ذكر لي أحد الدعاة المشهورين هذه القصة يقول:
جاءني رجل فلبيني وقال لي:
أسلمت في الفلبين ورأيت الحياة الحقيقية والسعادة الأبدية بعد دخولي هذا الدين الحق، بدأت أدعو إلى الله وإلى دينه القويم، أسلم على يدي عدد كثير كان من أهمهم زوجتي وأقاربي، صرت بعدها أتشوف للبلاد التي خرج منها هذا الدين العظيم ودعاته المخلصين، وأصبحت أتحيّن الفرص للذهاب إلى بلاد الحرمين؛ لأرى المسلمين وأعيش معهم وأذهب إلى مكة والمدينة وأقابل العلماء الناصحين هناك.
جئت إلى هنا بتأشيرة سواق وزوجتي بتأشيرة خادمة، وبدأت العمل مع كفيلي بكل جد وإخلاص، ومع مرور الأيام لاحظت أن كفيلي لا يصلي في المسجد، بل حتى الجمعة لا يصليها، وتبين لي بعدها أنه لا يصلي مطلقاً، بدأت في نصحه وحثه على الصلاة وبينت له مكانتها في الإسلام ولكن دون جدوى، أما زوجته فعندما تركب معي لأوصلها وترافقني زوجتي لتنتف الخلوة ألاحظ عليها عدم المبالاة بالحجاب وعندما نصحتها ذات يوم قالت لي بلغتها الإنجليزية المكسرة (هذا ما هو شغلك).
مرت الأيام ونحن نواصل النصيحة لهذه الأسرة المسلمة بالاسم، أنا من جهة وزوجتي من جهة أخرى ولكن دون فائدة، وليت الأمر توقف عند ذلك لكنه تعدى حتى طال زوجتي، فبعد أن كانت زوجتي تقوم الليل وتحرص على العبادات أصبحت تتكاسل عن ذلك وتتثاقل في أداء الطاعات.
لذلك قررت أن أنقل كفالتي لأي جهة تعتني بالدعوة إلى الله لمواصلة وظيفتي الأولى وإن لم أجد فسأعود إلى بلادي لمواصلة الدعوة إلى الله هناك والعمل لهذا الدين الذي خرجت به من الظلمات إلى النور.
قال أبو غريب: لا يعرف الإسلام من لم يجرب الجاهلية، وكما قيل (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء) يراها غيرهم ولا يرونها إلا عندما تفارقهم، فأعظم نعمة امتنّ الله بها علينا هي نعمة الدين، ولذلك لا يعرف كثير من المسلمين قدرها لأنهم لم يجربوا غيرها، فلم يجربوا تناقض النصرانية وعنصرية اليهود وتخلف الهندوسية وقذارة السيخ... الخ، أسال الله أن يمن على المسلمين بالهداية والتوفيق والثبات على هذا الدين حتى الممات، والسلام.
منقول
الروابط المفضلة