الإسم:  بسم الله الرحمن الرحيم متحركة.gif
المشاهدات: 1037
الحجم:  25.9 كيلوبايت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الوعد الأمين،وبعد...
فهذا هو الجزء الخامس والأخير من سيرة عملاق الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه عبر ودروس..

__________________________

عمر بن الخطاب الذي زلزل عروش الظالمين، ودك قلاع الأكاسرة والقياصرة.
عمر نور أضاء سطور التاريخ، وهو غرة في جبين الزمان.
أمة في رجل.. إمام همام.. مميت الفتن.. ومحيي السنن. حكم عشر سنوات، أقام فيها العدل على نفسه قبل أن يقيمه على غيره، حتى تغير لونه وشحب، كان يسهر الليل في البرد الشديد، يخاف أن يوقفه الله يوم القيامة فيسأله عن عنـزة أو بغلةٍ عثرت في العراق لم يصلح لها الطريق ولم يمهده، فكان إمام العادلين رضي الله عنه وأرضاه ،إنه من أظهر إسلامه يوم كانوا يخفونه .. إنه من تقلَّد سيفه وتنكب قوسه، وأخرج أسهمه، وأتى الكعبة وأشراف قريش في فنائها، فطاف سبعًا رغم أنوفهم، وصلى ركعتين، وأتى حلقهم واحدة واحدة يقول: [[شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه، وييتم ولده، وترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي]] فما تبعه أحد.
إنَّه مرقع القميص، وبين يديه الغالي والنفيس، إنَّه من يسلك الشيطان فجًا غير فجه، إنَّه الوقَّاف عند كتاب الله، المجاهد في سبيل الله، إنَّه القِيَم والمُثُل بعينها، وما أروع المثل يوم تكون رجالاً فتكون الأخلاق فِعالاً!
إنَّه العادل إنْ ذكر العادلون، هو من سهر لينام الناس، وجاع ليشبع الناس، هو من جعل كبير المسلمين أبًا، وأوسطهم أخًا وأصغرهم ولدًا.

الإسم:  ريشة وورق وكلمة كلمات من ذهب ثابت.jpg
المشاهدات: 2809
الحجم:  7.7 كيلوبايت
الدرس الاول من حياة عمر بن الخطاب_ايمانه العميق ب﴿وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾


_لما خطب هذا الخليفة العظيم على المنبر، ألقى خطبته المشهورة، فإذا به يقول: " أيها الناس، لقد رأيتني وأنا أرعى غنم خالات لي من بني مخزوم، نظير قبضة من تمرٍ أو من زبيب " ثم ينزل هذا الخليفة من على المنبر بين دهشة الناس واستغرابهم, فما علاقة هذا الكلام بخطبته؟

_ يتقدم أحد الصحابة، وهو الصحابى الجليل عبد الرحمن بن عوف، ويقول له: " يا أمير المؤمنين, ما أردت بهذا الكلام؟ وما علاقته بالخطبة؟ وما مناسبته؟ وما سببه ؟ فيقول عمر: " ويحك يا ابن عوف، خلوت بنفسي فقالت لي: أنت أمير المؤمنين، وليس بينك وبين الله أحد فمن ذا أفضل منك؟ فأردت أن أعرفها قدرها " .
اخوانى_

*نعم الإنسان لا ينظر إلى آخر أوضاعه، دائماً يرجع إلى أقل أوضاعه، إلى بداياته، فإذا أقام موازنة بين البدايات وبين النهايات, يرى فضل الله العظيم عليه, لذلك دائماً تذكّر قوله تعالى:
﴿وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
( سورة النساء الآية : 113 )



الإسم:  فاصل بقلوب زرقاء  متلالا من فتكات.gif
المشاهدات: 1579
الحجم:  16.2 كيلوبايت


الدرس الثانى من حياة عمر بن الخطاب..ما سمح للغرور أن يطوف حول نفسه .
_____________________________
_تتحلى هذه الشخصية الفذة بصفة نادرة، الإنسان دائماً في الأعم الأغلب، إذا تفوق يصيبه الغرور.

