- دعني أغوص في داخلك ..؟
امنحني فرصةً لطالما حاولت إيجادها ..؟!
لا تهرب من بين يدي اللتين
لا تريدان منك إلا ثواني معدودة ..!!
أعلم أنني ( بشر ) لا تحبذه ( الآن ) ..!!
فأنت تريدني فقط ( لاهياً ) ..
و ( ساهياً ) .. و ( غافلاً ) ..!!
أما أنا فأريدك ( جاداً ) و ( يقظاً ) .. و ( ذاكراً ) ..!!
لماذا تتنصل من كل حرف صدق أسديه إليك ..؟!
هل الحق يُرفض فقط لأنه ( مني ) ..
أم أنها نفسك الجموح ..؟!
أعلم أنك تريد الفكاك .. وترغب
بغفوة على الطريقة السباتية ..!!
ولكن لن أدعك هذه المرة تفلت مني ..
وسأكون معك ( لحوحاً ) حتى
تستقر أحرفي في سويداء قلبك .. فأنت لا تجيد
أي شيء أمامي سوى التثاؤب
المتعمد .. وطالما قطعتُ جملي استشعاراً لرغبتك
في قطعها .. ولكن وجدت أنه من
الواجب أن لا أمنحك حيزاً من سرداب مظلم
يقودك لآخر مكفهر ومعتم ..!!
أخي : أسألك بمن أوجدك من عدم ..
لمَ تصر على معاقبة نفسك بـ ( نفسك ) ..!!
ولمَ تدع صحائفك تعبأ بذنوبٍ كالجبال
وأنت أكثر البشر علماً بأنها من القواصم ..!!
هل رخصت نفسك عليك ..؟!
هل غرتك دنياك ( الفانية ) .. أم شبابك
( المؤقت ) .. أم صحتك ( اللحظية ) ..؟!
أم أنك ذو مالٍ .. وترغب أن تتلذذ
بإزهاقه في أحط الأعمال ..؟!
عجباً يعتريني .. ونزوةً تكتسيك ..!!
فلطالما أسديت لك نصحاً .. ورددته عليّ قدحاً ..!!
فما ضرني حرصي .. وما نفعك قبح لفظك ..!!
ولكنني أهوى الأوبة نحوك لا لخوض
معركة مع ذاك المريد القابع داخلك ..
ولكن لصرخة نازفة في داخلي ملحة ..
ولإسكات نفسٍ متأججة اقتحمتُ
بفضولٍ وبتعمدٍ حواجز كن مراراً يقفن ضدي
ويمارسن معي نوعاً من الحياء ..!!
حياء في غير محله .. ونزعة نحو الرحيل ..
وتبقى أنت خالٍ من فضيلة ..!!
فإن استطعت سابقاً أن تعطل أذنيك ..
وتوصد قلبك .. فسيأتي اليوم الذي لن
تسطيع فيه أن تسمع رغم أنك تملك أذنين ..!!
وسيأتي اليوم الذي ترغب فيه أن تخشع ..
وستبحث عن قلبك .. وحينها لن
تجده إلا كتلة من ران .. أو بقعة من سواد ..!!
وإلى الله المعاد .. يا هامشاً في أطراف الحياة ..
يا لحظة متعة .. وبرهة شهوة .. وهنيهة طيش .. !!
فهل يطيب العيش وأنت خارج أسوار الفضيلة ..
بظاهر هش .. وبباطن أجوف ..!!
هل سرك حالك .. واكتفيت بما أنت عليه ..؟!
أم أنك غير قادر على البدار.. ؟!
وقبل أن يسدل الستار .. أقول :
ما خُلقت النار عبثاً .. وكفى بالموت واعظاً ..!!
فلو عمرت ملايين السنوات .. لربك ستعود ..
وسترى ما يحزنك ..!!
فهل تدع نفسك تخوض تلك
التجربة على هذه الحالة ..؟!
أتمنى أن أسمع ردك .. ولكن :
فعلاً .. لا قولاً ..!!
------
هوجاس
الروابط المفضلة