قال مُطرِّف بن عبدالله الشخير: أتيت عمران بن حصين يوماً، فقلت له: إني لأدع إتيانك لما أراك فيه، ولما أراك تلقى. قال: فلا تفعل، فو الله إن أحبه إليّ أحبه إلى الله .وكان عمران بن الحصين قد استسقى بطنه، فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة، لا يقوم ولا يقعد، قد نقب له في سرير من جريد كان عليه موضع لقضاء حاجته.فدخل عليه مطرف وأخوه العلاء، فجعل يبكي لما يراه من حاله فقال: لم تبكي؟ قال: لأني أراك على هذه الحالة العظيمة. قال: لا تبك فإن أحبه إلى الله تعالى، أحبه إلي. ثم قال: أحدثك حديثاً لعل الله أن ينفع به، واكتم علي حتى أموت، إن الملائكة تزورني فآنس بها، وتسلم علي فأسمع تسليمها، فأعلم بذلك أن هذا البلاء ليس بعقوبة، إذ هو سبب هذه النعمة الجسيمة، فمن يشاهد هذا في بلائه، كيف لا يكون راضياً به؟!( إحياء علوم الدين 4/349).
فحلاوة الإيمان تمنحك القوة والعزة وتيسر عليك كل يسير وتهون عليك كل صعب ,
وتجمل حياتك بالرضا الكامل عن الله , كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
\"ما أصبت بمصيبة إلا كان لله علي فيها أربع نعم: أنها لم تكن في ديني،
وأنها لم تكن أكبر منها، وأنني لم أحرم الرضا عند نزولها، وأنني أرجو ثواب
الله عليها\".
قال أحدهم :
رضيت بما قسمَ الله لي * * * وفوّضتُ أمري إلى خالقي
كما أحسن الله فيما مضى * * * كذلك يُحسن فيما بَقِي
قال ابن القيم :
لم يأت (الحزن) في القرآن
إلا منهيا عنه
كقوله تعالى: (ولاتحزنوا)
أو منفيا كقوله: (فلاخوف عليهم ولا هم يحزنون)
وسر ذلك أن "الحزن" لا مصلحة فيه للقلب، وأحب شىء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن
ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه.
وقد إستعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم: ٌاللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)
لذا يقول ابن القيم :
الحزن يضعف القلب ،
ويوهن العزم ويضر الإرادة ،
ولا شئ إحب إلى الشيطان من حزن المؤمن...
لذلك افرحوا واستبشروا وتفائلوا وأحسنوا الظن بالله، وثقوا
بما عند الله وتوكلوا عليه وستجدون السعادة والرضا في كل حال
منقول للفائدة
الروابط المفضلة