بسم الله الرحمن الرحيم ،والصلاة والسلام على خير المرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين.
يا نسل نبي الملحمة...!!
الشاعر الإنجليزي " سوذي"* عندما وصف جيش الإسلام الذي غزا أوروبا بعد الأندلس.قال:ـ
( جموع لا تحصى .. من عرب ،وبربر، وروم ،وخوارج ،وفرس ،وقبط ،وتتر ، قد أنضووا جميعاً تحت لواء واحد .. يجمعهم إيمان ثائر ، راسخ الفتوة .. وحمية متلظية كالشرر، وأخوة مذهلة لا تفرق بين البشر .. ولم يكن قادتهم أقل منهم ثقة بالنصر بعدأن ثملوا بحمى الظفر.. وأحتالوا بتلك القوة القوية التي لا يقف أمامها شيء .. وأيقنوا أن جيوشهم لا يمكن أن يلُم بها الكِلال، فهى دائماً فتية مشبوبة كما أنطلقت أول مرة ... وآمنوا بأنها حيثما تحركت مشى في ركابها النصر والغلب ... وأنها ستندفع دائماً إلى الأمام ... حتى يصبح الغرب المغلوب كالشرق ... يطأطيء الرأس إجلالاً لإسم محمد .. وحتى ينهض الحاج من أقاصي المتجمد .. إلى أن يطأ بأقدام الإيمان الرمال المحرقة المنتثرة على صحراء العرب .. ويقف فوق صخور مكة الصلدة ..)
نعم..!! إنها.. قصة التوحد في بوتقة الإيمان، و من هذا الخليط المتجمع تتولد القوة التي لا تعرف الخور أوالتردد ..والتي تجعل البشرية تطأطأ رأسها إلى إله الناس وملك الناس. فيتساوى الأسياد مع العبيد .. وتشرق شمس حقيقة الإنسان في كل قلب .. ويعلم عندها أنه صائر بصحائف أعماله إلى العزيز الحميد.
أعظم ما تتجلى هذه القوة للرائي هي في ساحات الجهاد ..
وآيات الجهاد قرآنا يتلى إلى يو م ينفخ في الصور، وأمرٌ رباني غير منسوخ وليس لنا تعطيله .. أو تغييره .. ولا تجد عالماً في الدنيا يقول لك بمشروعية نسخ الجهاد . ولكنه الدوران والتورية حول توقيته . موجبات البدء به متى ، كيف ، أين ، ضد من ... وغيره.
المستخلص مما سبق ، أن الجهاد عقيدة وليس جنسية أو دولة.
وهو الخندق الذي تسقط فيه كل نظريات وفرضيات التجمهر لمواجهته ..وتحت مسمىأي راية سواء قيل مكافحة الإرهاب ،أو إجتثاث الشر ، أو معافبة أعداء الحضارة والتمدن ، أو ردع الخارجين عن الشرعية الدولية . او غيرها من المسميات ..
إذاً أيها الجيش المتحزب المحارب لقعيدة الجهاد ....!! أليس من المنطق أن تراجع حساباتك .. فالعقيدة مسكنها ومقرها ليس على الأرض وإنما في القلوب . وربما تلتفت فوجدتها قد أستقرت في قلوب الأهل والأقربين والجنود من خلفك ..
وهي عقيدة مقترنة بالفوز والنصر.شئت أم أبيت.لأنه ببساطة هو قرار موقع من ملك الناس.لا تملك له تحويلا.
قال تعالى : (( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجرٌ عظيم )) سورة التوبة آية (20 ـ 22).
لذلك عندما ينطق المجاهدون في سبيل إعلاء كلمة الله بكلمات معناها الحقيقي أنهم يحبون الموت بمقدار حبكم للحياة . إن لم يكن أكثر .. فالخير لكم أن تفهموا جيداً معنى هذه التعابير .. وما مداها الخطر ..
ولعل في قول باول بالأمس ينبئكم ببعض من ذلك عندما قال لكم إن كلماتهم" مفزعة..".
فهل من الأحزاب مِنْ مُدّكر.
والله من وراء القصد ،،،،
أختكم / بنت الرسالة.
===============
*من منظومة " سوذي" الخاصة بردريك آخر ملوك القوط في اسبانيا.
Southy: Roeric the Last 08 Gorths.
الروابط المفضلة