محتاج تتوب محتاجة تتوبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالله سبحانه وتعالي يجعل في شدة ظلمة الليل شعاع الفجر



قال الله تعالي(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر53

ألم تجد نفسك تخرج من حية لتقع في حفرة!؟ ألا تجد نفسك كلما تقع من فخ وتقوم منه لتقع في غيره!؟ ألا تشعر بأسر المعصية!! { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:81].
{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين:7]. سجن، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴿٨﴾ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ﴿٩﴾} [المطفيين:9,8].

والله العظيم نحتاج لأن نتوب، والله العظيم "لاينزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة" [].
تحتاج والله إلى أنك تشعر بألم هذا الذنب في حياتك، أتعلم عندما كانوا يقولون "على الأصل ابحث"، فهاهنا نقول لك "على الذنب ابحث"، ابحث عن الذنب، كل مشكلة لا تعرف لها حل!! تتعجب وتصيح ولماذا يحصل لي ذلك!؟ واللهِ العظيم ابحث عن الذنب، وتصيح حسنًا لماذا تقع جميع هذه الابتلاءات؟! {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:21].
ابحث عن الذنب، { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى:30] لكن رحيم جدًا، وعفو جدًا، وغفور جدًا، يقول: {وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30].
مهما كانت الدنيا مظلمة، فرب العالمين سُبْحَانَهُ وتَعَالَىَ يجعل في شدة ظلمة الليل ينبثق شعاع الفجر، انظرو معي.. {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ} [يوسف:110]. {مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214]. {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر:53].
لم تدع أي ذنب ابدًا، {عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} {جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].
يأتي الرجل إلى الْنَّبِيْ صلى الله عليه وسلم فيقول: " أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله قال: تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن قال وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى." [صحيح، الألباني، صحيح الترغيب(3164)].
الذنوب سوف تتحول إلى حسنات!! ما هذا!؟ فخرج يهلل ويكبر.. لا إله إلا الله، والله أكبر، بشرط لو صلحت التوبة، لو أنك عاملت رب العالمين بصدق وليس بمكر، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43].
{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ}

لو صدقت مع الله وعاملت الله بصدق وليس بمكر فإياك والمكر
بمعني أنك تعيش حياتك وتقضيها ذنوب ومعاصي وشهوات وبعد كدا تستغفر أو تعمل عمرة وبعدها تجيب من تاني
وبعدها يجي رمضان ركز بقي وخاصة في الليالي الوتريه عيط أوي بقي وبعدها جيب من تاني
هذا اسمه مكار ::قالوا هذا مستهزئ بربه
قال الله تعالي(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) البقرة 15

فكن صادق مع الله وصادق في توبتك (يارب نفس أتوب اللهم تقبل تقبل توبتي واغسل حوبتي واسلل سخيمة صدري يارب ماليش غيرك يارب ليس لي رب سواك أدعوه وأرجوه)


فما هو الحل::الواجبات العملية
1-وقفة إعتراف::
ارفع شعار::ابوء بنعمتك علي وابوء بذنبي
فلا تنظر إلي صغر الذنب ولكن انظر إلي عظم من اذنبت في حقه
واصدق الله يصدقك

2-إدمان الإستغفار::قال الله تعالي(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا) هود 3
فالإستغفار أولا كي تتحرر من كلبشة نفسك وتتحرر من الذنوب والمعاصي
فعليك بسيد الإستغفار ::سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال : ومن قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة
الراوي: شداد بن أوس المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6306
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

قال الله تعالي(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا )نوح 10-13
فالإستغفار من توقير الله عز وجل في قلبك فتستعين بذلك علي الإقلاع عن الذنب

3-اغلق ابواب وسكك المعاصي::لازم قرارات وتكون قرارات شجاعة تقسم علي نفسك
اقسمت يا نفس لتنزلين
لن انتظر يأتي لي مرض مستعصي أو حادثة أو تنزل علي طامة من السماء
مش لازم آجي لربي زاحف وأنا ممكن أجيليه علي قدمي
قال الله تعالي(حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)المؤمنون 99-100
اعزم علي التوبة بقرار شجاع ::يارب إن أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون

4-التوبة شئ إيجابي::قال الله تعالي(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ) طه 82
فأبدأ بعمل إيجابي(إلتحق بحلقة تحفيظ قرأن-شترك في جمعية خيريه-كن لك عمل جديد في القرب من الله عز وجل......)
واجعلها قاعدة لديك::مع كل ذنب تقوم به يكون أمامه توبة موازيه
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(وإذا عمِلتَ سيِّئةً فاعمَلْ بجنبِها حسنةً ، السِّرُّ بالسِّرِّ والعلانيةُ بالعلانيةِ
الراوي: معاذ بن جبل المحدث:المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/200
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد إلا أن فيه انقطاعا


فذنب السر >>>>في المقابل تقوم بأعمال في السر
وذنب العلن>>>>في المقابل تقوم بحسنات في العلن

اللهم اغفر لنا وتب علينا توبة ترضي بها عنا وتدخلنا بها الجنه في الفردوس الأعلي في رفقة النبي محمد صلي الله عليه وسلم



وقفة ::ما هو الحل في الفتن؟؟؟
يضع لنا رسولنا محدم صلي الله عليه وسلم تأصيلا في هذا الأمر
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه ، أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم ، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ، وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها ، وإن آخرها سيصيبهم بلاء وأمور ينكرونها ، تجيء فتن فيدقق بعضها لبعض ، فتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، ثم تجيء فيقول : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ، ويدخل الجنة فلتدركه موتته ، وهو مؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده ، وثمرة قلبه ، فليطعه ما استطاع ، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا رقبة الآخر
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 4202
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فالحل في الفتن::1-الإيمان بالله
2-الإيمان باليوم الآخر
3-حسن الخلق


ملخص درس محتاج تتوب