_الغرور من لوازم المتفوقين..
فإنسان لا يستطيع الغرور أن يتسلل إليه، وهو في قمة المجتمع فهذه شخصية فذة.
_ فقد دخل الإسلام بحفاوة النبي البالغة، وصحبه الكرام، كان دخوله حدثًا كبيرًا، وكان عليه الصلاة والسلام يقول:
" اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ " .
(أخرجه الترمذي عن ابن عمر في سننه)
**ولما دخل في الإسلام صار المسلمون يعبدون الله جهراً بعد أن كانوا يعبدونه سراً، إذاً: ترك أثرًا واضحًا في إسلامه .
_ هناك شيء آخر، النبي عليه الصلاة والسلام نعته بالفاروق، والنبي عليه الصلاة والسلام إذا نعت إنسانًا بصفة عالية فهي حق، لأنه فرق بإسلامه بين الحق والباطل، وبين الملاينة والمواجهة،

** وكان هذا الصحابي الجليل عملاق الإسلام يقترح على النبي بعض الاقتراحات فينزل بها الوحي، تصبح قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، ويسمونها علماء السيرة موافقات عمر، إذاً: هذه ميِّزة أيضاً.

_ ثم يصبح هذا الصحابي الجليل خليفة المسلمين، وكل هذه الميّزات ما سمح للغرور أن يطوف حول نفسه .
اخوانى..

في أيامنا هذه إذا حقَّق شخص أقل تفوُّق فلا أحد يستطيع أن يكلّمه، وإنْ جمع شيئًا من المال، وصار غنيًّا تعالى على الناس، أو حقّق لنفسه شيئًا من القوة صار يتيه بها على الناس، أو تميَّز بشيء من الوسامة صار يزدري الآخرين، فالتفوُّق من أخطارِه الغرور، والغرور مدمِّر .

_كان عمر دائماً يقول:

" لقد كنا ولسنا شيئاً مذكوراً حتى أعزَّنا الله بالإسلام، فإذا ذهبنا نلتمس العزَّة في غيره أذلنا الله "
_ نعم الحقيقة أنّ العرب في الجاهلية ما كانوا شيئًا مذكورًا، قبائل متفرِّقة، تعيش فوضى في حياتها، فوضى في علاقاتها، فوضى في كسب المال، يعيشون في تخلُّف شديد، وفي خشونة بالغة، وفي عِداء مستمر .فأعز المسلمين بالإسلام فكان حقاً عليهم ان يشكروا هذه النعمة العظيمة. وكفى بها نعمة.


الإسم:  فاصل بقلوب زرقاء  متلالا من فتكات.gif
المشاهدات: 1579
الحجم:  16.2 كيلوبايت

الدرس الثالث من حياة عمربن الخطاب...خوفه من يوم القيامه..

أدق شيء في حياة هذا الصحابي الجليل, أن كلمةً كانت تتردد على لسانه كل أوقاته : " ما تقول يا عُمر لربِّك غداً "

_ لماذا أعطيت؟ لماذا منعت؟ لماذا تجهَّمت؟ لماذا ابتسمت؟ لماذا رضيت؟ لماذا غضبت؟ لماذا طلَّقت؟ لماذا خاصمت؟ كل موقف له سؤال، فعمر دائماً وأبداً, يقول: " ما تقول يا عُمر لربِّك غداً ؟ "

وهكذا دائماً كان عمر يقول لنفسه

{كنت وضيعاً فرفعك الله، كنت ضالاً فهداك الله، كنت ذليلاً فأعزَّك الله، فماذا تقول لربك غداً؟ }
كم كان صادقاً.. كم كان يؤمّ الناس في الصلاة فَيَسمع بكاءه ونشيجَه أصحاب الصف الأخير!!
!


_ ومن الدروس كم كان إدراكه للمسؤولية رضى الله عنه..


* مرة هرول وراء بعير أُفلت من حظيرته، ويلقاه عليُّ بن أبي طالب فيسأله: " إلى أين يا أمير المؤمنين؟ فيجيبه: بعير ند من إبل الصدقة أطلبه
_فيقول له علي رضى الله عنه. لقد أتعبت الذين سيجيئون من بعدك،
_ فيجيبه عمر بكلمات: والذي بعث محمداً بالحق، لو أن عنزةً ذهبت بشاطئ الفرات، لأُخذ بها عمر يوم القيامة " أي أن إدراكه للمسؤولية كان بدرجة تفوق حد الخيال .
ودائماً نشيده: " كنت وضيعاً فرفعك الله، كنت ضالاً فهداك الله، كنت ذليلاً فأعزَّك الله، فماذا تقول لربك غداً؟
أين هذا مما نحنُ فيه من حكام ظلمة انظروا الى هذه الأحاديث..

