الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين امــــــــــا بعد :
اليوم بأذن الله سنكمل معا حديثنا عن السحت ودوره فى خراب البيوت المسلمه هنا كانت البدايه
http://www.lakii.com/vb/a-6/a-818736/
وسأتحدث معكم عن صوره من صور هذا السحت فى حياتنا
فى البدايه اذكر نفسى واياكم بهذا الحديث الشريف لانه اساس السحت الذى لا نعلم عنه شيئا
عَنْ حَنِيفَةَ الرَّقَاشِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ " أخرجه البيهقي وصححه الألباني
لقد امرنا الله سبحانه وتعالى البعد عن الحرام والحرص على كل ما هو حلال وان نتجنب كل الشبهات التى قد تؤدى بنا الى طريق التهلكه وما أكثر هذه الشبهات وخصوصا فى حياتنا المعاصره
ومع كثرة الفتن وحب النفس وحب المال دون مراعات لمصدر هذا المال حلال كان أم حرام !!!!!!
سنجد البعض يحلل لنفسه ما حرمه الله !!!!!!!! انها الغفلة والله
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ( يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه، أمن الحلال أم الحرام))؛ رواه البخاري
ومن واقع الحياة المره سأقص عليكم بعض أحوال أهل الدنيا مع السحت لعلنا نتعلم ونتعظ :
1- هناك من يحلل أخذ بعض الاشياء من مكان عمله مبررا ذلك بأن أصحاب العمل لا يعطوهم حقوقهم كاملة فيحق لهم سرقة هذه الاشياء او ان هذه الاشياء لن تؤثر على صاحب العمل
وللاسف هناك شريحه كبيره من الناس يقومون بهذا الفعل ؛ فى بعض الاحيان ما يؤخذ اشياء بسيطه لا تساوى شيئ سوف اعطيكم بعض هذه الامثله :
مثلا تجد من يعمل فى احد المكاتب فيحل لنفسه اخذ بعض الاوراق والاقلام وغير ذلك من هذه الاشياء لاولاده فى البيت ؛ ومنهم من يقوم بطباعة بعض كتب اولاده فى مكان عمله دون ان يسمح له بذلك فرحاً ببعض النقود البسيطه التى وفرها ، مستغلاْ مكان عملهِ فيما لا يحق له مستسهلا قيمتها القليله ، ورغم أنها أشياء تافهه فى نظر البعض ولكنها لا تبتعد عن المال الحرام لأننا أخذنها دون أستأذان أو بمعنى أخر سرقه فهل يجوز هذا ؛ شئنا ام ابينا فهى حرام ويعتبر من السحتعَنْ حَنِيفَةَ الرَّقَاشِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ " أخرجه البيهقي وصححه الألباني
اعرف احدى صديقاتى زوجها يعمل فى محل حلويات فذهبت مرة لزيارتها ووجدت عندها الكثير من البندق واللوز والفستق
ومثل هذه الاشياء بكميات كبيره لا تقل عن الكيلوا جرام او اكثر وانا اعلم جيدا ان حالتها الماديه لا تجعلها قادره على شراء مثل هذه الاشياء
واذا بها تفاجئنى وتقول لى ان زوجها يدخل لها بكل ما لذ وطاب من مكان عمله فقلت لها والله كويس ان صاحب العمل يسمح له بذلك فقالت لى
صاحب العمل لا يعلم وهو بيصرف نفسه هو وزملائه من وراء صاحب العمل فقلت لها بس ده حرام فقالت لى حرام ايه الناس كلها بتعمل كده وبعدين صاحب العمل لا يعطيهم حقوقهم كامله لذلك هم بيأخذو حقهم بأى طريقه فقلت لها لو ان صاحب العمل يسرق من حقوقهم فهو يقبل على نفسه مال حرام وسيعاقبه الله على ذلك لانه شخص سارق لحقوق من يعملون عنده ولو الكل عمل مثل ما انتى تقولين اصبح الجميح سارقين ويأخذون مالا لا يحق لهم واذا بها تغضب منى وتقول لى والله احنا عجبنا كده وراضين بكده وربنا هو من سيحاسبنا وليس انتى وما نفعله ليس حرام لاننا نأخذ حقوقنا المسلوبه منا والغايه تبرر الوسيله
كم اكره هذه الكلمه لان الكثير يستخدمها فى غير محلها ويبررون لانفسهم كل ما لا يرضى الله ورسوله
