* وفي ضواحي المدينة فضاءات أخرى، ومنها «ضاية عوا» وهي عبارة عن بحيرة مائية وسط الأشجار، وتعتبر من الأمكنة المفضلة لدى عامة العائلات والسياح للاصطياف والتنزه، بالإضافة إلى «ضاية إفراح» وهي من أكبر بحيرات الأطلس المتوسط وغالبا ما تكون مغطاة بالثلوج، في منظر أخاذ يسحر الألباب.
وتزخر المنطقة أيضا بالعديد من الوديان التي ينساب فيها الماء رقراقا، ويبعث الحياة والخضرة والخير على الضفاف، ومن أشهرها واد «تزكيت» و«سيدي ميمون» و«عين مرسى».
نشاطات وهوايات
* وتوفر هذه البحيرات والوديان إمكانية واسعة، أمام محبي الصيد لممارسة هواياتهم، في أفضل الظروف لوجود أنواع كثيرة من الأسماك المتنوعة. وتبقى منابع «فيطيل» و(تسمى أيضا «شلالات العذراء»)، و«راس الماء» وشلالات «زاويات واد ايفران» من أجمل الأماكن التي يقبل عليها المصطافون بكثرة للتنزه، نظرا لما تتيحه أمامهم من فرص التنزه والراحة.
لقد حبا الله هذه المنطقة بكنز طبيعي، يتجلى بالخصوص في الغطاء الغابوي والنباتي الذي يمتد فوق مساحة تشكل تقريبا ثلث مساحتها، إضافة إلى ما تتوفر عليه من تنوع ثقافي، وطابع معماري محلي متميز، وموقع استراتيجي قريب من أهم المطارات الدولية.
موقع ايفران
* وإذا كانت «كل الطرق تؤدي إلى روما» كما يقال، فإن هذا التعبير الشائع ينطبق تماما على ايفران، إذ توجد وسط المغرب، في مكان يجعل من شد الرحال إليها مهمة يسيرة، لا تستنزف الكثير من الوقت، سواء كان القدوم إليها من الرباط أو الدار البيضاء أو مراكش أو غيرها.
إلا أن أقرب مدينة إليها هي فاس التي لا تبعد عنها سوى بستين كيلومترا، وكذلك الحال بالنسبة لمدينة مكناس، بنفس المسافة تقريبا. وعلى امتداد النظر، طيلة السفر عبر الطريق البرية، تتراءى للعين تضاريس طبيعية، ولوحات حية، بألوان زاهية، دافقة، ومتنوعة.
ونسبة للاقبال الشديد الذي تشهده ايفران فإن الطاقة الإيوائية المصنفة عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، ويوجد فيها 13 فندقا، بينما وصل عدد المؤسسات غير المصنفة 11 وحدة، ويجري الآن بناء عدد من الفنادق، علما أن هناك نوعا آخر من الإقامات السكنية ومراكز الاصطياف التابعة لمؤسسات الأعمال الاجتماعية، لمختلف الهيئات العمومية وشبه العمومية والخاصة.
وتنتشر المطاعم السياحية، بمختلف أصناف وجباتها الغذائية، في كل أنحاء المدينة، وكذلك داخل الفنادق أيضا.
إن الذروة تبلغ أقصى درجاتها، في فصل الصيف، وبالضبط في شهري يوليو(تموز) وأغسطس (اب)، أما خلال فصل الشتاء، فإن شهري ديسمبر(كانون الاول) ويناير(كانون الثاني) اللذين يتميزان بسقوط الثلوج، يشكلان الفترة الأنسب للزيارة بالنسبة للكثيرين من الزوار والسياح، ليتوزع الآخرون على بقية شهور السنة وفق الأذواق والأمزجة والأوقات المناسبة لعطلهم.
ايفران عنوان الراحة
* ومن المقومات التي تجعل من إيفران فضاء مفضلا للرياضيين المحترفين والهواة على السواء، علوها عن سطح البحر ب 1600 متر، الهواء نقي جدا لا تشوبه شائبة.
هنا لا دخان للمصانع، ولا هدير للشاحنات، ولا منبهات قوية للسيارات، ولا وجود لأي مصدر للإزعاج، ولا أثر لجرائم السرقة أو النشل إطلاقا.
الحياة اليومية تمضي في شكل انسيابي متناسق، كقطعة من الموسيقى السمفونية.
موطن الهوايات الجبلية
* وكل هذه العوامل تشجع الزوار والسياح على مزاولة هواياتهم الرياضية، مثل التسلق، وامتطاء الدراجات الهوائية، والصيد، والرحلات الجبلية الاستكشافية، سواء بشكل جماعي أو انفرادي حسب الرغبة الشخصية.
وللذين يحبون رياضة الفروسية وركوب الخيل، يمكنهم الاتصال بالنادي الملكي للفروسية «في ضاية عوا»، الذي يقترح عليهم جملة من الاختيارات، مما يسمح لهم بالاستمتاع بالطبيعة، واكتشاف التراث الثقافي والرصيد المعماري، في نفس الوقت الذي يزاولون فيه رياضتهم المفضلة فوق ظهور الخيل! وتتجه الأنظار الآن إلى «مشروع المنتزه الوطني لايفران» الذي لا شك في أنه سوف يوفر فضاء جديدا لدعم وتعزيز مخططات السياحة الجبلية التي يتضاعف عدد محبيها باستمرار.
ايفران مدينة صغيرة، ولكن امكانياتها السياحية كبيرة، وتعد بالشيء الكثير بالنسبة للمستقبل.
يتبع......
الروابط المفضلة