عن معقل بن يسارد مرفوعاً: ((رجلان ما تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وآخر غال في الدين مارق منه))، رواه ابن أبي عاصم في السنة.

وعن خالد بن الوليد مرفوعاً: ((أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة)) [أحمد والبيهقي].

عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أربعة يبغضهم الله عز وجل: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني والإمام الجائر)) [رواه النسائي].

عن أبي أمامة مرفوعاً: ((ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً يده إلى عنقه، فكَّهُ برُّهُ، أو أوبقه إثمه، أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة)) [أحمد، وهو في صحيح الجامع].

عن معقل بن يسار مرفوعاً: ((ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة)) [مسلم].فأين هذا من هؤلاء الظلمة ؟!!



وقال عمر: لا يحل لي من مال الله إلا حلتان: حلة للشتاء وحلة للصيف، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين.
______________________

وفاته

_أنَّه كان قد حرّم على المشركين الذين بلغوا الحلم أن يدخلوا المدينة لما انطوت عليه قلوبهم من ضغائن وأحقاد ضد الإسلام، ولكن المغيرة بن شعبة عامله على الكوفة كتب إليه يطلب منه الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز،
( أبو لؤلؤة) وأصله مجوسي، وكان صانع سلاح، عمره بين
العشرين والثلاثين ، وكان كلما جاء المجاهدون بأبناء الفرس من الغلمان حزن، وذلك بعد أن فتحوا المدائن، والعراق كلها، ودخلوا أرض فارس وأخذوا يفتحون فيها، فإن الأطفال الصغار من السبايا والأسرى يؤتى بهم خدماً إلى المدينة، وكان الخادم مع المسلم لا تفرق بينهم في الملبس والمركب والمطعم والمشرب؛ لأن مجتمعهم كان مجتمعاً مثالياً.

الشاهد: بأن هذا الحداد كان كلما جاء المجاهدون ومعهم السبايا والأسرى يبكي من شدة الغضب والغيظ، فكان يمسح على رءوس أطفال الفرس من أبناء الأمراء والملوك، ويقول: آه، لقد أكل عمر كبدي، هذا التصريح باللسان يدل على ما انطوى عليه الجنان، والقرآن يقول: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد:30] فإن القول يعبر عن المكنون
_ وذات يوم اشتكى أبو لؤلؤة لعمر أن المغيرة يفرض عليه خراجًا كبيرًا، فلما سمع منه عمر قال له أن خراجك ليس بالكبير على ما تقوم به من أعمال، فاغتاظ أبو لؤلؤة المجوسي من ذلك، و كان قدأضمر الشر والحقد وملأ منها قلبه
_هذا الرجل التقى في السر باثنين، فصاروا ثالوث خطر يدير مؤامرة سرية على عمر، وهؤلاء الثلاثة أولهم: الهرمزان. وهو من كبار قادة جيوش الفرس الذى أسر أرسل إلى المدينة فاتفقا على قتل عمر لعنهم الله

تفصيل الحادث

والقصة تتلخص في أن عمر رضي الله عنه وأرضاه في صلاة الفجر دخل، ولم تكن المساجد في ذلك الوقت مضاءة كمساجدنا الآن الليل كالنهار، لا. وإنما كانت مظلمة، والصحابة أعدادهم كبيرة جداً، فاجتمعت كثرة السواد مع كثرة الظلام، وسواد الأجساد مع الظلام يجعلها ظلمة قاتمة.
فما هو إلا أن كبرعمر رضى الله عنه وبدأ -يعني: بالقراءة- وإذا هو قبل أن يقرأ يقول: قتلني قتلني] هكذا يردد كلمات بعد أن جاءته الضربة، وهذا المجرم ضربه بالخنجر الذي صنعه ذو النصلين والحدين في خاصرته ومررها من الشمال إلى اليمين، فاندلقت أمعاؤه، ثم سحبه إلى أعلى، ففتح بطنه إلى الضلوع، ثم أخذ يدور على المصلين مخترقاً الصفوف من الأول إلى الأخير، ولكن في اختراقه للصفوف يضرب هذا في قلبه فيسقطه، ويضرب هذا في قلبه فيسقطه، فقتل سبعة وجرح إحدى عشر رجلاً.

