شاب مبدع نجح في استخدام الانترنت كوسيلة للدعوة عبد الله سعيد:
الوطن ـ واشنطن: للشباب ابداعات وطاقات مكنونة بحاجة الى من يفجرها ويطوعها في الصالح العام، ومرحلة الشباب فترة حيوية مليئة بالنشاط والانتاجية لو وجدت البيئة الخصبة.
عبد الله سعيد طالب في علم هندسة الحاسب الالي وعلوم الكمبيوتر في الولايات المتحدة يبلغ من العمر عشرين سنة فكر في تسخير علوم الكمبيوتر والاستفادة من هذا المجال الحيوي في الدعوة الى الاسلام. فماذا فعل الطالب المبدع؟ وكيف نجح في تحقيق طموحه؟
☩ نرحب بك ونريد ان تعطينا نبذة عن الفكرة وكيف تطورت؟
ـ كانت تراودني فكرة عمل موقع دعوى من خلال الانترنت، نظراً للاقبال على الكمبيوتر في كل بقاع الارض، ولاعتقادي ان الموقع الالكتروني له جمهور كبير ومن مختلف اللهجات والديانات والثقافات والجنسيات.
وبدأت بعمل موقع صغير بمواد قليلة، بدأ ينمو الموقع حينما انضم له بعض المتطوعين، وبعدها عرضت فكرة الموقع على الدعاة الافاضل في التجمع الاسلامي في امريكا الشمالية فرحبوا بالمشروع، وبعد الانضمام للتجمع الاسلامي (IANA) صرنا نمارس دور دعوى جيد لله الحمد واصبح موقع www.islamway.com له جمهور واصبح موقعاً ثقافياً وعلمياً وتربوياً شاملاً بالاضافة الى الاهتمام بدعوة غير المسلمين عبر الانترنت.
☩ حدثنا عن الموقع ومدى انتشاره؟
ـ موقع طريق الاسلام هي اكبر مكتبة صوتية عربية على الانترنت، والغرض من انشائها هو نشر الدعوة الى الله بين المسلمين وغيرهم والموقع اشبه ما يكون بالاذاعة وهو يتبع التجمع الاسلامي في امريكا الشمالية وقد بلغت الاذاعة (الموقع) بفضل الله تعالى عامها الثالث ووصلت الى المرتبة الاولى على المواقع الاسلامية تبعاً لتصنيف اليسكا العالمي وقد اختيرت ايضا من ضمن افضل عشرة آلاف موقع عالمي في الشهر الماضي حيث بلغ ترتيبها 6999 على جميع المواقع العالمية.
يرتاد الموقع يومياً آلاف الزوار من مختلف دول العالم بداية بأمريكا وكندا وانجلترا والدول العربية مروراً بالدول الصغيرة كجزء القمر وموريشوس وغيرها.
ويقوم الزوار بالاستماع لقرابة الـ 12 الف ساعة صوتية يوميا في شتى اقسام الموقع بلغاته الخمس: العربية والانجليزية والفرنسية والهولندية والاوردية.
☩ الى اي مدى يسهم موقع طريق الاسلام بالدعوة؟
ـ يتوفر بالموقع اكثر من خمسة آلاف ساعة صوتية تتنوع بين تلاوة قرآنية ومحاضرة وخطبة ونشيد.. مما يعد للبعض مصدراً للوصول للدروس الدعوية والتربوية والاجتماعية.. فإذا كنت تبحث عن امر فقهي فما عليك الا فتح ركن الفقه واصوله لتستمع لمحاضرة كاملة حول ما تريد تعلمه.. وكل هذه المحاضرات مبوبة ومفهرسة حسب موضوعاتها.
وركن المقالات التي تتنوع في طريقة عرضها وموضوعاتها وركن موسوعة الفتاوى الذي يعد مرجعاً للكثير من الزوار للتعريف على الكثير من القضايا التي يريدون الاستفسار عليها.
وكذلك يوجد قسم خاص للنساء سواء المسلمات او غيرهن وقد بدأ هذا القسم تجاوبا مع الاقتراحات التي قدمها بعض العاملين بالموقع بعد ملاحظة كثرة دخول غير المسلمات للاسلام من خلال موقعنا، وبالفعل فإن هذا القسم الان يعد من انشط الاقسام بالموقع وقد اشترك به اكثر من 886 فتاة بين مسلمة وغير مسلمة في الكتابة والنقاشات الدائرة حول الكثير من القضايا الخاصة بالمرأة من وجهة نظر اسلامية.
ولا يتوقف العمل في الموقع على اضافة المواد الصوتية له بل تم فتح قنوات عديدة بين زوار الموقع وايضا المشرفين عليه من خلال ساحات الحوار.
وهي منبر التعارف الحي بين زوار الموقع ومساحة للتعرف على وجهات النظر المختلفة والرسائل البريدية الالكترونية. وكذلك قسم خاص بدعوة غير المسلمين يقوم عليه بعض الاشخاص اصحاب الخبرات في مجال الدعوة الى الله مع غير المسلمين.