والاغرب انها تقول لى ان الناس كلهم بتعمل كده ما اخطر هذه الكلمه انها من هذه الاعذار الواهمه والتى هى من حديث الشيطان والنفس الاماره بالسوء
وهل هذا مبرر لنقلد الناس تقليد اعمى دون ان نفكر فى اذا كان هذا الفعل حلال او حرام اذا لماذا اعطانا الله عقولنا وميزنا بها عن سائر المخلوقات
وسبحان الله حياتهم كلها مشاكل ونكد ولا يعرفون السبب بأنهم يدخلون الحرام فى بيتهم وعلى اولادهم حاولت ان انصحها ولكنها لم تقبل
واتهمتنى بالغيره منها ربنا يهديها ويهدينا اجمعين وينور بصيرتنا
واعرف ايضا صديقه زوجها يعمل فى احد الاماكن الحكوميه التى تبيع كافة الادوات المنزليه وهى تتاجر ببيع الملابس وبعض هذه الاشياء يحضرها زوجها من مكان عمله بالحيلة على انها تالفه او شبه تالفه وهى احسن من الجديده وزوجها يستغل مكان عمله لقضاء مصالحه الشخصية ويبررون ذلك بأن اصحاب العمل يسرقوهم فيحل لهم سرقتهم هم ايضا
يا الله كيف يبررون لأنفسهم هذا المال الحرام وكيف يرضون به
واذا حاولت التحدث مهم تجدهم غير مستعدين للحوار ولا النقاش وتجد عندهم مبرر لما يفعلون والأغرب أنهم يحاولون أن يقنعوك أنه حلال
ولكنى أعلم جيدا أنهم يعلمون أن هذا المال حرام ولكنهم يخدعون أنفسهم قبل أن يخدعوا الناس
واذا نظرنا الى حالهم وماذا فعل هذا المال الحرام فى بيتهم ستجد عندهم الكثير من المصائب التى صابت ابنائهم وهم على وشك الطلاق الان
ودائما يسألون ماذا حدث وما سبب العيشه الصعبه التى نعيشها هذا كله بسبب هذا المال الحرام غفر الله لنا ولهم ولجميع المسلمين
2- بعض الازواج يحلون لانفسهم اخذ مال زوجاتهم بدون وجه حق وبدون رضاهم بحجة إنه يمتلكها لأنه زوجها وأن لم تفعل الزوجه ما يريد الزوج وتعطيه المال ،
يجد اكثر من طريقة ليجبر زوجتة على إعطائة هذا المال حتى ان وصلت للضرب والاهانة والأذلال وهى لا حول لها ولا قوة
فلا حق للزوج في مال الزوجة، ويحرم عليه أخذ جزء من مالها دون طيب نفس منها، وهو نوع من أكل أموال الناس بالباطل، قال الله تعالى:
وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:188}،
وقد نهى الله سبحانه عن أخذ الزوج مما آتى زوجته من المهر إلا في حال أن تطيب نفسها بشيء منه، فكيف بما هو من عملها وجهدها، قال الله تعالى:
وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً {النساء:20}،
وقال في الآية الأخرى:وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا {النساء:4}
بعد كل هذا كيف احل هذا الزوج مال زوجته لنفسه وما هى المبررات التى اقنع بها نفسه ليحلل هذا المال !!!!!!!!!! انها الغفله والله وحب المال والنفس الاماره بالسوء
3 - ومنها ايضا زملاء العمل والغيره والحقد التى تجعل زميلا يكيد لزميله ويوقعه فى المشاكل ليأخذ مكان عمله ،
ويثنى على نفسه ان وصل الى هذا المكان بذكائه ودهائه وبعمله، وفى الحقيقه انه وصل بالتضليل والغش وهو يعلم ذلك فى نفسه ولكنه يخادع نفسه وللاسف يُعجب البعض بتصرفه ، ويحاول تقليده دون ان يعلم ان هذا العمل حرام لانه اكتسبه بكل غش وتدليس ،
وكل مال سيدخل له من هذا المكان لا يحل له لانه كاد لزميله ونصب له المكائد ليفسد عليه عمله ويجعله فى مظهر المهمل المتقن لعمله ليأخذ مكانه ، وهذا ايضا اخذ بغير حق
هذه بعض النماذج البسيطه التى قد نرى منها فى حياتنا وهناك الكثير منها مع اختلاف الطريقه والكيفيه ، ولكن فى النهايه النتيجه واحده وهى ان هذا المال او هذه الاشياء التى نحللها لانفسنا حرام ،
ولست انا من يقول ذلك ؛ هذا ما نهانا الله عنه