وكان رجلاً من الصحابة قوياً في آخر الصف ألقى عليه كساءً ثم لفه به، فلما رآهم ضيقوا عليه، ذبح نفسه بخنجره من الوريد إلى الوريد، وتساقط الناس، الصفوف الأخيرة في الظلام سمعوا تكبيرة عمر، لكن ما يدرون ما الذي قطع القراءة، فكانوا يسبحون بصوت مرتفع: سبحان الله! سبحان الله! ما يعرفون ماذا حدث، فالصفوف الأخيرة تسبح، والجثث في الصفوف الأولى ساقطة تتلبط بدمائها، والجرحى يئنون، وعمر بن الخطاب أمسك جرحه بيديه، وقال مرتين: قتلني، ثم لما رآه يخترق الصفوف لم يميز هل هو رجل أم كلب، فقال: [عقرني الكلب] فظن بأن كلباً مفترساً نهشه ومزق أمعاءه

_ ومن العبر والدروس هنا انظر كيف اهتم عمر رضى الله عنه بالصلاة وهو يموت!

واستخلف عبد الرحمن بن عوف ليصلى بالناس

ثمَّ وقع يده على عبد الرحمن بن عوف، فجره إماماً ليصلي بالمسلمين، انظروا لو غيره في هذه الحالة يفكر بنفسه، لا. عمر أمعاؤه تتدلى والدماء تنـزف، وهمه إتمام صلاة المسلمين، فيحرص على تقديم إمام آخر بدلاً منه، ويجثو هو على ركبتيه، وكلف أحد الصحابة هذا التكليف، وعبد الرحمن بن عوف صلى ركعتين خفيفتين وأكمل الصلاة بسرعة،
وحمل عمر إلى منزله
والدم يسيل من جرحه - وذلك قبل طلوع الشمس - فجعل يفيق ثم يغمى عليه، ثم يذكرونه بالصلاة فيفيق، ويقول: نعم.

ولا حظَّ في الإسلام لمن تركها.
ثم صلى في الوقت، ثم سأل عمن قتله من هو؟
فقالوا له: أبو لؤلؤة، غلام المغيرة بن شعبة.
فقال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الإيمان، ولم يسجد لله سجدة.

ثم قال: قبحه الله، لقد كنا أمرنا به معروفا .
________________________
ومن الدروس والعبر
اهتمامه بشؤون المسلمين بعده

وأوصى عمر: أن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفي رسول الله وهو راضٍ عنهم وهم: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.
ولم يذكر سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي فيهم، لكونه من قبيلته، خشية أن يراعي في الإمارة بسببه، وأوصى من يستخلف بعده بالناس خيرا على طبقاتهم ومراتبهم،

ومن الدروس اهتمامه رضى الله عنه بسداد ديونه




ثمَّ يقول عمر رضى الله عنه لإبنه [يا عبد الله بن عمر -يخاطب ابنه بجواره- انظر ما علي من الدين]
_ واعلم انَّ دين عمر كله كان ينفقه على المسلمين، أنت لا تظن أن الصحابة رضي الله عنهم إذا جاءهم محتاج يردونه، وإن كان ليس عندهم شيء!
_ كان أبو بكر وعمر إذا جاءهم مسلم محتاج يقترض ويعطيه، وبعد ذلك يسدد، فكان عمر عليه آلاف الدنانير من الديون بسبب قضاء حاجات الناس
_قال لابنه عبد الله : [انظر ما علي من الدين؟ فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألف درهم أو نحوه، قال: إن وفى له مال آل عمر فأده من أموالهم] يعني: إذا أموالك أنت وإخوانك تسدد الدين فسدده، [وإلا فسل في بني عدي بن كعب] التي هي قبيلة عمر ، خذ عانية من القبيلة وسدد الدين.
[فإن لم تف أموالهم -يعني: القبيلة- فسل في قريش ولا تعداهم، فأد عني هذا المال] أي: لا تتعدى قريشاً إلى غيرهم

_أحرص ما يحرص عليه الشهيد سداد الديون؛ لأن الله يغفر الذنوب كلها إلا الدين، انتبهوا فهو من أخطر ما يكون ولهذا اهتم عمر به كل هذا الإهتمام.

