:
عاشوراء والأجر الموعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها نحن الليلة على موعد غداً مع يوم من الأيام الفاضلة
الذي امتن بها الله المنّان على عباده المؤمنين
يومّ من أيام شهر الله المحرم ..
الشهر الوحيد الذي نسبه الله لنفسه حين ذكره النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث عن أفضز الصيام بعد رمضان فقال :
( شهر الله المحرم )
وهو من الأشهر الحرم التي حرمّها الله وعظمها
وستبقى حرمتها وتعظيمها كما عظمها الله ما دامت السموات والأرض
وفيها تتضاعف الحسنات وتعظم السيئات
:
ولأجل أهمية وعظم هذا اليوم
فقد جمعت لكم مقتطفات من هنا وهناك على عجالة أعتذر عن التقصير والخطأ لو ورد فيها
وأسأل الله أن يجزي كل من ساهم فيها بجهد أو كتابة أو قول أو نقل خير الجزاء
نفع الله بها وكتب الأجر للجميع
:
في هذا الشهر العظيم يوم عاشوراء..
يوم وعد الله من صامه بالأجر وتكفير سيئات سنة ماضية
- ولكن لننتبه لقلوبنا !
فإن رأينا أننا قد تمر علينا شهور وأيام عظمها الله ونعتبرها مثلها مثل غيرها من الأشهر ،
فلابد أن نشعر أن هناك مشكلة ولابد أن نعالجها بالنصوص لتحيا الأرواح والقلوب ونتعبد الله بدناً وقلباً.
- لماذا نصوم عاشوراء؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء،
فقال: ماهذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى،
قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه"( رواه البخاري 1865 ) .
- ماهي النعمة التي شكر موسى اللهَ عليها؟
هي : أن نجّى الله قلوب بني إسرائيل من تعظيم فرعون ؛
لأنهم رأوا بأعينهم هلاك هذا الطاغية الذي كانوا يخافون منه أشد الخوف،
فصامه شكراً لله على هذه النعمة.
- لماذا أنت تصوم عاشوراء؟
أنت تشكر الله أن نجّى بني إسرائيل من فرعون.
أنت تشكر الله أن نجّى بني إسرائيل من عظيم كان في قلوبهم.
أنت تشكر الله على أن أعان عباده على التوحيد.
إذاً .. أول نية تُجمع : لك الحمد ربي أن أَعنتَهم على التوحيد.
- لماذا كان الشكر بالصوم ؟
العبادة بالبدن هي شكر بالبدن ، والشكر بالصوم أن تُري الله أنه عظيم فتترك مُعَظمَات النفس: أكلك ، شربك، شهواتك .
فكأنك تقول : يارب ..كما أَرَيتَنا أنه لا عظيم إلا أنت ولا باقي إلا أنت اخرج من قلوبنا كل مُعَظّم غيرك .
إذاً صُم .. وأنت مستحضر لمواقف أشهدك الله فيها أنك لا تحتاج غيره .
صُم..وأنت شاهد أن الله هو الوكيل ، هو الحفيظ .
الشكر الحقيقي: أن تُخرج من قلبك كل تعلق سوى الله .
اجمع وتذكر من مواقف العام ما ذَكّرَك أن الله هو الوكيل ، ما جعلك تؤمن أن الله حكيم ... وهكذا ،
فتصوم وأنت ممتلئ امتناناً وشكراً .
:
ونتعلم كذلك من قصة موسى عليه السلام مع فرعون :
- حسن التوكل على الله .
- جمع القلب على شكر الله والامتلاء حمداً له .
- حُسن الظن أنه مامن ضعيف إلا وسينصره الله عز وجل -كل مُستَضعف فالله وليه
- لا تنظر إلى المستضعفين وتقول لن يُنصروا.
كلما جَهِلتَ عن الله فأنت تبتعد عن تعظيم الله
مع قِلة الشعور نخشى أن تَمُر العبادات العِظام .. وليس لها في القلب مقام ..
:
غداً عاشوراء ولصيام هذا اليوم فضائل منها :
أنه يكفر السنة الماضية.
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن [ صوم يوم عاشوراء ] فقال:
« يُكفر السنة الماضية » رواه مسلم
:
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلب فضل يوم عاشوراء على الأيام.
سئل ابن عباس رضي الله عنهما [ عن يوم عاشوراء ] فقال:
« ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يومًا يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم »
رواه مسلم
:
وكان الصحابة رضي الله عنهم يصوِّمون فيه صبيانهم.
قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها عن [ يوم عاشوراء ]:
" كنا، بعد ذلك، نصومُه، ونُصوِّمَ صِبيانَنا الصغارَ، ونذهبُ إلى المسجدِ، فنجعلُ لهم اللُّعبةَ من العِهْنِ،
فإذا بكى أحدُهم على الطعامِ، أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار ". ( العهن : الصوف )
متفق عليه
:
من فهم حقيقة يوم عاشوراء صَغُرَ في عينه كل هم وغم وحزن مهما عَظم واشتد ...!
(( كلما زاد العبد استشعارا بالغيب، كلما زاد إيمانه ))
• ليس العجب من قول موسى عليه السلام :
( إن معي ربي سيهدين ) بل نعجب من قوله: [ ( كلا ) ]،
وهذا من عظيم يقين موسى بأن له رب يربيه
على الرغم من أن كل المؤشرات الحسية تقول أنهم هالكون لا محالة
فالعدو من خلفهم والبحر من أمامهم ..!
• موسى عليه السلام نجاه الله من هذا الكرب العظيم
( كيف الطريقة هو لا يعلم )
كل ما يعلمه أن له رب وأنه في معية الله ، كل يقينه بالله في تلك اللحظة تجمع وأنه سيهديه ..!
• كلما زاد شعور تربية الله لك في كل موقف تمر به، كلما زاد إيمانك و يقينك بالله..
• من عظيم نعم الله على بني اسرائيل أنه أهلك فرعون أمامهم بل أهلك أيضا ملكه،
وهذا من رحمة الله ببني إسرائيل حتى يشفي غليلهم و غيظ قلوبهم ممن أضعفهم
وقد أبرد قلوبهم عندما زال ملك فرعون حتى لا يبقى في قلوبهم غيظ
• أعظم منّة قد يعيشها المؤمن في يوم عاشوراء مع فضل صيامه،
هي أن الله خلّص قلوب العباد من الشرك في هذا اليوم العظيم..
فلنحمد الله على إعادة التوحيد ..
• في يوم عاشوراء أهلك الله فرعون ونجى بنى اسرائيل، فأخرج من قلوبهم كل معظم غير الله..
فلنخرج من قلوبنا كل عظيم..
• عليك يوم عاشوراء أن تخرج من قلبك كل معظم غير الله،
من هم وحزن وكرب وشدة جميعها
أخرجها وكن واثقًا بالله متيقنًا أنه لن يخلصك منها إلّا هو
فاجمع يقينك به وتوكل عليه ...!
• تأمل كم من المواطن أزال الله فيها أمامك كل معظم، لتعلم أنه لا عظيم إلا الله..
واسأل الله أن تكون ممن وحد الله في قلبه، وأقبل عليه..
• صم وأنت مستشعرّ نعم الله عليك رغم المضادات، ولكن الثقة أنه كفاني في همومي ففرجه قريب،
ثق بالله بأن كل عسر لو صبر عليه العبد لأصبح يسراً..
بمعنى أننا يارب نثق أن كل بلاءً أنت كاشفه بفضلك
• يوم عاشوراء يوافق 10 من بداية شهر محرم في السنة الهجرية،
وهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما نؤرخ بها وهذه بداياتها،
ومن هنا نفقه أن مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه الصديق ( لا تحزن إن الله معنا )
كانت في وقت مقارب ليوم عاشوراء،
كأنه يقال لك ماذا جمعت في سنتك من شواهد معية الله لك لتزيد يقينًا بثقة الله،
هذا يومًا تُشهد الله فيه عبر ما أراك أنه كافيك ..
• يوم عاشوراء رسالة مفادها أن الله كافٍ عبده من كل ما أهمه ،
فلا يأتي عليك يوم عاشوراء وأنت مازلت تعظم شيء من هم أو حزن أو خوف أو أي أمر،
عظّم الله وحده دون سواه .. واشهده على معيته لك في المواقف ! عدد نعم الله عليك !!
• يوم عاشوراء يوم التوحيد، وتخليص قلوب العباد من الشرك..
• كل فتنة تمر بك ، تذكر قول موسى عليه السلام: ( كلا إن معي ربي سيهدين )
واستجمع كل يقينك بالله..
اجعَـل بينكَ وبين الله مًشاريع خفيّة ، لا يُعيد النَّاسُ تغريدها ، ولا ترصُدها العَدسات ،
ولا تخافت بها صديقًا ، ولا تحدث بها قريبًا
فقد يعيشُ المرء كافّا عافًا مقبلاً على الحياة، لا تظهر عليه عظيم ديانة
فإن مات رأيت من المُبشراتِ عليه ما يقشعرّ لها البدن."الخبيئة الصالحة".
:
هل أرهقتك ذنوبُ عام غابر
وتريد عفـواً من كريم قــــادر !!
أبشـر فإن المُصطفى قد دلَّّنا
أن الخَطأ يُمحى بصوم العاشر .
:
الروابط المفضلة