عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما خير للنساء ؟ .
فلم ندرِ ما نقول ، فصار علي رضي الله عنه إلى فاطمة رضي الله عنها ، فأخبرها بذلك فقالت : فهلا قلت له : ( خير لهن ألا يرين الرجال و لا يرونهن ) ، فرجع ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له : من علمك هذا ؟ ! قال : فاطمة ، فقال : إنما فاطمة بضعة مني .
و كانت رضي الله عنها رمزاً يضرب في الحياء ، و عند فاطمة نقف على حياء فريد ، حياء لا مثيل له ...
كانت رضي الله عنها بجوار أسماء بنت عميس ، و أخذت تبكي ، و ازدادت في البكاء و أسماء في دهشة من أمرها .
فقالت لها أسماء رضي اله عنها : ما يبكيكِ يا فاطمة ؟ !
و الإجابة تدهش العقول ..
إن فاطمة شغلها الحياء فجعلها تفكر فيما بعد الموت ، تفكر في أمر قلَّ أن يفكر فيه إنسان .
إن الذي يبكي فاطمة أنها عندما يأتيها الموت ، و يتم تغسيلها و تكفينها ، و تحمل على تلك الآلة الخشبية ، و يُطرح عليها ثوب فيصفها ، لقد استقبحت رضي الله عنها ما يصنع بالنساء عند حملهن لدفنهن ، فيعرف الناس طولهن و عرضهن .. تتذكر ذلك فاطمة فتبكي حياء !!! إنها الفطرة الطاهرة ..
تتعجب أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، و تتذكر بسرعة ما رأته في بلاد الحبشة ، تخبر فاطمة أنهم يحملون موتاهم على خشبة ذات جوانب و تغطى بغطاء من قماش ، و بهذا يستر الميت و هذا ما ترجوه فاطمة رضي الله عنها .
تسعد فاطمة رضي الله عنها بذلك ، و توصي أن يصنع لها مثل هذا ، و تدعو فاطمة لأسماء : ( ستركِ الله كما سترتني ) .. هل يوجد مثل هذا الحياء في الحياة و الممات ؟ ! .
هل تعتقدي أنها بعد موتها سوف تحاسب على ما يوصف من جسمها ... ؟ طبعاً لا و لكنه الحياء الذي هو شعبة من الإيمان ، و هو حلية الفتيات الصالحات ..
فما بالنا نرى ابنة الإسلام و قد ارتدت ما يصف و يشف جسمها و هي لا زالت في الحياة و محاسبة على كل ما تقوم به .. و ليس ذلك فقط بل إنها ارتدت كل ما يكشف الجسم و العورات أمام من يجوز أن تظهر أمامه بهذا اللبس و من لا يجوز لها .. فما بالنا أصبحنا إمعات لا نفكر فيما نرتدي .. و لا نفكر بأن لنا شخصية إسلامية مميزة هي كالشامة في جبين العالم إن حافظنا عليها ظاهراً و باطناً ، شكلاً و مضموناً .
إن ضعف الشخصية يبدأ بأمور بسيطة ثم يتدرج إلى أن تصبح الشخصية إمعة كما قال صلى الله عليه و سلم إن أحسن الناس أحسنا و إن أساءوا أسأنا .. و من ثمَّ يتمكن العدو من مثل هذه الشخصية التي لا تلقي بالاً لأمور دينها ..
الروابط المفضلة