معوقات العبادة السبعة!!!
أخواتى بالله سلام الله عليكن و رحمته و بركاته و بعد:
إليكن هذه الكلمات التى لامست قلبى و أشغلت ذهنى بعد سماعى لمحاضرة للشيخ سعيد بن مسفر جزاه الله عنا كل خير. و كان الموضوع عن المعوقات السبع. و بدأ حديثه بسرد الحكمة من خلق الله الدنيا و تسخير المخلوقات كلها لعبادة الله وتعظيمه. كما أنه خلق الإنس و الجن لعبادته و خصصهم من دون الباقى بالجزاء و العقاب لأنهم منحوا الإرادة وأما بقية المخلوقات تعبد الله و تسبحه و لكن لا إرادة لهم. فلذلك كان الجزاء بالجنة و العقاب بالنار لكل من الإنس و الجن.
و من ثم إستطرد موضحا المعوقات السبعة التى تلهى العباد عن العبادة و الطاعة فوجدت أن أكثرنا انغمس بها دون أن يشعر فإلى الله المشتكى .
أولى هذه المعوقات: المآكل, فإن معظم الناس لا هم لهم سوى الأكل و ألوان الطعام و أشكاله حتى أنهم خصصوا ميزانية كبيرة من معاشاتهم لأجل إشباع هذه النفس التى لا حد لها. و ياليتها توقفت على الطبخ و الأكل فى البيوت إلا أن معظم الناس لا هم لها سوى أن تجرب المطعم الفلانى و البوفيه العلانى. فلننتبه يا أخواتى لخطورة ما نقع فيه و نحسبه هينا و هو عند الله عظيم. فقد مات رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و التسليم و أهله و لم يشبعوا من خبز الشعير و نحن نكاد نموت من كثرة البدانة و الأكل.
الثانى: كثرة المشروبات و أنواعها فأصبحنا نرى العجب العجاب فى التنويع الضخم من المشروبات و الإنشغال فى معرفة مكوناته و كما تفضل الشيخ بأن الواحدة تجلس تعصر جزر و تفاح مالله به عليم حتى يشربوه فى دقيقتين و ضاع العمر بين الشراب و الطعام و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم.
الثالث: المراكب و ما أدراك ما المراكب أصبح هم معظمنا الحصول على سيارة فاخرة تتمتع بأحدث الكماليات و المواصفات المميزة و كلما قدمت عربيته سنتين أو أكثر وضع المال الكثير لأجل إستبدالها بأخرى أحدث. و للنظر فى أسعار هذه السيارات كم تساوى و كم يبذل لأجلها. فقد فقدنا الغاية التى من أجلها نستخدم السيارة و أصبحنا نهتم بالمظاهر و الشكليات الزائفة.
الرابع: الملابس و هذا ما يخصنا نحن معاشر النساء من بذل المبالغ الكبيرة من أجل تصميم فساتين الأعراس و الحفلات لكى نلبسها مرة و نرميها مع غيرها فى الدولاب و نذهب لنصمم آخر حتى لا يرانا الناس فى نفس الفستان فى الحفلة الماضية و لا حول و لا قوة إلا بالله. والله إننا لمسؤولون عن كل هذا فلنحاسب أنفسنا و لنستر عورات المسلمين الفقراء بدل من أن نضيع أموالنا فى ما لا قيمة له و لا فائدة.
الخامس: المساكن و يالطيف على المساكن أصبح همنا أن يكون لنا بيت أكبر من غيرنا و به غرف أكثر حتى نغلقها و نتباهى بها و من ثم يسكنها الشيطان . نعم يسكنها الشيطان فلم التعجب أختى الكريمة فإن البيت أو الغرفة التى لا يدخلها الناس و لايسكنوها فإن الشيطان ينفرد بها و يسعد وقد جاء فى هذا حديث عن الرسول عليه السلام و لكن لا يحضرنى نصه. وليكتفى الإنسان بدار متواضعة تفى إستخدامه و يقضى بها حياته مستورا .
.السادس: المناكح: فقد إزداد المسلمون بالفترة الأخيرة التباهى بالأفراح و المهور العالية و قصور الأفراح و التصوير و الولائم يا سبحان الله كم نرهق أنفسنا و نكلفها فوق طاقتها حتى أننا فقدنا تلك الطعمة الحلوة و اللذة فى الإحساس بالسعادة عند حضور تلك الأفراح فكل واحدة تخرج لتكون الأجمل بفستانها و ماكياجها والأغلى بتصميمه حتى أصبحت القلوب مشحونة بالبغض و الغيرة و الأعين لا تقف عند العروس فقط فهذه تنطر هذه و الأخرى تخطط للثانية فياسبحان الله أين البساطة و النفس الهادئة أين ذهبت والله إنها ذابت مع كل هذه التعقيدات التى أحدثها الناس و للأسف فقدوا اللذة و الحس الفطرى من وراء هذه المناسبات الإجتماعية الطيبة
المعوق السابع و الأخير: الترفيه و هو كما قال عنه الشيخ أنه لم يكن موجود على عهد الأجداد و من قبلهم فهى خطة شيطانية مستحدثة كى تلهى الناس و الشعوب عن عبادة الله و عن القصد من وجود الإنسان فى هذه الدنيا. نعم إذا ما سألت طفلك الصغير أين تريد أن تذهب قال للمدينة الترفيهية. و الكل مالل و زهقان و لا يشعر بالراحة إلا مع الذهاب لتلك الأماكن فلا حول و لا قوة إلا بالله و إذا ما نظرت فى العلاقات الإجتماعية نرى أنها للوراء و الجميع يشكو الجفوة و الغلظة من أقاربه لأنه لا يوجد وقت فراغ للزيارة فيا سبحان الله نجلس الساعات الطوال نتجول فى الحدايق و الملاهى و لا نجد ساعة نقضيها مع رحم نتعبد بها الله و نحتسبها عنده. فأين العقول و أين الهمم التى تسخر كل أعمالها و جوارحها لله تعالى تعبده و تنوى النية الصالحة لأجل الأجر الطيب. و إننى هنا لا أحرم الملاهى و لا أمنعها و لكنى أحذر من هذا المنزلق الخطير و لنرفه عن أنفسنا حسب ما جاء به هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم. من لهو الرجل مع زوجته و مع نبله و مع فرسه و مع أهل بيته و الأمر فيه سعة.
آخر مرة عدل بواسطة um bader : 18-02-2004 في 05:28 PM
اللَّهُمَّ لاَتُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ وَاغْفِرْ لِي مَالاَيَعْلَمُونَ وَاجْعَلْنِي خَيْراَ َ مِمَّا يَظُنُّونَ
الروابط المفضلة