كلمة نرددها دائما بوعي او بدون ذلك رما يكون اعتياد لساننا على ذلك فهل هناك خيرة بالفعل؟؟
هناك قصة مشهورة عن رجل حكيم سافر مع رفاقه وكان كلما وقع له امر لايعجبه رضي وقال "خيرة" وتكررت منه الكلمة بتكرار المواقف الى ان ضاق منه رفاقه وارادوا ممازحته فاتفقوا على اخفاء بعيره, ثم يخبروه انه شرد ولم يجدوه.. فما كان منه الا ان اجاب الجواب نفسه المعروف مسبقا "خيرة" "! تفاجاوا بقوله ثم ضحكوا على بروده - في نظرهم- وفي الليل هجم عليهم مجموعة من قطاع الطرق فاخذوا جمالهم باحمالها وهربوا فلم يستطيعوا اللحاق بهم...
فما كان منهم الا ان اخرجوا جمل صاحبهم بحمله من مخباه وهم يصيحون "خيرة..خيرة"
القصة فيها اكثر من مغزى .. فنحن حين ننظر الى الامور بمنظورنا القصير نتالم ونتضايق من امور كثيرة ونتمنى ان لم تكن , ولا ندري لعل الله كتب في ثناياها الخير لنا...
فكري اخيتي في حياتك السابقة وتذكري بعض الامور التي حصلت لك سابقا وبكيت منها واسودت الدنيا في عينيك وقتها- ثم بعد مرور ايام او سنوات تبكين فرحا ان الله سخرها لك بهذا الشكل!!
اننا نعتقد اننا نعرف مايصلح لنا ونتصرف بناء على ذلك لذا نتالم ان لم يحصل لنا مرادنا لاعتقادنا فوات مانرجوه ... لكننا لانعلم ان مايقدره الله دائما هو الخير لنا سواء عرفنا في وقته ام لا فصبرنا لن يضيع سدى عند من لايظلم مثقال ذرة....
ولا ننسى قصة ام موسى فروعة ضياع طفلها في البحر حتى صار فؤادها كما وصفه الله (فارغا) عن كل شئ الا التفكير فيه ...كانت تلك المصيبة- في ظاهرها- خيرا لها وله فكيف كان سيصل الى قصر فرعون حتى يحظى بحمايته من القتل لولا المرور عبر قنطرة - الابتلاء...
وكم من فتاة بكت على عدم قبولها في الجامعة وتالمت جدا من ذلك ثم لملمت شتات نفسها وسلمت قلمها تكتب او فرشاتها لترسم او هواية تحبها فنمتها حتى برعت فيها ودخلت من خلالها الى ميادين لم تكن تحلم بالوصول اليها لولا ممارستها لهذه الهواية بجد....
وهناك ايضا قصة الشاب الذي كان يعاني من امراض بدنية خطيرة وهو في حياته راضي ومطمئن ثم كتب الله عليه ان يصاب بحادث سيارة شنيع!! هل تصورت وضعه الان؟؟ بعد ان افاق من الغيبوبة .. وجد نفسه قد شفي من كل امراضه التي شاركته حياته فكان الحادث - الذي هو بمنظورنا شر- خيرا له
وقيسي على ذلك كل مشكلة تمر بك .. وابحثي عن الخير الذي في ثناياها.. وحين نعتقد في قرارة انفسنا - بصدق- ان ما كتبه الله هو خيرا لنا سنرتاح كثيرا, بل سننظر الى الامور بتفاؤل وان وراءها خير مختبئ فنسعد ونطمئن...
كل مايمر بك عزيزيتي ثقي انه خير وحاولي تلمس الاسباب فقولي: لعل الله اراد لي كذا من هذه الازمة.. وستجدينها انشاء الله خير مما تصورت مع ثبوت اجر الرضا بالقضاء ولنردد منذ هذه اللحظة على أي مكروه اصابنا "خيرة..خيرة" ولنقولها بصدق واخلاص
الروابط المفضلة