☩ ما مدى تجاوب غير المسلمين مع الموقع؟
ـ يسر الله سبحانه وتعالى لنا دخول اكثر من 30 شخصا في الاسلام من خلال الموقع وهذه النسبة في ازدياد بشكل كبير ففي الشهر الماضي فقط دخل اربعة للاسلام (مهندس من كندا وطبيبة من المكسيك وطالبتان من امريكا وكندا) من خلال الموقع بفضل الله تعالى.
وتصلنا الكثير من الرسائل من اشخاص لديهم الرغبة في التعرف على الاسلام ونحاول دائما الاجابة على اسئلتهم وازالة الشبهات الدائرة حول الاسلام من اذهانهم.
وقد تصلنا احيانا رسائل شكر من مسلمين جدد دخلوا الاسلام من فترة قريبة معبرين فيها عن تقديرهم للموقع ودوره في تعريفهم بالاسلام... وقد وصلتنا ذات مرة رسالة من اخت مسلمة تقول ان للموقع فضلا كبيرا في تعرفها على الاسلام حيث انها قرأت عن هذا الدين لاول مرة في موقعنا والحمد لله.
وقد لاحظنا في اثناء خوضنا لغمار هذه التجربة المثيرة ان الكثير من غير المسلمين يكون لديهم رغبة شديدة للدخول في الاسلام لكن يمنعهم الخوف من مجتمعاتهم او الرهبة والخجل من التواصل مع المسلمين لذلك عمدنا دائما لاظهار اكبر قدر من الحفاوة للتقدير لغير المسلمين ومتابعتهم دائما وتلبية رغباتهم قدر المستطاع.
☩ الدعوة على الانترنت وكيف نقيم الدعوة للاسلام من خلال الانترنت؟
ـ لا اكون مبالغا اذا قلت ان جزءا كبيرا من مستقبل الدعوة الاسلامية في هذا العصر سيعتمد بقوة على مدى انتشار العلماء والدعاة على هذه الشبكة... وقد اثبتت بعض الدراسات الاحصائية الامريكية ان الانترنت ستكون بديلا في المستقبل القريب عن وسائل الاعلام الاخرى المشابهة.
كالراديو والتلفاز خاصة مع التطور المذهل في عالم الانترنت الذي ننشده في الوقت الراهن. وقد تنبه الدعاة الى الله في امريكا الشمالية ودول اوروبا الى ذلك فكثيرا ما تسأل مسلما جديدا كيف تعرفت على الاسلام لاول مرة فيقول لك: من خلال تصفح مواقع الانترنت... لانه وللأسف الكثير من وسائل الاعلام الغربية تعمد الى تشويه صورة الاسلام والمسلمين وربط الدين بالارهاب فلا يستطيع الغربي معرفة الاسلام الا من خلال مصادر هذه الشبكة بتصفح المواقع الاسلامية.
ويتوجب على الدعاة الى الله بمختلف اهتماماتهم وخبراتهم ان يتحركوا للدعوة عبر الانترنت من خلال مختلف القنوات وهناك من الدعاة من فطن لهذا الامر وبدأ في العمل والمرحلة الحالية يجب ان تتسم بالتنظيم والتنسيق ليخرج الاسلام للعالم كله ويتحقق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين، بعز عزيز او بذل ذليل...).
☩ خطة المهتدي الجديد...
هل لديكم خطة للتعامل مع المهتدي بعد اسلامه؟
ـ بالتأكيد فبعد اسلام المهتدي نقوم باعطائه درسا مكثفا وسريعا عن الصلاة يستغرق بين الـ 20 دقيقة والساعة حسب قدراته على الاستيعاب ليتمكن من اداء الصلاة ثم نبدأ في البحث عن اقرب مركز اسلامي موثوق لندله عليه حيث اننا نؤمن دائما بأهمية التواصل المباشر بين المهتدي الجديد والمسلمين من حوله. ودائما ما نحرص على الدعم المعنوي والمادي لهذا المهتدي الجديد بالسؤال عنه من وقت لآخر وارسال هدايا له وذلك ما يسمى بالحقيبة الدعوية والتي تحوي بعض الهدايا والملابس في حالة الاخوات، ومثل هذه الهدايا تترك اثرا نفسيا عميقا في نفس المسلم الجديد خاصة في مجتمعات الغرب التي يفتقد الكثير منها من معاني الحب والود والتهادي.
☩ حلم الاذاعة..
وما هي تطلعاتكم المستقبلية؟
ـ اننا نحرص على ان يكون موقعنا هو من اول المواقع الاسلامية حرصا على الاهتمام بغير المسلمين ومراعاتهم وان يكون مركزا لتعريف غير المسلمين من خلال الانترنت بدين الاسلام من خلال الصوت والصورة والنص... ونحن حاليا نعمل جاهدين على تطوير هذا الركن وجعله يرتقي بشكل يزيد من اقبال الناس عليه بتيسير الله عز وجل لينتشر هذا الدين بين الغربيين او ننجح على اقل تقدير في محو الصورة الخاطئة في اذهان الكثير عن الاسلام.
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة