القدر قدرين قدر لايتغير وهو في اللوح المحفوظ
وقدر يتغير وهو في صحف الملائكة
واسباب التغيير كثيره منها الدعاء وصلة الرحم وبر الوالدين
وحسن التوكل علي الله والشرح بالادلة في التالي
***********************
أن ما في اللوح المحفوظ لا يبدل ولا يغير
وما في صحف الملائكة يمكن أن يبدل وأن يغير
ولا يعني هذا ترك الدعاء وترك العمل بالأسباب
فإن الله عز وجل قدر المقادير بأسبابها
وعلم سبحانه من يأخذ بالسبب ومن لا يأخذ به
فلا تترك الأسباب اتكالا على القدر
لأن ما في اللوح المحفوظ لا يعلمه إلا الله
*****************
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء.رواه الترمذي
وقد ذكر أهل العلم أن القضاء نوعان
قضاء مبرم: وهو القدر الأزلي، وهو لا يتغير
وقضاء معلق: وهو الذي في الصحف التي في أيدي الملائكة
فإنه يقال: اكتبوا عمر فلان إن لم يتصدق فهو كذا وإن تصدق فهو كذا. وفي علم الله
وقدره الأزلي أنه سيتصدق أو لا يتصدق
فهذا النوع من القدر يفع فيه التغيير وهو المراد
بقوله تعالى: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ* يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ. [الرعد:38-39]
***********************
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يُغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم يَنْزِل ، وإن البلاء ليَنْزِل فيتلقاه الدعاء ، فَيَعْتَلِجَان إلى يوم القيامة . رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وحسنه الألباني في صحيح الجامع
فالله هو الذي قدّر المقادير ، وهو الذي أمر بالدعاء . فهذا مِن دَفع قَدَر الله بِأمْر الله
ولله المثل الأعلى ..لو أن عاملا يتقاضى أجرا مُعينا .. وقال له صاحب العمل : إن اجتهدت حَصَلْتَ على زيادة ، وإن قصّرتَ حَصَلْتَ على خَصْم وحِرمان
فهو هنا قد يجتهد فيحصل على مزيد مال ، وقد يتكاسل فيحصل له النقص وكذلك القضاء والقَدَر . إن اجتهد الإنسان في الدعاء دَفَع الله عنه بعض ما قدّره عليه . وإن تكاسل الإنسان وقال : لا فائدة .. حَصَل له النقص
وفي الحديث الآخر : الدعاء ينفع مما نزل ومما لم يَنْزل فعليكم عباد الله بالدعاء . رواه الحاكم وغيره ، وحسنه الألباني
فالدعاء مما يُخفِّف البلاء .والدعاء مما يَدفَع به البلاء
**************************
ومن أسباب التغيير في طول العمر بر الوالدين وصلة الرحم، والدعاء والصدقة وحسن الجوار كما في حديث الترمذي: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا : إن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأجل
وأخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: صلة الرحم وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار.والحديثان صححهما الألباني
وقال شيخ الإسلام : إن الله يكتب للعبد أجلا في صحف الملائكة فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب، وإن عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب... وهذا معنى ما روى عن عمر أنه قال: اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ـ والله سبحانه عالم بما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فهو يعلم ما كتبه له وما يزيده إياه بعد ذلك، والملائكة لا علم لهم إلا ما علمهم الله، والله يعلم الأشياء قبل كونها وبعد كونها، فلهذا قال العلماء: إن المحو والإثبات في صحف الملائكة، وأما علم الله سبحانه فلا يختلف ولا يبدو له ما لم يكن عالما به، فلا محو فيه ولا إثبات، وأما اللوح المحفوظ: فهل فيه محو وإثبات؟ على قولين، والله سبحانه وتعالى أعلم
وقال الحافظ في الفتح: إن الذي سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل، وإن الذي يجوز عليه التغير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامل، ولا يبعد أن يتعلق ذلك بما في علم الحفظة الموكلين بالآدمي فيقع فيه المحو والإثبات كالزيادة في العمر والنقص
الروابط المفضلة