على الداعية ليجد قبولا عند الناس أن يكون قوله لينا ووجهه منبسطاً طلقاً..فللين القول أثر كبير في كسر عناد العتاة وتليين عريكة الطغاة..
فالداعية ليس بأفضل من موسى وهارون وقد أمرهما الله سبحانه بقوله:"فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" وقال في موضع آخر:"هل لك أن تزكى * وأهديك الى ربك فتخشى"..
ويقول الرب تبارك وتعالى في حق سيد المرسلين:"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"..أي لو كنت خشناً جافياً في معاملتهم لتفرقوا عنك ونفروا منك ولم يسكنوا إليك ولم يتم أمرك من هدايتهم وإرشادهم الى الصراط السوي..
ذلك أن المقصود من الدعوة الى الله تبليغ شرائع الله الى الخلق ولايتم ذلك الا اذا مالت القلوب الى الداعي وسكنت نفوسهم لديه وذلك انما يكون اذا كان الداعي رحيماً كريماً يتجاوز عن ذنب المسيئ ويعفو عن زلاته ويخصه بوجوه البر والمكرمة والشفقة..
كما ينبغي للداعي أن لايعنف أحداً أو يعلن له بالفضيحة ويشهر بإسمه على رؤوس الملأ فإن ذلك أبلغ في قبول الدعوة وأحرى الى الإستجاية والإنصياع..
بتصرف من كتاب أهمية الدعوة الى الله للشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله..
الروابط المفضلة