مساكين هم من تركوا القرآن واجهدوا انفسهم في البحث عن طريق آخر يوصلهم إلى الله..
ياحسرتهم عندما يجدون أن ماكانوا يبحثون عنه كان في متناول أيديهم!
قال خباب بن الأرت:تقرب الى الله مااستطعت، فإنك لن تقرب الى الله بشيئ أحب اليه من كلامه..
فالقرآن له تاثير عجيب على القلوب الحية:"وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا"..
ولو أردنا مثالا لما يمكن أن يحدثه القرآن في القلوب، لوجدنا جيل الصحابة أمامنا، وقد يقول قائل:إن التغير الضخم الذي حدث في قلوب الصحابة وأنعكس على واقعهم كان بسبب وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم!
يقول سيد قطب في الرد على مثل هذا القول:لو كان وجود شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم حتميا لقيام هذه الدعوة وإيتائها ثمراتها ماجعلها الله دعوة للناس كافة وماجعلها آخر رسالة وماوكل إليها أمر الناس في هذه الأرض الى آخر الزمان..
ولكن الله سبحانه تكفل بحفظ الذكر وعلم أن هذه الدعوة يمكن أن تقوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمكن أن يؤتى ثمارها فأختاره الى جواره بعد ثلاثة وعشرين عاما من الرساله وابقى هذا الدين من بعده الى آخر الزمان..
إن النبع الأول الذي استقى منه ذلك الجيل هو نبع القرآن، فما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه إلا أثرا من آثار ذلك النبع!
فعندما سئلت عائشه رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت:كان خلقه القرآن..
فهذا القرآن لم يجيئ ليكون كتاب متاع عقلي أو كتاب أدب وفن ولاكتاب قصة وتاريخ-وإن كان هذا كله من محتوياته-إنما جاء ليكون منهاج حياة..منهاجا إلهيا خالصا..
ّّ~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~المرجع عن كتاب الإيمان أولا فيكف نبدأ به~
الروابط المفضلة