م احتلها البريطانيون واستولوا على كثير من المعدات والأسرى، وفي 26 أيلول (سبتمبر) 1918 عقد الجنرال اللنبي مؤتمراً لقادة جيوشه في جنين بعد أن استولوا على فلسطين وأسرت قواته حينها نحو 50 ألفاً.
ويُعتبر مقتل الحاكم العسكري البريطاني موفيت في المدينة أهم الأحداث التي وقعت فيها، حيث أقدم شخص يدعى علي أبو عين، وهو من عائلة أبو الرب من بلدة قباطية، على قتل الحاكم العسكري موفيت في 24 آب (أغسطس) 1938 حيث عرف موفيت بعداوته وتنكره الشديدين للعرب. ومن الجدير بالذكر أنّ الشخص الذي نفّذ تلك العملية النوعية تمكّن من الفرار رغم التشديد العسكري وإجراءات الرقابة المفروضة على مبنى الحاكمية، واتخذت القوات البريطانية تلك الحادثة ذريعة لهدم سوق البلدة التجاري وتدمير الكثير من البيوت السكنية.
وخلال الفتح العربي الإسلامي للمدينة تم تغيير اسم المدينة الى بلدة جينين، وفي العام 652 هـ كانت المدينة إحدى إقطاعات الظاهر بيبرس، إذ كان قد أقطعه إياها الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام بناء على طلبه. وفي العام 679 هـ موافق 1280م ولّى السلطان المنصور قلاون الأمير بدر الدين درباس ولاية جنين ومرج بن عامر. وفي العام 740 هـ تمت عمارة الخان "الفندق" في المدينة، والذي أنشأه الأمير طاجار الدوادار.
وتمثل المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الأحتلال في مخيم جنين سنة 2002، الحدث الأبرز للبطولات والتضحيات التي قدّمها أهالي المدينة خلال العصر الحديث، حيث راح ضحية تلك المذابح العشرات من المقاومين والمدنيين الفلسطينيين الأبرياء.
المسجد الكبير .. معلم حضاري بارز
تعتبر معالم جنين كالمسجد الكيبر والذي أقامته السيدة فاطمة خاتون ابنة محمد بك السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري وزوجة لالا مصطفى باشا جدّ آل مردم بك بدمشق؛ من أبرز الصور المعمارية والتراثية الأثرية التي ما زالت قائمة على أرض جنين، لتكون شاهدة على حقبة تاريخية مهمة من عمر المدينة تمثلت بمرحلة حكم الدولة العثمانية لها.
وأنشأت خاتون تكية بجانب المسجد تقدم الطعام والشراب والمنام لطالبيها، وأقامت فيها حماماً وعشرين حانوتاً. ومن أبرز المعالم المندثرة في المدينة المسجد الصغير، وتقول الروايات إنه كان مضيافاً للأمير الحارثي أو لإبراهيم الجرار، كما ويعتبر التل وخربة عابا وخربة خروبة من أهم المعالم الأثرية التي تتغنى بها المدينة
الروابط المفضلة