يــــــازوجـــتـــي....قــد صـــرت شــيــخــة ..!
( قد صرت شيخة ) كلمة قالها الحافظ بن حجر لزوجه ( أنس ابنة القاضي كريم الدين ) قالها لها عندما لمع نجمها في العلم حتى خرج لها السخاوي أربعين حديثاً عن أربعين شيخاَ،وهذا لم يأت من فراغ.فقد كان الحافظ يحرص على تعليمها حتى أصبحت بهذه المكانة العلمية،فأين هذا الزوج من واقع اهتمام الزوج بزوجه في زماننا،وأين هذه الزوجة من واقع نسائنا في هذا الزمان اللاتي أصبحت اهتماماتهن لا تمت للعلم بصلة إلا من رحم ربي .أصبحت الواحدة من نسائنا تفرح وتسعد وتتفاخر عندما يقول لها زوجها ( قد صرت طباخة ) وتجدها تقرأ الكتب المهمة بالطبخ بجد ونهم . فهلا صُرفت بعض هذه المهمة في العلم . فشتان بين ( قد صرت طباخة ) وبين ( قد صرت شيخة ) فالله الله أيتها النساء بالجد والاجتهاد في طلب العلم . وانظري في تاريخنا الحافل بسير العالمات الفقيهات المحدثات فقد كانت النساء تهتم بالعلم أيما اهتمام حتى كانت لاتجهز العروس إلا ومعها بعض الكتب الشرعية النافعة . وذكر الذهبي في السير أن البكر كان في جهازها عند زفافها نسخة من كتاب ( مختصر المزني ) أين هذا الجهاز للعروس مما تجهز به العروس في هذا الزمان.! والعلم ليس محصوراً على الرجال فقط بل إن كثيراً من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان،ممن نفع الله بعلمهم طلبوا العلم على أيدي النساء . فعلى سبيل المثال لا الحصر الإمام الزهري والإمام مالك والإمام أحمد والإمام أبو سعد السمعاني الذي سرد تسعاً وستين محدثة وراوية للحديث سمع منهن أوكتبن له إجازة بمروياته، والحافظ ابن عساكر الملقب بـ ( حافظ الأمة ) أخذ الحديث عن بضع وثمانين محدثة من النساء ، وقد ألف رحمه الله رسالة في سيرهن فيفاخر أمتنا بهؤلاء النسوة اللاتي بلغ علمهن هذا المبلغ العظيم . ...
وأحيل على كتاب نافع في هذا الموضوع للشيخ مشهور بن حسن حفظه الله بعنوان ( عناية النساء بالحديث النبوي )
وهذا والله أسأل أن يجعلنا وإياكم ممن اقتدى بهن وعمل على نصرة هذا الدين ...
اللــــهـــم آمـــــيــن
وعاقبة الصبر الجميل حميدة
وأفضل أخلاق الرجال التدين
ولا عار إن زالت عن المرء نعمة
ولكن عارا أن يزول التدين
الروابط المفضلة