عندما يقول الحق لعيسى عليه السلام هذا الكلام يأتي جواب عيسى منكرا على الذين قالوا هذا القول انهم مبلغون عنه فيقـول :
{ قال سبحانك ما يكوون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا اعلم ما في نفسك إنك انت علام الغيوب } ..

و يبدأ كلام عيسى بأن ينزه الله سبحانه و تعالى من أن يكون هناك معبود سواه فيقول الحق : { سبحانك } .. اي تنزهت و تعاليت عن ان يكون هناك معبود غيرك في هذا الكون ثم يؤكد عيسى صدق بلاغه عن الله فيقول :
{ ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق } ..

اي ان عيسى يقول يا ربي تعلم كل ما نطقت به فإذا كنت قلت مثل هذا الكلام فلا بد انك علمته وان كنت اخفيته في نفسي و لم اقله و لكنني اعتقدت به و لم اظهره لأحد فأنت يا ربي علمته ايضا لأنك يا ربي :
{ تعلم ما في نفسي و لا اعلم ما في نفسك إنك انت علام الغيوب } ..

ثم يعطي عيسى عليه السلام البيان الحق لما قاله :
{ ما قلت إلا ما امرتني به اعبدوا الله ربي و ربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم و انت على كل شيء شهيد } ..

و هكذا نجد في القرآن الكريم صورة لما سيحدث يوم القيامة من شهادة الرسل على انهم بلغوا عن الله و كانوا صادقين في بلاغهم و يتم هذا قبل ان يبدأ الحساب حتى تكون المحاسبة قد سبقها بلاغ الرسل و وصول هذا البلاغ إلى الوافقين في يوم الحشر ليحاسبوا و ذلك مصداقا لقوله تعالى :
{ و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } ..

و ليشهد كل من في يوم الحشر على صدق بلاغ الرسل .

و بعد ان تنتهي شهادة الرسل بأنهم بلغوا يبدأ الحق سبحانه و تعالى يسأل الاشياء التي اتخذها الكفار آلهة من دون الله و هل هذه الاشياء هي التي ادعت الالوهية ؟ ..ام ان الكفار هم الذين اختاروها آلهة لينفذوا اهواءهـم ..

و شكـرا