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} البقرة: .168
يجب ان نتقى الله فى كل شيئ يدخل بيوتنا مهما كانت بسيطه او صغيره لانها لو بسيطه فى القيمه ولكنها كبيرة فى الذنب ،مثل هؤلاء الاشخاص لم يأخذوا فقط ما ليس لهم حق فيه بل خانوا الامانه ايضا لان صاحب العمل ائتمنهم على مكان العمل ،حتى ولو كان لا يعطهم حقوقهم كامله فلا يوجد اى مبرر ليكونوا مثله فهذا حرام بكل تأكيد
وقد قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29)
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً (30) (النساء)
إنّ أكل الحرام إنّما يُعرض صاحبه لعقوبة في الدنيا وفي قبره ويوم القيامة. فالخسارة واردة والبركة منزوعة ويحل البلاء والعياذ بالله، يقول الله تعالى:
{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا ويُرْبِي الصَّدَقات والله لا يُحِبُّ كلَّ كفارٍ أثيم}276البقرة.
ويتحايل البعض ممّن جمع أمواله بالحرام، أنّه سيُطَهِّره بالصّدقة وغيرها، وجَهِل أنّ مَن أنْفَق منه في طاعة يكون كمَن طَهَّر الثوب بالبول والثوب لا يُطَهَّر إلاّ بالماء،
وكذا الذّنبُ لا يُكفّره إلاّ الحلال والتوبة إلى الله تعالى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ،
فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ( البقرة : 172 ) ،
وفي حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''يا كعب بن عجرة، إنّه لا يربو لحم نبت من سحت إلاّ كانت النّار أولى به'' رواه الترمذي،
وفي لفظ لأحمد: ''إنّه لا يدخل الجنّة لحم نبت من سُحْت، النّار أوْلَى به
ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ) رواه مسلم
وفى ايامنا هذه صار كسْب المال الحلال أصعبُ من كسب المال الحرام بكثير ،وهذا هو ابتلاء الله لنا لِيَميز الله الخبيث من الطيّب، وليرى من يؤثرُ رضوان الله تعالى،
ومن يؤثرُ المال الوفير، من هنا قال عليه الصلاة والسلام:
( من أمسى كالاًّ في طلب الحلال أمسى مغفورًا له، فإذا تحمَّل المؤمن متاعبَ جمّة في كسْب الرّزق، فالنبي عليه الصلاة والسلام يبشّرهُ بِمَغفرة من الله ورِضوان)
أخرجه الطبراني عن ابن عباس
وفى النهاية اختم معكم حوارى بهذا الدعاء ولكن اولا اشكر إختى الغاليه ثيمال لمساعدتها لى لاتمام هذا الموضوع ليكون مناسبأ للروضتنا الجميله اشكر المولى عزوجل ان وفقنا الى هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً الى ما يحبه ويرضاه تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين، اللّهمّ علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدْنا علمًا، وأرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتّبعون أحْسنه، وأدْخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
اللهمّ هب لنا عملاً صالحًا يقرّبنا إليك، اللهمّ أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنّا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارضَ عنَّا، وأصْلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصْلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصْلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا، واجْعل الحياة زادًا لنا من كلّ خير، واجعل الموت راحةً لنا من كلّ شرّ، مولانا ربّ العالمين، اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمَّن سواك، اللهمّ لا تؤمنَّا مكرك، ولا تهتِك عنَّا سترَك، ولا تنسنا ذكرك، يا رب العالمين،
الروابط المفضلة