روى عن مالك بن دينار-رحمه الله- أنه مر يوماً على صبي وهو يلعب بالتراب يضحك تارة ويبكي أخرى.
قال : فهممت أن أسلم عليه فامتنعت نفسي تكبراً، فقلت يا نفس! كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يسلم على الكبار والصغار ، فسلمت عليه.
فقال : عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا مالك بن دينار.
فقلت : من أين عرفتني ولم تكن رأيتني؟
فقال : حيث التقت روحي بروحك في عالم الملكوت ، بيني وبينك الحي الذي لا يموت.
فقلت : ما الفرق بين العقل والنفس ؟
قال : نفسك التي منعتك عن السلام ، وعقلك الذي بعثك عليه.
فقلت : ما بالك تلعب بهذا التراب ؟
فقال : لأنا منه خلقنا وإليه نعود.
فقلت : أراك تضحك تارة وتبكي تارة أخرى.
قال : نعم ! إذا ذكرت عذاب ربي بكيت، وإذا ذكرت رحمته ضحكت.
فقلت : يا ولدي أي ذنب لك حتى تبكي؟
فقال : يا مالك لا تقل هذا فإني رأيت أمي لا توقد الحطب الكبار إلا ومعه الحطب الصغار فعليك بالاعتبار.
*******************************
موسوعة الخطباء والمرشدين
الروابط المفضلة