السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتى فى الله
استهلوا أيامكم واختموها دائما بذكر الله
اجعلوا اوقاتكم كلها عامرة بذكر الواحد القهار
واذكرو الله ... فى كل حركة وعلى كل حال في البر والبحر، في السفر والحضر، في الغنى والفقر، والصحة والسقم، فى السراء والضراء ،والسر والعلانية
طهروا السنتكم ...بالدعاء والحمد والاستغفار والتسبيح والتهليل
نقوا قلوبكم واحيوها ... بالرجاء والتضرع والصلاة على سيد الخلق
{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا } (الأحزاب 41)
الذكر
اكبر من كل شيء، ومن كل عمل
وأجره فوق كل أجر، وثمرته لا حد لها
فهو مصب الإيمان وملتقى شعبه ومصدر نوره
فبذكر الله تسمو روحانية العبد، فيطهر قلبه ويحيا
وهو جلاء القلوب وصقالتها ودواؤها إذا غشيها اعتلالها
وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقـًا ازداد محبة إلى لقائه للمذكور واشتياقـًا ، وإذا واطأ في ذكره قلبه للسانه نسى في جنب ذكره كل شيء ، وحفظ الله عليه كل شيء ، وكان له عوضـًا من كل شيء
فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ) . قالوا بلى يا رسول الله: قال : ( ذكر الله عز وجل )
اخوتى فى الله
لا تنسوا ذكر الله
فاللسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشماء
كالجسد الميت الذى لا توجد فيه حياة
فعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
«مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»
فلا تتركوا الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره
إذا مرضنا تداوينا بذكركم *** فنترك الذكر أحيانا فننتكس
اذكر الله في نفسك وأنت تتضرع اليه بكل مشاعرك وبكل أحاسيسك من دون أن تنطق بكلمة, حيث تجعل كل أحاسيسك وكل مشاعرك وكل كيانك تخشع لله وتتضرع اليه فتستشعر الخوف منه, ليعينك ذلك على تقوى الله سبحانه وتعالى في مواقع طاعته فالله قد زين بالذكر ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين
(إنَّ الّذين اتّقوا اذا مَسَّهُم طائِفٌ مِن الشَّيطانِ تَذكّروا فإذا هُم مُبصِرون) . (الاعراف/201)
اخوتى فى الله
استجيبوا لنداء خالقكم الذى امرنا بالمداومة على ذكره وعدم الانقطاع عنه فى كل وقت فقد قال عز وجل فى كتابه الكريم :
{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا }(الأحزاب 41)
اذكر الله والح فى ذكره و أيقن بالاجابة وأبشر بالأجر العظيم كما قال الله فى كتابه :
{ والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله هم مغفرة وأجرا عظيما } [ الأحزاب : 35 ]
{ واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون }[ الجمعة : 10 ]
اخوتى فى الله
ألا تشتاقون لمجالسة الله
فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل:
( أنا مع عبدي إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه )
فالانسان الذاكر يرى الله معه في كل عمل يقوم به ، ويحس بوجوده في كل آن ومكان يعيش فيه حتى ليرى الله قائما في كل شيء ومع كل شيء
أخوتى ..... ألا تتوق نفوسكم وجوراحكم الى التقرب من الخالق والوصول الى الدرجة العليا فقد قال رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - :
" أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفس، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"
وأي كرامة أكبر من أن يذكرك الله ؟!
{ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون } [ البقرة : 153 ]
يا ويلنا اذا غفلنا عن ذكر الله ويا فرحتنا بما نناله من مغفرة الله
اخوتى فى الله
كونوا مثل هؤلاء الذاكرون
الذين لم يكن ذكرهم لله مجرد لقلقة لسان ولاترداد عبارات
أو تدافع ألفاظ تولد على شفاههم خاوية ميتة
بل ذكروا الله عن تفكر ومعرفة
وتدبر لمداليل التقديس والتسبيح والثناء
فانكشفت لهم حقائق الايمان وتجلت أمامهم مظاهر العظمة الربانية
فهم بين دائم الذكر لايغفل وذاكر اذا غفل لم يتماد بغفلته
{ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض }
[ آل عمران : 150 ].
اخوتى فى الله
اذكرو الله بالشوق والمحبة يذكركم بالوصل والقربة
اذكروا الله بالمجد والثناء يذكركم بالعطاء والجزاء
اذكرو ا الله بالتوبة يذكركم بغفران الحوبة
اذكروا الله بالدعاء يذكركم بالعطاء
اذكروا الله بالسؤال يذكركم بالنوال
اذكروا الله بلا غفلة يذكركم بلا مهلة
اذكروا الله بالندم يذكركم بالكرم
اذكروا الله بالإيمان يذكركم بالجنان
فاذا لم يكن بينك وبين الله حبل موصول تستشعر ملمسه من خلال حالك مع الله فاعلم أنك ممن عناهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله :
( ولم يبال الله به في أي أودية الدنيا هلك )
فكيف يعبأ الله بحالك وأنت لا تذكره؟!
" جعلنا الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات صبحا وعشيا، جهرا وسرا، قعودا وقياما وعلى جنوبنا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه "
الروابط المفضلة