__________________________________
عمر يستأذن عائشة بأن يدفن مع صاحبيه

ثم انطلق إلى عائشة - عمر يرسل ابنه- فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل: أمير المؤمنين] لاحظت
السلام، ولا تقل: أمير المؤمنين] لاحظت الكلمة هذه! نهى ابنه في لحظات موته أن يسميه بأمير المؤمنين، لأنه الآن عاجز تمام العجز عن الإمارة.

فالآن هو يسحب هذا اللقب منه حتى يهيئ نفسية الأمة إلى أمير مؤمنين جديد، من يفكر في هذا المعنى في لحظات الموت؟
فماذا قالت عائشة؟

قال: [فسلم ابن عمر واستأذن، ثم دخل عليها، فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي -أي: كنت أريد هذا القبر بجوار زوجي وأبي- ولأوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل قيل لـعمر : هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني -انظر

_قال: الحمد لله ما كان شيء أهم إليَّ من ذلك] وهذا بفضل الله من حماية الله لهما، فأنت تخيل! لو أن أبا بكر وعمر دفنا في العراق، أو إيران، أو الكويت، أو أي مكان ماذا كان سيفعل بهم الآن؟
_لهذا صان الله أبا بكر وعمر ووضعهما مع نبيه، وبطبيعة الحال أن النبي محمي من الله ومن الأمة، فلن يصل إليهما أحد.
_ومع هذا عبر التاريخ صارت محاولات ومحاولات حتى إن بعضهم وضع -أعزكم الله- الروث على شنبه ولحيته وإذا جاء إلى الشبك الحديدي وهو يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ينفض النجاسة بنية نفضها على أبي بكر وعمر، وقد صادوا كثيراً ممن فعل ذلك، وهو يعتبر فعله ذلك قربى إلى الله رب العالمين، فكيف لو كانت قبورهم في مكان بعيد؟!

_انظر علم الله الأزلي! علم أنه سيأتي من يعاديهم ويحاربهم، فحماهم ووضع قبورهم في بيت النبي بجوار قبره إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج:38].. أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36].

____________________________________________

ومات رضي الله عنه بعد ثلاث، ودفن يوم الأحد، مستهل المحرم من سنة أربع وعشرين
_ فكانت ولايته عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين يوما، وبويع لعثمان يوم الاثنين، لثلاث مضين من المحرم.


______________________________________________

احاديث تبشير عمر رضى الله عنه بالجنَّة

عن جابر بن عبدالله دخلتُ الجنَّةَ فرأيتُ فيها دارًا أو قصرًا فقلتُ: لمن هذا؟ فقالوا: لعمرَ بنِ الخطَّابِ فأردتُ أن أدخلَ فذَكرتُ غيرتَكَ فبَكى عمرُ وقالَ: أي رسولَ اللَّهِ أوَ عليْكَ يُغارُ؟ صحيح مسلم


عن سعيد بن زيد رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أبو بكر وعمر في الجنة" الحديث رواه : أصحاب السنن الأربعة ، وقال الترمذي حسن صحيح

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أ فق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ) رواه الترمذي وحسنه

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم ، فدخل المسجد وأبو بكر وعمر أحدهما عن يمينه الآخر عن شماله ، وهو آخذ بأيديهما ،
وقال: هكذا نبعث يوم القيامة . رواه الترمذي


عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ .


أخر سيرة عملاق الإسلام عمر بن الخطاب وبالطبع لم نوفيها حقها ولكنه جُهد المقل

اللهم ارض عن الصحابة أجمعين، والخلفاء الراشدين، نشهدك على حبهم، اللهم احشرنا معهم في ظل عرشك، ومستقر رحمتك، علمنا كما علمتهم، وثبتنا كما ثبتهم، وفهمنا كما فهمتهم، واجعل موتنا شهادة في سبيلك بعد طول عمر وحسن عمل،إنَّك على ذلك قدير.
.


_____________________________
البداية والنهاية _الجزء السابع

الكامل في التاريخ

الإسم:  اختكم ام امه بمبى2.gif
المشاهدات: 1022
الحجم:  120.7 كيلوبايت